اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الأزمة المالية والاستيراد يقتلان الورش الصناعية

الأزمة المالية والاستيراد يقتلان الورش الصناعية

نشر في: 1 يونيو, 2015: 12:01 ص

لم يعتقد  (أبو طه)  ،صاحب ورشة لتصليح السيارات الكبيرة، ان حال العمل سيصل الى هذا الركود والأزمة القاتلة حسب وصفه. ابو طه اشار الى عشرات الورش والمصانع ومعامل التصليح المتوقفة او شبه المتوقفة عن العمل في شارع الشيخ عمر. (احمد الكردي) اسطة ت

لم يعتقد  (أبو طه)  ،صاحب ورشة لتصليح السيارات الكبيرة، ان حال العمل سيصل الى هذا الركود والأزمة القاتلة حسب وصفه. ابو طه اشار الى عشرات الورش والمصانع ومعامل التصليح المتوقفة او شبه المتوقفة عن العمل في شارع الشيخ عمر. (احمد الكردي) اسطة تصليح يعمل في ورشة ابو طه منذ سنين، لم يكن يتوقع ان ياتي اليوم الذي ياخذ به اجازة اجبارية من العمل فقد كان يحتال باكثر من حجة كي يرتاح ليوم او نصف يوم من العمل المتواصل. في بعض الاحيان وصل الامر الى يوم الاستراحة المعروف الجمعة بسبب زخم العمل وحركة السوق. العشرات ان لم يكونوا المئات من اصحاب المحال والورش في شتى انحاء البلد بحال ابو طه. وفوق هم العمل وتوقفه ياتي هم الايجار وارتفاع اسعار المحال.
 
