TOP

جريدة المدى > مواقف > اختزال أعياد الميلاد في العراق

اختزال أعياد الميلاد في العراق

نشر في: 30 ديسمبر, 2009: 03:16 م

ترجمة: عمار كاظم محمديقود الكاهن بضع عشرات من المصلين في داخل كنيسة القديس جون للكلدان، ويقف رجال الشرطة العراقية خارج الكنيسة للحراسة ،فقد منعوا المرور في الشارع للتفتيش عن أولئك الذين يدخلون بالأحزمة الناسفة. ففي كنائس بغداد هذا الأسبوع تم الطلب من المسيحيين حمل هويات التعريف لكي تتعرف قوات الأمن عليهم كمسيحيين من خلال أسمائهم وفي بعض الكنائس في مدينة الموصل
تم إجراء التحضيرات التي تتمثل بإحاطة تلك البنايات بالجدران الكونكريتية العالية وتضييق مداخل الكنائس لمنع اقتراب السيارات المفخخة منها. وبالنسبة للمسيحيين في العراق ستكون احتفالات هذه السنة بمثابة عطلة ملغية للاحتفال بأعياد الميلاد حيث أمضت الناس الساعات تحت المراقبة الوقائية لرجال الشرطة والجنود بسبب سيل من التهديدات من المجاميع المتطرفة بتفجير الكنائس في يوم عيد الميلاد. يقول ادوارد بول وهو قس في إحدى الكنائس في الموصل «اشعر جدا بالحزن بسبب عدم قيامنا بطقوس أعياد الميلاد هذا العام أو الموعظة المعتادة في الكنيسة لكننا لا نريد للمسيحيين أن يتأذوا من ذلك»، حيث تم ضرب هذه الكنيسة خلال الأسبوع الماضي دون وقوع خسائر. أما في بغداد فالمسيحيون يقولون أنهم خائفون كما كانوا في عام 2006 عندما اجبر العنف الطائفي الكثير منهم على مغادرة مناطقهم لعدة أشهر. ويقول دريد عصام وهو كاتب يبلغ من العمر 41 عاما « لن يكون هناك أي احتفال أو أي شيء من هذا القبيل هذا العام فسنبقى في بيوتنا هادئين لأن الأمور تسير بشكل سيئ فنحن لا يتم استهدافنا في الكنائس فحسب بل في بيوتنا أيضا لأنهم يقومون بزرع العبوات الناسفة أمام بيوتنا كذلك»، ليست هناك أرقام موثقة حول عدد المسيحيين في العراق لكنهم خمنوا عددهم بـ 750 ألف مواطن قبل قيام الولايات المتحدة بغزو العراق 2003. ومنذ ذلك الحين فقد أصبحوا هدفا لحالات القتل والاختطاف ما دفع الآلاف منهم للهروب خارج العراق والكثير ممن تبقى منهم كانوا خائفين متخذين إجراءات وقائية لإخفاء ما يدل على ديانتهم، كذلك فان احتفالات هذا العام ستكون ضئيلة بسبب تزامنها مع حداد المسلمين بمناسبة عاشوراء، يقول نائل فيكتور وهو مسيحي معلم من البصرة «إن احتفالاتنا هذا العام ستكون غير مفتوحة وستقتصر فقط على ذهابنا للكنيسة في الصباح، أطفالي منزعجون لأنهم ينتظرون احتفالات أعياد الميلاد منذ عام لكن زوجتي وأبي يتفهمان جيدا ما يدور حولهم»، وكان هناك البعض من الكنائس التي أحاط بها العشرات من ضباط الشرطة والجيش لحمايتها بعد أن وضعت الحكومة رجال الأمن في حالة إنذار قصوى لكونها قد علمت بأسماء الكنائس التي قال المتطرفون بأنهم سيفجرونها ليلة عيد الميلاد بينما تلقت بعض الكنائس تهديدات فردية. خلال الشهر الماضي في مدينة الموصل تم تفجير ثلاثة كناس وأسفرت تلك التفجيرات عن مقتل طفل رضيع وجرح أربعين شخصا آخرين، وخلال الأسبوع الماضي قتل رجل مسيحي بينما كان يسير في شوارع الموصل. وكانت كنيسة واحدة على الأقل قد قررت نقل مراسيم أعياد الميلاد من مدينة الموصل إلى بلدة صغيرة تقع على بعد ثلاثين ميلا شمالا لأن الأبرشية قالوا بأنهم سوف يكونون أكثر أمانا هناك. يقول القس بهنام اسعد من كنيسة القاهرة «لقد نقلنا طقوس أعياد الميلاد إلى بلدة قره قوش خوفا من أن يتعرض المسيحيون إلى الأذى في هذه المدينة الخطرة وغير الآمنة وقد وزعنا بطاقات الدعوة إلى العوائل المسيحية في هذه الكنيسة وأخبرناهم فيها عن الوقت والمكان الذي سيتم فيه الاحتفال، لكننا نخشى من أن تستمر الاغتيالات حتى بعد أعياد الميلاد». وأضاف بهنام أسعد قائلا بأنه قد تلقى رسائل من مجاميع مسلحة تهدد فيها بتفجير الكنائس والأديرة بما فيها كنيسته إذا قاموا بمراسيم الاحتفال بأعياد الميلاد. وعلى أية حال فإن العديد من المسيحيين قالوا بأنهم غير مكترثين حول إمكانية مهاجمتهم قائلين أن معاناتهم ليست أكثر من معاناة بقية العراقيين. تقول آن بنجامين البالغة من العمر 26 عاما خلال مرورها بين مجموعة من رجال الأمن لحضور القداس في كنيسة القلب الأقدس في منطقة الكرادة في بغداد «إنهم لا يستهدفوننا نحن فحسب بل جميع العراقيين، وأنا لست خائفة من الذهاب إلى الكنيسة فحتى لو مت فسأكون سعيدة لموتي في بيت من بيوت الله. أولئك الذين يخططون للاحتفال يقولون أنهم يؤشرون عيد الميلاد بالحضور الجماعي للكنيسة وشراء الهدايا وصناعة الحلويات العراقية التقليدية «الكليجة» يقول سامي جلال وهو مهندس عراقي مسيحي بعمر 33 عاما من أهالي البصرة «لقد اشتريت هذا اليوم شجرة عيد الميلاد وقمت بتزيينها، كما في كل عام وكذلك قمت بشراء بعض الهدايا والملابس الجديدة للأطفال وما ارغب فيه حقا هو أن تنتهي هذه الفترة الطويلة من العنف التي طالت المسلمين والمسيحيين العراقيين على حد سواء وأضاف قائلاً: «ما أتمناه هو أن تزال هذه المحنة قريبا عن هذه الأمة». عن/ نيويورك تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram