في آذار الماضي خرجت فرنسا شعباً وحكومة لتحتفل بذكرى ميلاد كاتبها المفضل فيكتور هيجو، ونقلت لنا وسائل الاعلام صورة الرئيس الفرنسي هولاند يلقي التحية على صاحب البؤساء، فيما رئيس الوزراء يذكر الفرنسيين بما قاله ديغول ذات يوم حين سئل لماذا يفضل صحبة الادباء فرانسو مورياك وبول فاليري وأندريه مالرو على زملائه من العسكر والسياسيين اليه، قال: لانهم باقة مجد فرنسا.
الادباء في بريطانيا رموز ولهذا لم تتردد الحكومة في ان تضع صورة الكاتبة جين اوستين بدلا من تشرشل على عملاتها النقدية، فيما تصر روسيا على ان تعامل تراث تولستوي ودستويفسكي وغوغول وبوشكين على انه الجزء الاهم من تاريخ البلاد.. فيما يعتقد معظم ساسة كولومبيا حكومة وفصائل مسلحة، من ان بلادهم لا مكان لها في خارطة العالم من دون ماركيز.
بالامس نشر المترجم والكاتب العراقي المقيم في موسكو عبد الله حبه على صفحته في الفيسبوك حكاية عن مدى اهتمام قادة العراق الجديد باعلام الفكر والثقافة يقول حبه "طرح عدد من أصدقاء الكاتب العراقي الراحل غائب طعمة فرمان فكرة إقامة تمثال له بمناسبة الذكرى الـ 25 لوفاته، التي تحل في آب المقبل".
ولكن الاصدقاء الذين تبنوا الفكرة واجهتهم مشكلة تمويل المشروع.. فتقدموا إلى السفارة العراقية بموسكو طالبين مد يد المساعدة، لكن المسؤولين هناك اعتذروا، وعندما جاء وزير الخارجية ابراهيم الجعفري طرحت عليه شخصيا هذا الموضوع في أثناء لقاء مع الجالية العراقية، لكنه أبلغ السفير لاحقا، كما علمت، بأن الأفضل أن يتبرع بالمبلغ أحد رجال الأعمال"، بالمناسبة المبلغ لا يتجاوز ربع راتب السيد وزير الخارجية.
كان صاحب النخلة والجيران يصر دائما على ان يكون صحيحا، وان يقول صحيحا، وان يكتب صحيحا، وان يكون صورة لمثقف الشعب ومرآة العقل والارادة يدافع عن المبادئ النقية ويظل نقيا يقاتل في معركة الحرية من دون ان يكترث للربح والخسارة.
ينظر غائب اليوم الى بغداد فيرى شوارع لم يألفها، ويرى نفسه غريبا ومغتربا وهو يقرأ في الاخبار ان هناك حملة "وطنية" لاجتثاث شارعه الاثير الرشيد، وان البعض وصل به الجهل والاحتقان الطائفي الى ان يطالب بتغيير اسم حي المنصور، سيتصور البعض انني اسخر من عقول القراء، ولكن ياسادة هذا بالضبط ما نشرته العديد من المواقع تحت عنوان حملة وطنية لاجتثاث كل ما يتعلق باسمي الرشيد والمنصور من بغداد.
كنا نتمنى ان نرى ابراهيم الجعفري وهو يزور قبر غائب في موسكو وان يؤدي التحية للرجل الذي ناضل في سبيل عراق ديمقراطي قبل ان يتعلم بعض مسؤولينا ونوابنا السياسة.
وقد كان مؤسفا وغريبا ان يتخذ وزير خارجية العراق هذا البرود من هذا الاديب الذي نفخ الحرارة في قلوب العراقيين وحرك فيهم حب الوطن، والسبب لانه لا يملك بطاقة انتماء لاحد الاحزاب الدينية الحاكمة.
تمثال غائب واجتثاث بغداد
[post-views]
نشر في: 1 يونيو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 4
د عادل على
هوايات الشخص المتدين تختلف عن هوايات الشخص غير المتدين---------الدكتور جعفرى يتلدد مثلا السماع الى قراء محرم وعاشوراء والأربعين------ولكن الكاتب يتمتع عند سماع جايكوفسكى وخاصة بحيرة البجع------هدا ممكن في المجتمع الديموقراطى من دون اى احتكاك-----هدا نوع
د. شيرزاد
السيد وزيد الخارجية سكن في بريطانيا لمده طويله والجدير بالذكر هو لم يستطيع الحصول على عمل كطبيب لانه لايستطيع التكلم بالانكليزيّة بشكل صحيح في حين الالمءات من الأطباء العراقيين دخلو مدارس لغه لتحسين لغتهم وبالتالي فيمكنهم العمل. هذا السيد قضى كل وقته مع ن
ابو اثير
السيد الشقنقيري الجعفري لا يستطيع أو بأستطاعته التبرع لعمل تمثال لأحد رموز العراق الثقافية ولكن لو طلب منه التبرع لرمز ديني لسارع الى التبرع والمباركة له لأنه يحسب حساب البيدر وما يمكن أن تجمع له من أصوات أنتخابية بعد صار معدل ناخبيه يسير نحو ألأنحدار وال
كاطع جواد
مقالة تثير الحزن في قلوبنا يا أستاذ علي ..و الله مستقبل العراق مجهول و مظلم في ظل هؤلاء الاغبياء الطائفيون ..