في آخر كتبها، "الله يساعد الطفل"، تتحدث الفائزة بجائزة نوبل، عن خطر الجمال، وعن تأييد هيلاري، وحقها في ان تقول، "إخرس".ومن كافة الحجابات التي وضعت على كتفي موريسون فان اثقلها هو "ضمير اميركا"، لانه يبدو غريباً على السمع وصحيحاً. ففي خلال نصف قرن كا
في آخر كتبها، "الله يساعد الطفل"، تتحدث الفائزة بجائزة نوبل، عن خطر الجمال، وعن تأييد هيلاري، وحقها في ان تقول، "إخرس".
ومن كافة الحجابات التي وضعت على كتفي موريسون فان اثقلها هو "ضمير اميركا"، لانه يبدو غريباً على السمع وصحيحاً. ففي خلال نصف قرن كان موضوعها التحيز العنصري في الولايات المتحدة، وهي قصة سردتها واعادت سردها، بثبات وحماس واحاسيس.
واحدث رواياتها، "الله يحمي الطفل" تحمل الرقم (11) من كتبها. وعند مقابلتها لصحيفة الغارديان، في شقتها في تريبيكا، مانهاتن – السفلى. قالت وهي ترسم حاجبيها وتقول للمصور: "ان الضمير الاميركي يتطلب ذلك".
وفيما بعد تقول للمصور: "نحن نضع المكياج قبل التصوير". وقد بلغت توني موريسون (84) سنة في شهر شباط الماضي، والكاتبة موريسون حصلت على جائزة بوليتزر عام 1988، عن (المحبوب)، وجائزة نوبل عام 1993، وفي عام 2012، حصلت على ميدالية الرئاسة للحرية، من صديقها باراك أوباما.
كونها الاكثر تقديراً من بين الكتاب الاحياء في اميركا، لا تقدر على إيقاف شخص يريد التقاط صورة جيدة،ومن الطبيعي ان المظهر الجميل يبقى في بالها. وفي كتابها الجديد، نجد إمرأة سوداء تدعى "برايد" تحاول الابتعاد عن ماضيها، وتبدأ قصة حب بينها وبين صاحب مكتبة، وهو شاب أسود، حزين لوفاة شقيقه.
ويقول لها الشاب: "علمياً لايوجد ما يسمى بالجنس، ان يكون المرء عنصرياً، أمر اختياري، والذين يلتجئون اليه، يكونون لا شي، بدونه". وسواد بشرة "برايد" هو مصدر الشقاء في طفولتها – ووالدتها الأخف سواداً، تفزع للون طفلتها وتفكر في قتلها، وتعمل الفتاة في عالم الازياء والجمال، والاهتمام فقط بملابس بيضاء فقط وتجعل من نفسها، "فهداً في الثلج". وهناك أيضاً صديقها القديم، الذي يقول انها نصب للعنصرية وعندما يأخذها الشاب الابيض الى منزله ليعرفها باسرته، ظلّت تردد مع نفسها، "انه يحاول إخافة اسرته، نوع من التهديد للوالديه البيض". وظل يعيد في نفسه "اليست جميلة؟ وعيناه تلمعان بمكر وخبث".
وتقول موريسون: "احاول ان اقول.. انه مجرد لون"، واما بالنسبة للجمال: "فإنه أمر يوحي لك بانه الشيء الوحيد الذي تمتلكه والذي تهتم به. هناك ثلاثة أبعاد للمرء، خارج الثياب او المكياج او التعري، فكل من هو جميل يتعرى" وتقول بعد ذلك بغضب: "أنهم لم يعودوا ملابس بدون فتحات عميقة فيها". وتواصل حديثها بصوت منخفض وغامض، "ان حلمة الصدر هي اول ما يرضعه كل انسان، انه أمر طبيعي في الحياة والطبيعة، ولكنهم يصورون الأمر بشكل مختلف، يوحي بالجنس". وفي عام 1981، أصدرت توني موريسون روايتها الأخرى التي تتحدث أيضاً عن العنصرية وكانت بعنوان، "الطفل المكسو بالقار".
وهي رواية تدور في العصر الحالي، وفيها "جادين" عارضة أزياء، خريجة السوربون، والتي تخاف من سخرية البيض منها، وهي التي تعيش في مجتمع البيض، ودرست ثقافتهم. وتقع جادين في حب "سون"، لا يمتلك نقوداً، في حال من الصفاء مع نفسه ولونه الأسود.
انه عالم، او جزيرة من الارواح والاشجار الناطقة، وهذه الرواية المعاصرة هي العمل الاول الادبي لها، وتقول، "انها كتبتها بسهولة، وبدون وجود هدف لها".
وعن سؤال بدايتها في الكتابة يعود الى حوالي 45 سنة، لقد كانت تتحدث باستمرار عن روايتها الاولى، وكان الكتاب الذي تريد قراءته، ولكنه لم يكن موجوداً.
وكانت آنذاك والدة لولدين صغيرين. وتنهض في الساعة الرابعة صباحاً، يومياً، لتكتبها، وتم طبعها عام 1970، وكان بعنوان "العين الأكثر زرقة"، وهي قصة بيكولا بريدلوف، وهي فتاة سوداء – تصلي من أجل عيون زرق، وكتبت موريسون في عام 2007، انها تريد التركيز على امر غريب مثل تدمير البشر، جنس كامل، يزرع جذوره في أرقى المجتمعات طفل.. كائن حساس، معرض للعطب: "انثى".
ومعظم الكتاب يكرهون التصنيف، ولكن موريسون رحبت دائماً به، "الكتابة السوداء". وتقول "انا اكتب للناس السود"، مضيفة، "بالطريقة نفسها التي يتبعها تولستوي، وهو لم يكتب لي شخصياً، انا التي كنت ابلغ الـ14 من عمري، فتاة ملونة تعيش في لورين، أوهايو. ولذا لايتوجب عليّ الاعتذار او اعتقد اني محدودة النطاق، لانني لا اكتب للناس البيض - وهو امر حقيقي، لان هناك اعدادا كبيرة من الناس البيض في رواياتي. وفي الحقيقة، على الكاتب المضي في عمله، دون ان يفكر بالناقد جالس على كتفه, ويؤيده." وهي بذلك تشير الى الكاتب جميس بالدوين وهو يتحدث عن "رجل صغير ابيض في داخل كل واحد منّا. "وانا لم اشعر بذلك مطلقاً."
وهي تقول ذلك, لأنها نشأت في محيط راديكالي مختلط:ايطاليون ويهود وايضا اميركيون من افريقيا. وكانت معتدة بنفسها, وتلك الاحاسيس هي التي دفعتها بعدئذ الى جامعة هوارد ثم الى كورنيل, حيث حصلت على شهادة الماجستير في الأدب وكانت واثقة من نفسها ايضاً, ما أكسبها الشجاعة للانفصال عن زوجها عندما كانت حاملا بطفلها الثاني, وبدأت آنذاك تعمل في دار "راندوم" للنشر حيث ساهمت في تسيير اعمال الكتاب السود ومنهم على سبيل المثال توني كيد بامبارا, الى الصفوف الاولى، وهي اصبحت واحدة من اشهر الاسماء في "دار راندوم".
وكانت "المحبوب" روايتها التي صدرت في عام 1987 عن امرأة مستعبدة, تقتل طفلها, وحققت لها مكانة جيدة في الأدب الاميركي. وعندما فشلت في الحصول على الجائزة الوطنية, وكتب (48) كاتباً من السود رسالة احتجاج على ذلك, نشرت في صحيفة "نيويورك تايمز" وبعد فترة وجيزة حصلت على جائزة "البوليتزر", وجوائز اخرى كثيرة.
وفي عام 1998 , انتجت اوبرا وينفري ومثلت في فيلم يتناول رواية, "المحبوب" ورواياتها تجعل الناس يشعرون بشكل افضل عن انفسهم, ويتحسسون مشاعر الاخرين أيضاً.
ويقول الكاتب الذي يحاورها, أنها أخبرته في أول مقابلة مع موريسون, قبل ثلاثة أعوام، أسابيع قبل حادثة قتل تريفون مارتن, وقالت لي آنذاك: "هناك شيئان أريد رؤيتهما في حياتي: الأول أن يصوّب شرطي إطلاقة نحو ظهر طفل ابيض, وهذا أمر لم يحدث قط, والأمر الثاني الذي أود رؤيته: سجل رجل ابيض, على مر التاريخ البشري, قد تم تجريمه باغتصاب إمرأة سوداء. واحدة فقط." وتقول موريسون الآن معلقة, "وذلك الأمران لم يتحققا قط. وقد قتل عدد كبير من السود على أيدي الشرطة الاميركية، ولديّ ابناء، وهم يقولون للشرطة "سيدي"، إن أوقفهم أحدهم في الطريق.
وقد فقدت موريسون واحداً من ابنائها في عام 2010 إثر اصابته بسرطان في البنكرياس. والرسومات التي تركها, معلقة على الجدار المقابل لنا. وتتحدث عن انتهاء رئاسة أوباما قائلة "من سيأتي بعده؟ ان فترته استثنائية, وسيصنّف ضمن المراحل الافضل."
وقبل بضعة أشهر, أجرت موريسون لقاء مع هيلتون إيس, الكتاب والناقد, واخبرته, انها تجتاز مرحلة الثمانينات, وتريد ان تقول ثلاث كلمات: الاولى "لا" والثانية "اسكت " والثالثة "أخرج من المكان". وهي ايضاً لاتريد ان تكتب مذكراتها. على الرغم من انها وقعت عقدين مع دار "راندوم" لطبع كتابين, واحد منهما مذكراتها, ولكنها قالت عندما فكرت بالأمر: "انا لن اكتب مذكراتي، لا استمتع بها". لقد كنت أحاضر في جامعة برينسيتون عن كيفية الكتابة الجيدة: "افعلو هذا, ولا تفعلوا ذلك, ولا تكتبوا عن حياتكم.
وتقول ايضاً: "بعض الناس ينغلقون على انفسهم عندما يكبرون. ولكنك ان كنت صريحاً وغير متحفظ, فانك ستعتمد على حكمة الكبار. وانا اسأل اصدقائي "كم هو عمرك، في الداخل". ويعرفون ذلك دائماً. وأنا أعرف انني في الـ23 من عمري اليوم.
عن الغارديان