 
إعادة الحياة 
(منعم سليم) صاحب محل لبيع المواد الاحتياطية يشير : نعاني من ازمة حقيقية فى تمشية أمورنا المعيشية فى الوقت الحاضر ومنذ أكثر من عام تحديداً اذ توقفت الحياة بشكل واضح. مبينا: لدينا التزامات مالية كثيرة تجاه العمال وايجار المحال والمخازن. داعيا الحكومة الى إعادة النظر فى الكثير من الامور الاقتصادية. مبينا: ان هناك مشاكل بدات تظهر بين أفراد المجتمع خصوصاً فى الالتزامات المادية وهذا يعد موشرا خطرا للمرحلة المقبلة، مشيرا الى ان اغلب المهن الصناعية تأثرت جراء السياسيات غير الصحيحة من قبل الحكومات المتعاقبة.
المناطق الصناعية 
(مثنى عبد الرزاق) ، صاحب ورشة لانتاج قطع الغيار للمكائن والمعدات الصناعية فى كسرة وعطش بين لـ (المدى) أن المناطق الصناعية فى عموم محافظات البلاد ومنها بغداد تشكو البطالة بل يجب القول ان الصناعة ماتت اذ كانت المعامل والمصانع الحكومية او الاهلية. مستطرقا: ان ورشته كانت تعمل أكثر من 16 ساعة باليوم وهناك أكثر من 12 عاملاً اغلبهم تركوا العمل بعد التلكؤ بدفع اجورهم. 
واضاف عبد الرزاق: باتت الحياة صعبة ومعقدة نتيجة الطلبات الكثيرة ومستلزمات العيش التي تنوعت وتكاثرت، بالمقابل توقف العمل في الكثير من المجالات وخاصة الصناعية. فالكثير منهم غير قادرين على دفع مستحقات العاملين وتراكمت الديون. ويمكن القول ان هناك توقفا شبه تام لعجلة الحياة. وهذه ليست مبالغة في الوصف كما يقول مثني ولا هو بالتجني حيث ترى السوق اليوم والعمال يقضون يومهم (بالسوالف) او النقاش حول السياسيين وداعش. متسائلا: هل افتقر البلد الى اشخاص متخصصين فى المجال الاقتصادي بغية ايجاد حلول مناسبة وجذرية وليست ترقيعية سيما اننا نتملك الكثير من المؤهلات والخيرات الكفيلة باعادة الروح الى العمل والسوق.
انخفاض كبير 
(عبد الجبار العزاوي)، صاحب محل نقليات فى منطقة الشورجة يروي لـ (المدى) : عمل النقل شبه متوقف بين المحافظات، بسبب الاوضاع الامنية اولا والعامة ثانية واهمها الاقتصادية. بالاضافة الى افتتاح اسواق الجملة في اغلب المحافظات. بالتالي انعكس هذا على حركة النقل والنقليات.
العزاوي تساءل : هل سيستمر هذا التوقف وكيف سيجني الناس رزقهم ورزق عوائلهم. مشيرا الى جملة من المشاكل ستندلع في حال استمراه خاصة قضية الديون المترتبة على بعض التجار. 
(حسين الفرطوسي) صاحب محل (تورنة) يقول ان العمل متوقف فالشارع الآن اشبه بالصحراء (حسب قوله) فعلى على الرغم من كثرة السيارات فان عوائدنا من العمل شحيحة والسبب يعود إلى ان السيارات المستوردة هي سيارات حديثة وعطلاتها قليلة ونادرة إلى حد ما.
الفرطوسي أشار الى عمل (التورنة) الخاص بصناعة البراغي ونتيجة الاستيراد المفتوح تأتي جاهزة وبسعر اقل من السعر الذي نتعامل به مع المشتري الذي يفضل الجاهز ولا يعمد إلى تصنيعه. مبينا: ان الاستيراد المفتوح اثر في عملنا كثيرا، وتاتي كارثة أخرى هي توقف الحياة بشكل غير طبيعي بعد أن اتخذت الحكومة العديد من القرارات الخاصة باجراءات التقشف وعدم اطلاق الموازنة وهذا يعني الكثير من المشاكل بعد مشكلة المستورد. مستطردا: العراق بلد الخيرات الوفيرة، لذا لابد على الحكومة اتخاذ اجراءات ملائمة لحل هذا الاشكال الكبير، داعيا القطاع المصرفي ان ياخذ دوره في هذا الموضوع.
تريليون دولار 
الخبير الاقتصادي (عبد العزيز حسون) أوضح ان البنك المركزي قرر منح المصارف الاهلية الخاصة، ومصارف القطاعات كالصناعية والزراعية والعقارية، مبلغا قدره تريليون دينار بشرط ان تقوم تلك المصارف بمنح القروض الميسرة للمواطنين لتنفيذ مشاريع صغيرة ومتوسطة موضحا: أن هذا القرار يعتبر خطوة ايجابية ستدعم الناتج المحلي وتعزز نمو الاقتصاد وتوفر فرص عمل للعاطلين وبالتالي ستسهم وبشكل كبير في خلق تنمية مستدامة في البلد.
(لطيف البهادلي)، صاحب محل لتصليح السيارات في كسرة وعطش دعا (المدى) الى زيارة جميع المحال لنتعرف على اسعار الايجارات التي بدأت ترتفع بشكل تدريجي اذ وصل الايجار السنوي للمحل الى مليون و700 الف دينارفي هذا الوقت تحديداً.
اسعار النفط 
الدكتور (ظافر عبد العظيم)، استاذ الاقتصاد يوضح : لقد تفاقمت مشكلة البطالة في العراق نتيجة للاداء الاقتصادي المتراجع وعدم القدرة على تحقيق معدلات متقدمة من النمو الاقتصادي، وفي نمط النمو الاقتصادي المرتكز على استغلال النفط، هذا الاثر السلبي لتحرير التجارة على القطاع الخاص العراقي. لاسيما في الزراعة والصناعة حيث تدنى كثيراً الانتاج الزراعي والصناعي نتيجة لفتح الحدود على مصراعيها امام الاستيراد؟ وبدون ضوابط كمية اوكمركية، امام تدفق سيل عارم من السلع الاجنبية المدعوم معظمها حكومياً ما اضطر العديد من المزارع والمصانع الى اغلاق أبوابها او تخفيض انتاجها وفي الحالتين تأثر الطلب على العمالة العراقية سلباً وفاقم من البطالة. 
واضاف عبد العظيم: هناك ايضاً خصائص القوة العاملة العراقية التي ترتفع فيها نسبة الشباب والتي تفتقر الى التدريب اللازم لتلبية احتياجات سوق العمل. وتاتي الان مشكلة البلاد والمتمثلة باعلان الحكومة بعدم وجود سيولة نقدية كاملة وتاثر العراق بانخفاض أسعار النفط العالمية ما اثر سلباً على الحياة الاقتصادية بشكل عام، مبينا: اننا نعيش فى أزمة وقلق نفسي ورغم هذة الظروف الاستثنائية التى نعيشها تأتي مطالبة اصحاب الاملاك بزيادة بدل ايجار المحال ولانفهم لماذا هذا الزيادة فى هذا الوقت تحديدأً والعديد من الورش والمعامل اغلقت أبوابها بسبب عدم وجود اعمال وهذا امر يجب ان تسهم الدولة فى حله واصدار قرارات عادلة ومنصفة لأصحاب الملك والمؤجر.
البيع بالتقسيط 
(عمار يوسف)، صاحب محل (الاخوين) لبيع المواد المنزلية يوضح إنه يبيع في محله العديد من المواد المنزلية الضرورية وهناك توقف تام في عملية البيع بسبب الظرف الحالي ومع ذلك نبيع المواد بالتقسيط وتبقي مشكلة في الالتزام بالتسديد من قبل المواطن والتي تسبب لنا اشكالات كثيرة، لكن لايوجد غير هذا الحل.
سائق تكسي
(ابو مهند)، كهربائي سيارات منذ عقود اضطر الى شراء سيارة تكسي بما ادخره من مال لابنه الذي كان يعمل معه في المحل، لتسيير حال العائلة المعيشي. وابقى على ابنه الثاني معه في المحل للمساعدة في حال توفر العمل. الذي شح كثيرا مثلما يقول ابو مهند. 
اما (ابو علي)، كهربائي ايضا فقد اضطر الى التخلي عن جزء من محله، لعدم قدرته دفع ايجاره واسبوعيات العمال اضافة الى مصاريف عائلته التي لا تنتهي. مطالبا الحكومة باتخاذ التدابير اللازمة لانهاء معاناة عشرات العوائل بل المئات مع اهمية انقاذ الورش الصناعية. مبينا : ان اهم اجراء يقضي بوضع تعليمات صارمة على الاستيراد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram