TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى السبت: السَرَناد

موسيقى السبت: السَرَناد

نشر في: 30 مايو, 2015: 12:01 ص

هناك شكل موسيقي اسمه سَرَناد (يسمى كذلك سَرَناده، أو سَرَناتا) لم اتحدث عنه حتى اليوم، وهو شكل موسيقي قديم يتعلق بالمناسبات الخاصة وبالأشخاص عادة، لكن هذا الشكل مر بمراحل مختلفة وتغير كثيراً حتى وصل قمته على يد موتسارت وهايدن. كان هذا الشكل غنائياً ف

هناك شكل موسيقي اسمه سَرَناد (يسمى كذلك سَرَناده، أو سَرَناتا) لم اتحدث عنه حتى اليوم، وهو شكل موسيقي قديم يتعلق بالمناسبات الخاصة وبالأشخاص عادة، لكن هذا الشكل مر بمراحل مختلفة وتغير كثيراً حتى وصل قمته على يد موتسارت وهايدن. كان هذا الشكل غنائياً في البداية، ويرتبط بغناء المحب تحت شباك الحبيبة في أكثر الأحوال بمصاحبة غيتار أو عود في الأصل، كما كان الشكل يستعمل في الاحتفال بشخص ما (صديق، راع للفنون أو أية شخصية مهمة في مناسبة ما مثل عيد ميلاد المحتفى به أو الزواج)، وعادة ما يقدم في خارج القاعات والغرف في الهواء الطلق. كما ارتبط هذا الشكل بالمساء فهي موسيقى مسائية على العموم. وفي عصر الباروك كان شكل سَرَناتا الاحتفالي يشابه شكل الكانتاتا الذي استعمل في المناسبات الدينية والدنيوية في داخل القاعات. الفارق الرئيسي كان في استعمال الأدوات، فكان استعمال الأدوات "الصاخبة" كالطبل والأبواق مستحباً خارج الغرف. من أمثلة هذا النمط عمل جورج تلمان سرناتا أرويكا (السرناتا البطولية) الذي ألفه سنة 1733 بمناسبة وفاة فريدريش أوغست عاهل سكسونيا.
لكن التغير الكبير حصل بعد انتهاء عصر الباروك، فأصبح السرناد شكلا لموسيقى الأدوات تستعمل فيه اوركسترا الوتريات أو جوقة الهوائيات. ويعتبر الشكل المعروف باسم ديفرتيمنتو من صنف السرناد، وأصله كلمة ايطالية تفيد في معنى الترويح، وهو شكل يستعمل للترفيه والترويح في المناسبات، عادة ما كان يقدم في حدائق القصور. ويختلف عدد حركات السرناد، فقد يزيد العدد عن عشرة حركات، ولربما كان حركة واحدة فقط. من أشهر سرنادات العصر الكلاسيكي عمل موتسارت "موسيقى ليلية صغيرة"، التي أعتبرها قمة في متانة التأليف الموسيقي.
أما العصر الرومانتيكي فقد ابتعد عن تقليد الأداء في الحدائق ودخل بالسرناد قاعة الموسيقى، وتنوع استعمال الأدوات الموسيقية، فهناك من استعمل الأدوات الهوائية، أو الوتريات فقط، أو اوركسترا كاملة، أو مجموعة مختارة من الأدوات وحتى رباعي وتري بمفرده. هذا المنحى استمر لاحقاً، فابتعد السرناد في موسيقى القرن العشرين عن جذوره كثيراً، فهناك سرناد سترافنسكي للبيانو (1925)، وحركة سرناد من رباعية شوستاكوفيتش رقم 15 الأخيرة (1974).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

النوبة الفنيّة أو متلازمة ستاندال

صورة الحياة وتحديات الكتابة من منظور راينر ماريا ريلكه

علاقة الوعي بالمعنى والغاية في حياتنا

وجهة نظر: كيف يمكن للسرد أن يحدد الواقع؟

تخاطر من ماء وقصَب

مقالات ذات صلة

التقاليد السردية بين الأصالة والأقلمة
عام

التقاليد السردية بين الأصالة والأقلمة

د. نادية هناوي كان لمنهج الأدب المقارن أو الدراسات المقارنة دور كبير في شيوع فكرة أن الآداب وإن كانت متغايرة تاريخيا وسياسيا وحضاريا، فإنها لا تتفاوت في عوامل تكوينها الثقافي لكونها جميعا في حالة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram