اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ثورة ماو الثقافية وأزبال بغداد!

ثورة ماو الثقافية وأزبال بغداد!

نشر في: 5 يونيو, 2015: 06:01 م

من الحكايات التي تُروى عن حقبة الثورة الثقافية في الصين (بدأت في العام 1966) - الأرجح انها غير صحيحة - ان ماو تسي تونغ وقيادة الحزب الشيوعي الذي كان يتزعمه أرادا أن يجدا حلّاً جذرياً لمشكلة انتشار الذباب في بلادهما الكبيرة، فأمرا الناس، وكان عدد سكان الصين آنئذ في حدود المليار نسمة، بمطاردة الذباب، وحُدّد لكل فرد عدد من الذباب الواجب اصطياده وتقديمه الى السلطات الحزبية والإدارية.
اذا كانت الحكاية صحيحة فلابدّ ان كل الشعب الصيني قد شارك في الحملة تلك، فما من أحد كان سيجرؤ على مخالفة تعاليم ماو وإرادته، ولابدّ ان الصين قد تخلّصت يومها من مئات مليارات الذباب، لكنني عندما زرت الصين بعد ثلاثين سنة من انطلاق الثورة الثقافية لم أجدها خالية من الذباب، لكنها لم تكن مُجتاحة اجتياحاً عظيماً به كما هي الحال في بلادنا.
مفهوم ان توفر أعداد فلكية من الذباب، ومثله سائر الهوام والحشرات، في بلادنا راجع الى ان مدننا جميعاً قد تحوّلت الى مزابل كبرى تنبت وسطها بيوت السكن ومؤسسات الدولة والمدارس والجامعات والمستشفيات والمستوصفات والمتاجر والدكاكين ، وكذا المطاعم التي لا تخلو حتى المصنفة منها درجة أولى أو بخمس نجوم من أعداد لا حصر لها من الذباب.
استعدتُ الحكاية الصينية المنسوبة الى ثورة ماو الثقافية في الصين، لأقترح على أمينة بغداد الجديدة أن تُطلق مبادرة تشجيعية لسكان العاصمة من أجل جمع النفايات في أكياس مُغلقة وتقديمها الى دوريات الأمانة مقابل مبلغ نقدي عن كل كيس .. الكبير بخمسمئة دينار والصغير بمئتين وخمسين، مثلاً. هذا يتطلب بطبيعة الحال أن توزع الأمانة الأكياس على الدور والمتاجر والمؤسسات الحكومية، وأن توفّر السيارات الخاصة بجمع القمامة . أظن ان هذا سيشجع معظم السكان على حفظ القمامة في الأكياس وعدم رميها على الأرصفة وفي زوايا الشوارع مثلما هو حاصل الآن .. كما انه سيشجع الكثير من الشبان العاطلين عن العمل على السعي لجمع أكبر قدر ممكن من القمامة.
أيام زمان كان باعة كوكا كولا وبيبسي كولا وسينالكو وسواها من المشروبات الغازية يحتفظون بخمسة فلوس أو عشرة رهناً عن كل قنينة، حتى إذا أعاد المشتري القنينة استرجع مبلغه المرهون. وكان ذلك التقليد باعثاً للبعض على التفتيش عن القناني الفارغة المهملة لبيعها الى باعة المشروبات أو وكلاء التوزيع في المدن والأحياء... أعني بهذا ان هناك تقاليد في مجتمعنا لإجراء من هذا النوع يمكن إحياؤه لحل هذه المشكلة التي يبدو انه حتى السيدة الأنيقة أمينة بغداد الجديدة، التي توسّمنا فيها خيراً كثيراً، عاجزة عن حلها .. أعني مشكلة الأزبال التي تغرق فيها العاصمة وسائر مدننا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. خليلو...

    قبل معركة طراد الذباب كان طراد آخر هو مع العصافير حين توصل الصينيون أن ما تأكله العصافير الصينية تقدر ب كذا طن! من الحبوب يمكن لهم الاستفادة منها وذلك بحرمان العصفور من حقه في خيرات البلاد الواسعة الارجاء فلذلك تقرر ان يأخذ كل صيني تنكة يقرع عليها من الصب

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram