تحتفل مدينة "والت ديزني" بالذكرى الستين لتأسيسها، وتقدم فيلماً عن المدينة التي تجذب الانظار إليها. وفيلم المغامرات الجديد لديزني، بطولة جورج كلوني، الذي يخاطر ورفاقه بحياتهم من أجل الوصول الى المدينة المثالية لعالم الغد، وتقع احداث الفيلم في الستين
تحتفل مدينة "والت ديزني" بالذكرى الستين لتأسيسها، وتقدم فيلماً عن المدينة التي تجذب الانظار إليها. وفيلم المغامرات الجديد لديزني، بطولة جورج كلوني، الذي يخاطر ورفاقه بحياتهم من أجل الوصول الى المدينة المثالية لعالم الغد، وتقع احداث الفيلم في الستينات من القرن العشرين، حيث كانت هناك صور في المخيلة عن "أسواق واسعة، تحوي كل شيء"، واناس سعداء وكانت تلك المشاهد تعبّر عن آمال الناس في المستقبل.
ولكن الانسان بامكانه اليوم زيارة "عالم الغد" ، الموجودة في حدائق ديزني، التي يشاهد فيها الزائر ما سيكون موجوداً في عالم الغد وخاصة تكنولوجيا المستقبل.
إن المشاهد التي يجدها الزوار في "ديزني لاند" ، بمناسبة الذكرى الـ 60 لتأسيسه في اناهيم، كاليفورنيا، ويتم في ذكرى التأسيس في اناهيم، كاليفورنيا عرض ضخم، يقدمه (ميكي ماوس) وباتريك هاريس – الذي يقدم حفل الاوسكار.
ومع كل هذه التحضيرات التي تم اتخاذها من اجل الاحتفال، جاءت لإحياء الذكرى الستين لتأسيسها، مكان خصص للتسلية. إنها ليست فقط نوعاً من التسلية، بل اللهو والمزاح. ان هذا المكان يقدم تسلية ممتعة، انها ليست تسلية تامة وهي ايضا ليست خيالاً نقياً وليست ايضا حقيقة تامة، إنها مزيج من الاثنين. مكان تقدم فيه الاحلام السينمائية عبر ثلاثة ابعاد، وفي الوقت الذي تتبدد فيها الصور، ويتحرك خلفها الممثلون في (كارتون عملاق).
والناس الذين تجمعوا امام بوابات مدينة ديزني، يمثلون أسرا مختلفة، جاءت من شتى الاماكن طوال الاعوام التي انقضت، أناس مختلفون: فلاسفة، ومثقفون من كل صوب، وكلهم جاهزون لفهم ما يرونه – او ربما ما تحملوه من مشاق الرحلة، على سكة حديد "جبل الرعد". وربما ان المفكر الفرنسي، جان بودريلارد قال الرأي الصحيح: "إن مدينة ديزني قدمت كشيء خيالي، لتجعلنا نعتقد ان ما عداها حقيقة وهذه التناقضات، كانت هناك قبل البدء، كي تفصل ما بين الخيال والحقيقة. وكان والت ديزني قد كشف في عام 1955 مبتغاه: "ان العقل يعيد الذكريات التي يرغبها المرء، ويجابه الشاب تحدّي المستقبل وقد جاءت هذه الافكار في المرحلة التي كانت فيها الولايات المتحدة الاميركية، قد خرجت من الحرب العالمية الثانية، مرحلة زمنية ومكان ايضاً لعصر الفضاء والتفاؤل وكأنه ايضا عصر الحرب الباردة المشكوك فيها، وقدمت مدينة ديزني الامان، وكما قال كاوال آن مالينغ بعد دراسة مدينة ديزني: "ان ديزني لاند وديزني مهندس التأكيد".
