صاحب العقل عندما يصيب سيارته عطل، وهو ليس ميكانيكيا محترفا، يلجأ لكتيب التعليمات، الذي يسميه العراقيون "كتالوج" ليعينه على الحل. وقد يفعل ذلك مع أي جهاز آخر كالتلفزيون او الايركنشدن. حتى الأدوية ترفق بمثل هذه التعليمات تجنبا لسوء الاستعمال.
شاع استخدام مصطلح "العملية السياسية" في العراق بعد سقوط صدام. وهذه أيضا لها "كتالوج" اسمه الدستور. ليس خافيا على أحد كثرة اعطال هذه العملية التي بسببها سميت "عرجاء". مع ذلك يندر وجود من يعود بجد ووعي للدستور طلبا لإصلاحها. العطل الأكبر والأشد هو الذي نمر به اليوم. انه عطل مركب: احتلال داعشي، تفجيرات شبه يومية، سرقات سرية وعلنية للمال العام وحتى الخاص، خراب أمني شبه كامل، كراهية طائفية وعنصرية، إعلام مسكرب، خدمات بوخة، رؤوس سياسية حاكمة بعضها بلا أمخاخ، فقر لحد الاستجداء ومواطن يكاد يعيش بلا وطن.
الحلو ان الكل، سواء كان في الحكومة او من عامة الناس، يتحدث عن ضرورة الحل. بعضهم يقول انه سياسي وآخر يراه عسكريا ومنهم من يجمع بين الاثنين. آمنّا. لكن، كم يحتاج الحل الناجح من الوقت ليثبت فاعليته؟ فعن الحل السياسي ها نحن ندخل في السنة 14 بعد التغيير والحال من سيئ الى أسوأ. كذلك شجاب الحل العسكري وشودّة على مدى سنوات؟ ها هي المقابر والمذابح الجماعية والتفجيرات المزمنة خير دليل على فشله هو الآخر.
يا جماعة الخير طلعوا "الكتالوج" لعل فيه حلاً لهذه المصائب مجتمعة. ها هو يقول بالقلم العريض ان العراق دولة فيدرالية. أي دولة أقاليم. أليس كذلك؟ ألم تكن عمليتكم السياسية جاءت حسب مقاساته. اعتبروها مرضت وهذا دواؤها. نعم قد يكون طعمه مرا او كريها لكن اغلب الادوية الفعّالة تكون كذلك. أما يكيفكم ان الكرد قد جربوه وارتاحوا؟ عودوا واحسبوا الأعطال المركبة التي ذكرتها لكم وهناك قطعا اضعاف اضعافها. كم نسبتها في إقليم كردستان مقارنة بالمحافظات غير المؤقلمة؟ لا دعاية ولا مدح ولا بطيخ. اني اقرأ الواقع وعلى من يعترض ان يأتيني بقراءة لواقعه.
مصائب العراق كان يمكن دفعها بعصا الفيدرالية، مثلما دفعها الكردي بعصاه منذ سنوات. ولو فعلنا لما كنا بحاجة لهذا السيل من الحرائق والدماء والدموع والخراب.
لقد كانت سفينة العراق غير مثقلة وكان يسهل دفعها بقصبة الفيدرالية. وما خوفي اليوم إلا من انها ركست ولا يمكن دفعها إلا بـ "مردي" التقسيم. ويا لها من دفعة مرعبة قد تقلبها على من فيها لا سمح الله. ألا لا وفّق الله كل بطران مستبد دفعه الغباء والغرور لغلق الباب بوجه كل مخلص أراد درء الكوارث وهي في مهدها.
"كصبة" الفيدرالية .. و "مردي" التقسيم
[post-views]
نشر في: 3 يونيو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
د عادل على
يا استاد هاشم العقابى---كل العراقيين يعرفون ان البعث مختص في نشر الفوضى والاغتيالات السياسيه والارعاب -----حزب البعث بدا باغتيالاته من بدايه 1959 واول ضحيه كان عزيز سوادى الدى كان يتمتع امام دكانه في قنبر على في الشمس --------الشيوعيون لم يردوا على الا