TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الناطحون الكبار

الناطحون الكبار

نشر في: 29 مايو, 2015: 09:01 م

وثيقة الإصلاح السياسي ، تضمنت الكثير من البنود في مقدمتها تشريع القوانين المعطلة المتعلقة بتنظيم الحياة السياسية في العراق ، تشكيل الاحزاب ، المحكمة الاتحادية ، مجلس الاتحاد ، فضلا عن تحقيق مشروع المصالحة على وفق برنامج جديد يمكن ان يسهم في معالجة اخطاء السنوات السابقة ، في ضوء المستجدات بالساحة السياسية ،ووصول الخلاف الى اقامة ساحة زورخانة في البرلمان ، للدفاع عن الاستحقاقات الانتخابية للكتل النيابية من اجل الحصول على تمثيل واسع في السلطة التنفيذية ، في ظل هذه الاجواء المتوترة ، من المستبعد عودة وثيقة الاصلاح السياسي الى الواجهة ، بعد ان فشلت اللجنة المكلفة في تحقيق التوازن الى تسوية ترضي جميع الاطراف في الحصول على الوظائف الحكومية ، أما قضية الهيئات المستقلة فمازالت تراوح في مكانها فحسم امرها بالاستجابة لايعاز "الى الوراء در " لاعطاء المزيد من الوقت للقادة السياسيين ورؤساء الكتل لخوض جولة جديدة من المفاوضات .
القضايا العالقة بمجملها ينظر اليها العراقيون، بانها اصبحت صعبة التطبيق والتنفيذ ، لرغبة الناطحين الكبار في توجيه ضربات قاضية للخصوم ، مع توفر الحلبة او ميدان الزورخانة إلا ان عملية النطح محكومة بعوامل اخرى لم تحن ساعة الصفر بعد لخوض المنازلة التاريخية.
الناطحون الكبار يرغبون في الحصول على المزيد من المكاسب ، بدءا من الوظائف الصغيرة في مؤسسات الحكومة الى رئاسة الهيئات ، وناطح يقول لناطح آخر : أنا الافضل في تلبية مطالب قاعدتي الشعبية ، انطلاقا من نظرية النطح العراقية السائدة منذ سنوات حصل الناطحون الكبار على امتيازات لم تتوفر لقادة الانظمة العربية ، نائب رئيس الجمهورية يمتلك فوج حماية ، وسرية مدرعة ترافقه في تجواله داخل المنطقة الخضراء ، ونائب رئيس جمهورية سابق فقد منصبه في الدورة الحالية مازال محتفظا بكل امتيازاته ، ومنها السكن في القصر الجمهوري ، على هذا المستوى من الاداء السياسي والتنفيذي توفرت البيئة المناسبة لاستشراء الفساد فأصبح العراق مسخرة بين الدول ، لأن مسؤوليه وساساته سجلوا عقارات الدولة بأسماء الزوجات والابناء والاحفاد .
العراقيون يعرفون جيدا ولديهم خرائط تؤكد استيلاء احزاب ومسؤولين وشخصيات سياسية ودينية على عقارات الدولة في العاصمة بغداد ومحافظات اخرى تحولت الى اماكن اقامة ، ومكاتب فضائيات، وخير مثال على ذلك منح النائب عن ائتلاف دولة القانون موفق الربيعي احدى الدور التراثية الواقعة في شارع حيفا ليكون مقرا لحزب الوسط ، من حق العراقي ان يطرح السؤال كيف حصل حزب الوسط على مقره ، وماهي القاعدة القانونية المعتمدة في منحه واحدا من دور شارع حيفا التراثية ؟ والسؤال يمتد لمعرفة مقار الاحزاب الاخرى ، وهي بالمئات ، في منطقة المسبح والكرادة ، وبناية مطار المثنى العاطل عن العمل منذ سنوات .
وثيقة الاصلاح السياسي بإمكانها ان تجد طريقها الى التنفيذ بحصول توافق على مساواة الحزب "الوراني" والامامي بحزب الوسط في استملاك عقارات الدولة لتسير العملية السياسية بشكل سلس تسعد قلوب العراقيين .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

(المدى) تنشر نص قرارات مجلس الوزراء

لغياب البدلاء.. الحكم ينهي مباراة القاسم والكهرباء بعد 17 دقيقة من انطلاقها

العراق يعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

البيئة: العراق يتحرك دولياً لتمويل مشاريع التصحر ومواجهة التغير المناخي

التخطيط: قبول 14 براءة اختراع خلال تشرين الثاني وفق معايير دولية

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram