لأول مرة يحول كاتب رسائله الالكترونية الى كتاب..هذا مافعله الكاتب الياباني هاروكي موراكامي مؤلف رواية (كافكا على الشاطئ ) حين استقبل رسائلَ من معجبيه على موقعه الالكتروني الذي قام بفتحه في 15 كانون الثاني ثم اغلقه منذ فترة قليلة ، وخلال تلك الفترة ،
لأول مرة يحول كاتب رسائله الالكترونية الى كتاب..هذا مافعله الكاتب الياباني هاروكي موراكامي مؤلف رواية (كافكا على الشاطئ ) حين استقبل رسائلَ من معجبيه على موقعه الالكتروني الذي قام بفتحه في 15 كانون الثاني ثم اغلقه منذ فترة قليلة ، وخلال تلك الفترة ، استقبل مايقرب من 38,000 رسالة موجهة الى الكاتب من قبل مستخدمي الانترنت اليابانيين ، والتزم بالاجابة على جميع الاسئلة حتى غير اللائقة منها او الاكثر تحفظا..
ويعتبر الروائي الياباني الذي يبلغ من العمر 66 عاما هذه المبادرة تحديا له ومغامرة منهكة قال عنها انها تعادل الارهاق الذي يمكن ان يشعر به لو خاض سباق ماراثون لمسافة 100كلم ، مشيرا الى احتواء بعض الرسائل على اسئلة ذات طبيعة جنسية ، كما ضمت اسئلة عن قطط الكاتب التي تمثل حيواناته المفضلة وعن حرفة الكتابة والسينما والموسيقى اضافة الى سؤاله عما اذا كان قادرا على اختطاف جائزة نوبل في الادب ...
بعد اغلاق الموقع ، بدأ موراكامي بتصنيف مايقرب من 500 رسالة اصلية سيعتمد عليها في تأليف كتابه المقبل الذي يحمل عنوان "موقع موراكامي" والذي سينشر في اليابان في نهاية تموز من هذا العام ..ولم يترك موراكامي اية رسالة او يهملها بل قرأها كلها واختار افضلها ليضمنها كتابه ...
ولد الكاتب هاروكي موراكامي في مدينة كيوتو اليابانية عام 1949 ، وهو كاتب ومترجم ، حاز على عدد من الجوائز الأدبية العالمية منها جائزة فرانز كافكا عن روايته (كافكا على الشاطئ ) ، كما صنفته مجلة الغارديان على انه من ابرز الروائيين الباقين على قيد الحياة في العالم ..تاثر موراكامي بالثقافة الغربية وبالتحديد الموسيقى والادب الغربي ودرس الدراما في جامعة واسيدا في طوكيو حيث تعرف على زوجته يوكو ..ومن اهم اعماله الروائية (اسمع صوت اغنية الريح )عام 1987 ، و(بينبال ) عام 1985، (كافكا على الشاطئ ) ،2002 ، (غرب الشمس ) ،(سبوتنبك الحبيبة )،(الغابة النرويجية )،(رقص ،رقص ،رقص) ،(تسكوروتازاكي) ،(المكتبة الغربية )عام 2014 ...اضافة الى عدد من القصص القصيرة ..
شخصيات هاروكي مهزومة وضعيفة ترتكب اخطاء وتعترف بها ، انهم يعترفون بنقصهم وحيرتهم وغبائهم وشهوتهم الجامحة ،الوقحة احيانا ، الصادقة دائما ..انهم اشخاص لايوجد من يشبههم في عفويتهم وطريقة تسميتهم للاشياء ..حين تقرا كتبه لابد ان تعقد صداقات مع شخصياتها ورغم ان هذا الشيء يعتبرعبقريا بالنسبة للكاتب لكنه يؤلم القارئ لأنه سيفقد اصدقاء بمجرد انهاء الرواية ..لايكتب هاروكي عن الحزن حين يحزن بل يكتب الحزن نفسه فهو لايجمل الواقع بل يدخل في حالة من المزاج السيئ ويفقد الشهية للطعام والقراءة وتخرج كلماته حقيقية تماما كالألم الذي يشعر به فتصفعك بقوة وتشعر بألمه..فمن يقرأ لهارروكي يعرف ان بين يديه كنزا وليس مجرد كتاب، فكتبه مليئة باشخاص من لحم ودم وموسيقى نادرة وعذبة وحقائق تختصرالزمن وحكمة يسقيها للقارئ ونهم لمتع الحياة وزهد فيها اذا كانت بلا حب.