TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الأسود وزخم الاستعداد

الأسود وزخم الاستعداد

نشر في: 2 يونيو, 2015: 09:01 م

رحلة منتخبنا الوطني في طريق التأهل الى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا وكأس آسيا 2019 في الامارات أُريد لها ان تبدأ من زاخو في مباراة استعراضية كمحطة تجميع وتهيئة اللاعبين المحليين ومن ثم التوجه الى اليابان لخوض مباراة وديه مع الساموراي يوم 11 الشهر الحالي.
الخطوة الاولى ومع تحفظنا الكبير عليها كان يمكن تجاوزها بعد ان تعذر حضور جُل اللاعبين الاساسيين من المحترفين ما يعني اضافة جديدة غير مبررة يمكن ان تنعكس بالسلب على تحضير الأسود وربما تعرض البعض للإصابة وخاصة انها لن تضيف أية فائدة فنية سواء على الأداء العام أو على الخطط التكتيكية، بل انها ستشكل عبئاً وارهاقاً على اللاعبين ممن كانوا يعانون من كثرة المباريات في الآونة الأخيرة و بدلاً من ذلك نجعل المدة الزمنية قبل موعد مباراة اليابان فترة استرخاء واستشفاء وتحضير فني بحت لحين اكتمال التشكيلة التي ستخوض المباريات المقبلة.
قرار الاتحاد الدولي الأخير بإيقاف نشاط الاتحاد الاندونيسي نتيجة التدخل الحكومي في إدارة شؤونه وبالتالي إلغاء جميع مبارياته في المجموعة ستفرض حسابات جديدة على الملاك الفني تتمثل بالتركيز على حسم المواجهة مع الأكثر ترشيحاً وهم تايلاند وفيتنام لضمان التأهل بعيداً عن أية احتمالات معقدة بعد أن كان المنتخب الاندونيسي يمثل منافساً يمكن ان يؤثر في نتائج الفرق الأخرى ويعطي مساحة اكبر للمنافسة على بطاقة التأهل.
إن من الخطأ تصوّر البعض أن مسيرة المنتخب ستكون مفروشة بالورود وان بطاقة التأهل في متناول اليــد وخاصة ان المنتخب التايلاندي قدم مباراة كبيرة امام نظيره الفيتنامي وحصد أول ثلاث نقاط له ، وبالتالي فإن سقف طموحه بدأ بالتصاعد إلا ان ترويضه والفرق الأخرى ليس صعباً طالما ان ادوات عملنا والتخطيط المبرمج واختيار اسلوب التعامل كانت على مستوى عالٍ من الدقة والجدية في جميع المباريات التي سنخوضها في التصفيات.
الاتحاد ومعه الملاك التدريبي مطالب ان تكون أجندته التحضيرية اكثر علمية بما يخدم تجاوز مرحلة المجموعات بثبات عالٍ من دون تلكؤ واستغلال يوم (فيفا) في اقامة المباريات الودية مع منتخبات يمكن ان ترفع من جاهزية المنتخب فنياً وبدنياً وتديم زخم التواصل والانسجام بينهم من دون الركون الى ضعف فرق مجموعتنا التي سنواجهها أو التعكز على طول المدة بين مباراة وأخرى.
ولعل مطالبة المدرب أكرم احمد سلمان باستغلال فرصة تواجد جميع اللاعبين لتأمين مباراة مع أحد المنتخبات يوم 16 حزيران بدلاً من مباراة اندونيسيا الملغية بادرة وخطوة تستحق الثناء وتؤكد حرص الملاك التدريبي على مواصلة الاستعداد بهمة عالية وخط تصاعدي يؤمّن الجاهزية القصوى ويرتقي بالأداء بعيداً عن الخمول أو التراخي الذي طالما كان يصيب منتخباتنا نتيجة سوء التقدير وعشوائية العمل التي كانت تهمل عاملي الوقت والتحضير المناسب.
نقول: المرحلة القادمة ستشهد ظهور أسود الرافدين بعقلية وتكتيك ملاكه الفني بما يتناسب وحجم المهمة وهو ما يتطلب تكاتف الجميع من جهات رسمية ووسائل أعلام وجماهير في استيعاب محطات الإخفاق والنجاح التي ستواجه المنتخب بروحية الدعم والتوجيه والتقويم والابتعاد عن التسرع في التسقيط والنقد الهدام وصولاً الى ترصين خطواته والمحافظة على تماسكه والنهوض بكل عوامل التحفيز والمساندة من اجل اجتياز العقبات والتمسك بصورة البطل الواثق نحو تحقيق طموحات التأهل ضمن كبـار آسـيا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

 علي حسين ما أن خرج الفريق عبد الوهاب الساعدي ليتحدث إلى احدى القنوات الفضائية ، حتى اطلق بعض " المحلللين " مدفعيته تجاه الرجل ، لصناعة صورة شيطانية له ، الأمر الذي دفع...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

مثلث المشرق: سوريا ومستقبل الأقليات بين لبنان والعراق

سعد سلوم على مدار عقود، انتقلنا من توصيف إلى آخر: من "البلقنة" في سياق الصراعات البلقانية، إلى "لبننة" العراق بعد التغيير السياسي في أعقاب إسقاط نظام صدام حسين، وصولًا إلى الحديث اليوم عن "عرقنة"...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram