في مهرجان كان السينمائي ، تم الاعلان عن مشروع المخرجة الايرانية مرجان ساترابي باخراج فيلم جديد مقتبس من الرواية الناجحة لرومان بويرتولاس (رحلة الناسك المدهشة ) والمتوقع تصويره عام 2016 واطلاقه عام 2017 ..سيقوم مؤلف الرواية بكتابة السيناريو لها يشار
في مهرجان كان السينمائي ، تم الاعلان عن مشروع المخرجة الايرانية مرجان ساترابي باخراج فيلم جديد مقتبس من الرواية الناجحة لرومان بويرتولاس (رحلة الناسك المدهشة ) والمتوقع تصويره عام 2016 واطلاقه عام 2017 ..
سيقوم مؤلف الرواية بكتابة السيناريو لها يشاركه في ذلك كاتب السيناريو لوك بوسي الذي كتب سيناريو فيلم (زبد الأيام ) ..اما دور البطولة النسائي فسيكون من حصة النجمة البوليوودية الهندية دانوش يرافقها فريق عمل عالمي ..
صدرت رواية (رحلة الناسك المدهشة ) في شهر آب من عام 2013 عن دار نشر دايلتانت وكانت من اكثر الكتب مبيعا آنذاك اذ تم بيع مايقارب الـ 30000الف نسخة منها ،ففيها يقتفي الكاتب اثرقصة مثيرة للضحك اكثر ماهي خيالية لرحلة ناسك هندي يخفي شخصيته ويتجول في انحاء اوروبا وفي ليبيا مابعد القذافي ..وفي هذه الأوديسة المتفجرة بالحياة ، استخدم المؤلف رمزا يدل على الكفاح الذي يخوضه يوميا اشخاص في الخفاء ، والمؤلف رومان بوترتولاس من اصل اسباني وكان واحدا من المؤلفين المتألقين عام 2013 ، وقبل نشر روايته ، لم يكن قد هيأ نفسه لخوض مهنة ادبية لكن روايته ضربت الرقم القياسي حين جرى توزيعها الى اكثر من 35 بلدا ..ومنذ تلك اللحظة ، كرس الروائي وكاتب السيناريو وقتهما لكتابة سيناريو الفيلم واختارت المخرجة ايرانية الاصل مرجان ساترابي هذا السيناريو لتحويله الى فيلم روائي بعد ان اشتهرت قبله بتقديم افلام الرسوم المتحركة كما في فيلم (برسيبوليس) الذي حاز على اعجاب الملايين وكانت قد قدمته قبل ذلك عبر كتاب للقصص المصورة يحمل نفس العنوان وتروي فيه قصة طفولتها في ايران ، ثم قدمت بعده فيلما آخر عنوانه (دجاج بالبرقوق .)
تقول ساترابي التي ولدت في عام 1969 في مدينة رشت الايرانية وعاشت في فرنسا وتحمل الجنسيتين الايرانية والفرنسية انها تعشق الحياة والمرح وتتجنب كل مايعكر مزاجها لذا نجحت في تاليف الروايات المصورة والرسم ثم اخراج افلام الرسوم المتحركة وتأليف كتب الاطفال ..
انحدرت مرجان من عائلة شيوعية مارست العمل السياسي في ايران قبل الثورة الايرانية ، ودرست في متوسطة فرنسية وشهدت في ايران احداثا عديدة كتناقص الحريات المدنية وآثار الاحداث السياسية على الحياة اليومية بما في ذلك سقوط الشاه وبداية نظام الخميني وبدايات الحرب بين العراق وايران ..وتعود مرجان الى اصول ملكية قاجارية فهي ابنة حفيدة ناصر الدين شاه الذي حكم بلاد فارس مابين اعوام 1848 و1896 ، وهذا يعني انها واحدة من آلاف الاميرات القاجاريات ذلك ان الملوك القاجاريين اشتهروا باتخاذ مئات الزوجات وانجاب آلاف الاطفال ..
للتخلص من النظام الايراني ، غادرت مرجان ايران الى النمسا ، وذكرت ذلك في روايتها المصورة (برسبوليس ) التي روت فيها سيرتها الذاتية مضيفة انها عادت الى ايران بعد اتمام دراستها الثانوية في فيينا لتكمل دراستها الجامعية حيث التقت بشاب اسمه (رضا ) وتزوجته في سن 21 سنة ثم تطلقت منه بعد ثلاث سنوات...
وفي ايران ايضا ، درست ساترابي فن التواصل البصري ونالت فيه شهادة الماجستير ثم انتقلت الى فرنسا حيث تعيش حاليا ...
بدأت مرجان حياتها العمملية بكتابة الروايات المصورة ، وقادتها روايتها (برسيبوليس ) الى الشهرة لأنها ضمنتها سيرتها الذاتية وكتبتها بالفرنسية لتصف طفولتها في ايران ومراهقتها في اوروبا ، وحازت هذه الرواية على الجائزة الاولى في مهرجان انجوليم العالمي للروايات المصورة ، كما تم ترشيح كتابها (شغل الابرة ) لنفس الجائزة ، ثم فازت روايتها ( الدجاج بالبرقوق ) عام 2003بجائزة مهرجان انجوليم ايضا ..وعملت مرجان كمحررة ايضا في صحيفة نيويورك تايمز ..
وفي عام 2007 ، تم تحويل روايتها (برسبوليس ) الى فيلم كارتوني وعرض في مهرجان كان السينمائي ليحصل على جائزة لجنة التحكيم مناصفة مع فيلم (ضوء ساكن ) ، كما رشحت نسخته الناطقة بالانكليزية لجائزة اكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة في كانون الثاني من عام 2008 ...
وتشعر ساترابي بحنين كبير الى وطنها ايران يظهر في افلامها لأنها عاشت بعيدا عنه خلال مراهقتها ثم فارقته للأبد منذ عام 1994 ، وتقول ساترابي انها تود لوعاشت في ايران لكنها لاتفضل العيش في بلد لايمكن انتقاد ساسته دون التعرض للعقاب فهي تعشق حريتها كما تعشق وطنها ولاتريد ان يسلبها منها احد ...انها تكتفي باستذكار طفولتها وسط الجبال المغطاة بالثلوج وروائح الاكلات المحببة لديها لكنها حازت على حريتها في فرنسا وعملت في مجالات عدة كالكتابة والسينما والصحافة ..رغم ذلك مازالت لاتشعر بالانتماء الى المجتمع الفرنسي وتراقب مايحدث في بلدها لكنها لاتجرؤ على العودة الى ايران ..مع ذلك ، ترى مرجان ان المراة في بلدها افضل من بقية النساء في المنطقة فهي تمارس حقها في التظاهر والاحتجاج والدراسة كما ان بلدها يتطور بشكل بطيء وققد يمكنها العودة اليه ذات يوم حتى ولو من اجل دفنها فيه ...