ويقارن البعض بين خارطة ديزني لاند وأفكار ديزني وهواجسه: "ففي الخارطة نجد الشارع الرئيسي، كما كانت المدن في القرن التاسع عشر، او ربما كما هو مطبوعا في ذاكرة والت ديزني في طفولته في مارسيلين، ميسوري، ثم ينتقل المرء الى ذكريات أخرى في خيال ديزني، ومعظمها نوع من الحنين الى زمن مضى وعوالم الخيال: الاميرة النائمة وحكايات اخرى لمارك توين وديفي كروكيت، اما افلام المغامرات، فهي تعود ايضا الى اميركا ما بعد الحرب، وافلام بوغارت وهيبورن ومنها على سبيل المثال فيلم "الملكة الافريقية".
اما عالم الغد فهو حيث التكنولوجيا والتقدم العلمي نحو مستقبل منير وسعيد، وابتكارات وجولات في الفضاء الخارجي والقنبلة النووية.
وفي موعد افتتاح، أرض المستقبل، وكانت غير مكتملة تماماً، وكانت الحاجة الى بالونات كبيرة من أجل ملء الفراغ، وكانت تصميماتها مقتبسة عن "20.000 فرسخ تحت البحر". جذبت اهتمام الاطفال، وكان ذلك في عام 1986. ولكن والت ديزني كان واثقاً بايمان بالمستقبل وتم افتتاح (ديزني لاند) للمرة الثانية في عام 1959، وقدمت للولايات المتحدة، اول قطار كهربائي صغير، في اشارة الى قطارات المستقبل.
وقدم ديزني اوراق المستقبل، مع تصميم معرض نيويورك الدولي عام 1964.
وحتى ذلك الوقت، كانت "ديزني لاند" تحقق النجاح، وكان الناس يتنبأون باخرى في الشاطئ الشرقي، وخاصة بعد انكشاف عملية شراء قطعة أرض كبيرة وسط فلوريدا – تعادل مرتين حجم مانهاتن، ولكن لبناء ديزني آخر.
واعلن ديزني في مؤتمر صحفي عام 1965 في فلوريدا "يكره المرء تكرار نفسه، وانا لا ارغب بتكرار الصور. ولكني ارغب في صنع اشياء جديدة ونظريات حديثة"
وما شجع ديزني لمشروع فلوريدا، انذاك لانها كانت قريبة من مدينة العمال، وتم تعليق نموذج للمشروع "مدينة التقدم" تضم 20.000 شخص، مع اضواء وسيارات متحركة.
"مدينة التقدم"، كانت تحوي حدائق دائرية عرضها "ثلاثة اميال" ومبنى كبيرا للتسوّق وفي وسطها فندق ضخم وكانت كافة الطرق تحت الارض، واضافة الى ذلك فكر ديزني في كل شيء، قبل مباشرة العمل، وحدد للناس الذين يسكنون فيها، سنة واحدة فقط، ثم يغادرونها، ولا يمتلك الفرد حقوق التصويت.
و"يوتوبيا ديزني" لم تبق كما بدأت وماتت مع سيدها، في عام 1966 ، ولم يجد غيره رغبة لبناء مدينة الاحلام. وقد اعلن العديد من المهندسين المعماريين اعجابهم بتخطيط (ديزني لاند)، ونقلوا عنها بعض الخطوط. كما امتدح معماريون كبار ما قدمه والت ديزني وافكاره. وقد تحولت المدينة، الى نموذج يحتذى به "مول للتسوق او كازينو، في كل من لاس فيغاس الى الصين والى دبي". إن ديزني لاند، مكان جميل، يمر به الجميع، وقد اتفق امبرتو إيكو في مقالته عام 1986 وقد تكرر مشروع هذه المدينة في الولايات المتحدة وطوكيو، باريس وهونك كونغ. وديزني تعمل في إقامة منتجع في شنغهاي وهي واحدة من اضخم المشاريع العالمية. والتي سيتم افتتاحها في العام المقبل، وهي ستضم اضخم قصر تتناسب مع القصص الخيالية، وهناك ايضا قراصنة الكاربيان ومسرح سيقدم العمل الموسيقي "الملك الاسود".
وسيتحول المكان الى اضخم واوسع مكان يجذب السواح في العالم.
عن الاوبزرفر