وثيقة الإصلاح السياسي ، تضمنت الكثير من البنود في مقدمتها تشريع القوانين المعطلة المتعلقة بتنظيم الحياة السياسية في العراق ، تشكيل الاحزاب ، المحكمة الاتحادية ، مجلس الاتحاد ، فضلا عن تحقيق مشروع المصالحة على وفق برنامج جديد يمكن ان يسهم في معالجة اخطاء السنوات السابقة ، في ضوء المستجدات بالساحة السياسية ،ووصول الخلاف الى اقامة ساحة زورخانة في البرلمان ، للدفاع عن الاستحقاقات الانتخابية للكتل النيابية من اجل الحصول على تمثيل واسع في السلطة التنفيذية ، في ظل هذه الاجواء المتوترة ، من المستبعد عودة وثيقة الاصلاح السياسي الى الواجهة ، بعد ان فشلت اللجنة المكلفة في تحقيق التوازن الى تسوية ترضي جميع الاطراف في الحصول على الوظائف الحكومية ، أما قضية الهيئات المستقلة فمازالت تراوح في مكانها فحسم امرها بالاستجابة لايعاز "الى الوراء در " لاعطاء المزيد من الوقت للقادة السياسيين ورؤساء الكتل لخوض جولة جديدة من المفاوضات .
القضايا العالقة بمجملها ينظر اليها العراقيون، بانها اصبحت صعبة التطبيق والتنفيذ ، لرغبة الناطحين الكبار في توجيه ضربات قاضية للخصوم ، مع توفر الحلبة او ميدان الزورخانة إلا ان عملية النطح محكومة بعوامل اخرى لم تحن ساعة الصفر بعد لخوض المنازلة التاريخية.
الناطحون الكبار يرغبون في الحصول على المزيد من المكاسب ، بدءا من الوظائف الصغيرة في مؤسسات الحكومة الى رئاسة الهيئات ، وناطح يقول لناطح آخر : أنا الافضل في تلبية مطالب قاعدتي الشعبية ، انطلاقا من نظرية النطح العراقية السائدة منذ سنوات حصل الناطحون الكبار على امتيازات لم تتوفر لقادة الانظمة العربية ، نائب رئيس الجمهورية يمتلك فوج حماية ، وسرية مدرعة ترافقه في تجواله داخل المنطقة الخضراء ، ونائب رئيس جمهورية سابق فقد منصبه في الدورة الحالية مازال محتفظا بكل امتيازاته ، ومنها السكن في القصر الجمهوري ، على هذا المستوى من الاداء السياسي والتنفيذي توفرت البيئة المناسبة لاستشراء الفساد فأصبح العراق مسخرة بين الدول ، لأن مسؤوليه وساساته سجلوا عقارات الدولة بأسماء الزوجات والابناء والاحفاد .
العراقيون يعرفون جيدا ولديهم خرائط تؤكد استيلاء احزاب ومسؤولين وشخصيات سياسية ودينية على عقارات الدولة في العاصمة بغداد ومحافظات اخرى تحولت الى اماكن اقامة ، ومكاتب فضائيات، وخير مثال على ذلك منح النائب عن ائتلاف دولة القانون موفق الربيعي احدى الدور التراثية الواقعة في شارع حيفا ليكون مقرا لحزب الوسط ، من حق العراقي ان يطرح السؤال كيف حصل حزب الوسط على مقره ، وماهي القاعدة القانونية المعتمدة في منحه واحدا من دور شارع حيفا التراثية ؟ والسؤال يمتد لمعرفة مقار الاحزاب الاخرى ، وهي بالمئات ، في منطقة المسبح والكرادة ، وبناية مطار المثنى العاطل عن العمل منذ سنوات .
وثيقة الاصلاح السياسي بإمكانها ان تجد طريقها الى التنفيذ بحصول توافق على مساواة الحزب "الوراني" والامامي بحزب الوسط في استملاك عقارات الدولة لتسير العملية السياسية بشكل سلس تسعد قلوب العراقيين .
الناطحون الكبار
نشر في: 29 مايو, 2015: 09:01 م
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!
د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...









