ما التقيت عراقيا، مثقفا او غير مثقف، متورطا بالطائفية او غير متورط، الا ووجدته يعرف سبب ما نمر به من دمار وحشي وكذلك يعرف سر الخلاص منه. يسألك: هل سيعود العراق بلدا آمنا يمكن العيش به في سلام؟ وينتظر منك ردين هو يعرفهما مسبقا: أما ان تقول له ماكو جارة، فيحزن، او ان تقول له نعم سيعود، فيبتسم لكن عينيه تؤشران بانه غير مقتنع.
ولو دخلت مع أي منهم في نقاش عميق، او عقيم ان احببتم، فستجد الزبدة هي ان الكل يلقي باللوم على السياسيين. يابه والشعب؟ جوابهم انه بلا حول ولا قوة! ولو عدت للسياسيين وتابعت نقاشاتهم العامة والخاصة لوجدتهم كعبد المعين عند المصريين يطلبون العون.
مصيبة العراق الكبرى التي أتت بداعش وقد تأتي بمن هو العن منه، لها سببان رئيسيان: الأول اننا، سنة وشيعة، لا نعترف بالعجز وحتى الجبن الكامن فينا عندما تسيطر الطائفية على عقولنا. والثاني هو اننا لا نكتفي بذلك بل نمتلك قدرة هائلة على صناعة ابطال طائفيين نصفق لهم وننتخبهم وهم ليسوا اهلا للبطولة ولا للسياسة.
نشتم من يسعى للحرب الطائفية من السياسيين ورجال الدين وحتى دول الجوار لكننا ومن حيث نشعر او لا نشعر نطبل لها حين ننتصر فيها ونلطم ونحزن حين نخسرها.
في كل عائلة عراقية، مهما كان دينها او مذهبها او قوميتها، هناك من يحلم بالسلم الاجتماعي ويتوق للحياة ويكره سفك الدماء. ان الغالبية العظمى من العراقيين قد سئموا الحرب ولا يريدونها عدا ثلة قليلة من المجرمين والمحترفين بالاتجار الطائفي. ومع هذا نجدها تستمر على مدار الساعة بمذابح وحرائق ومتفجرات افرغت العراق من اجمل شبابه وخيراته واراضيه ومدنه بعد ان ملأتها بالأيتام والارامل والقبور الجماعية. فما هو السر؟
انه خوفنا وكسلنا وجبننا في مواجهة نوازعنا الطائفية وانغماسنا في تغذيتها ونحن نرى الدواعش وغير الدواعش يسبون النساء وينتهكون الأعراض ويشوهون أجمل ما في العراق من معالم إنسانية وحضارية. المتفرج على ما يحدث قد يكون اشد جرما من المجرم نفسه.
الحروب الاهلية التي اجتاحت العالم لم تتوقف بفعل قرار سياسي بل بإرادة شعبية. ونحن اليوم أيضا لو امتلكنا تلك الإرادة سنوقفها ونقبرها. انها آخر فرصة لنا ،نحن العراقيين، ان نغسل عفن الطائفية الذي عشش في عقولنا وان نسعى لطرد كل سياسي منشغل بهمة ولا يهمه بكاء امهاتنا ولا ضياع دماء شبابنا بحرب ما كان لها ان تكون لولا الطائفية. سلاح الطائفية واحد من اشد أسلحة الدمار الشامل فتكا. ولا يدحره غير رفع سلاح الاحتقار الاجتماعي بوجه كل سياسي أو "بطل" طائفي مهما كان رسّه.
يا شعب العراق: الحلّ بيدك
[post-views]
نشر في: 30 مايو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 3
د عادل على
المانيا كانت تحكم من قبل النازيين وإيطاليا من الفاشست والعراق من البعثيين------الايديولوجيه واحدةالمانيا فوق الجميع------إيطاليا فوق البشر -----العراق أولاد قحطان -أولاد عدنان---امه عربيه واحدة دات رساله خالدة------الزعماء الفبرر هتلر ---------إيطاليا موس
aljaf
لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي
د عادل على
يا شعب العراق---عهدى بيك باقى--متجوز من مطلبن لو دمك سواقى----------عاش انصار السلام --ماكو حرب بس وئام-----مشروع الجمالى --بالراديو حجالى------ويريد يربطنا ابحلف ما اله تالى