يبدو أن الطريق الذي سلكه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل توسيع سلطته، فرض عليه استخدام كافة الوسائل والأسلحة، بدءا من الخطاب العاطفي وشحذ الحنين إلى الإمبراطورية العثمانية إلى معارك جانبية مع المنتقدين والمعارضين وصلت لمرحاض قصره.ففي الوقت الذي
يبدو أن الطريق الذي سلكه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل توسيع سلطته، فرض عليه استخدام كافة الوسائل والأسلحة، بدءا من الخطاب العاطفي وشحذ الحنين إلى الإمبراطورية العثمانية إلى معارك جانبية مع المنتقدين والمعارضين وصلت لمرحاض قصره.ففي الوقت الذي تتراجع فيه شعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم قبيل انتخابات مفصلية بسبب إخفاقات اقتصادية وسياسات غير شعبية، أخذ أردوغان الزعيم الفعلي للحزب على عاتقه دفع الدفة إلى الأمام واضعا نصب عينه الهدف الرئيسي من الانتخابات الحالية وهي تأمين 330 مقعدا من أجل تمرير تعديل دستوري يعطيه صلاحيات غير مسبوقة.وفي ظل غياب إنجازات هذه المرة، استخدم أردوغان عدة وسائل جديدة ومنها الخطاب العاطفي الممزوج بالحنين إلى الحقبة العثمانية، فقد اختار أن يعلن وصيته أمام مؤتمر جماهيري وأوصى أن يضعوا على قبرة حفنة تراب مأخوذة من قبر جندي عثماني في مدينة أراكان، وهو ما فجر البكاء لدى أتباعه.
قصر السلطان
والحنين العثماني لا يأتي بالكلام فقط، بل كان تشييد قصر يضم ألف غرفة علامة واضحة على التطلع لمكانة السلاطين، حسبما رأت وسائل الإعلام المختلفة.
وشهدت مراسم افتتاح القصر جلب 16 حارسا مرتدين أزياء محاربين عثمانيين وإحاطتهم بـ"السلطان أردوغان" في مشهد أثار ردود فعل متباينة غلبت عليها السخرية لكنه بعث برسالة واحدة ذات مغزي جدي وهو أن رئيس الوزراء السابق لمدة 11 سنة والوافد الجديد على قصر الرئاسة، ذو الصلاحيات الشرفية، لن يرضى بأقل من رئيس يقبض بيده على كافة السلطات حتى إذا كان عبر تغيير الدستور.
وعلى غرار السلاطين العثمانيين الذين كانوا يوظفون أحد "الخدم" لتذوق الطعام خوفا من أي محاولة لدس السم، قرر أردوغان بناء مختبر لفحص طعامه، في خطوة أثارت اتهامات له بـ"جنون العظمة".
محاربة "رسل الفتنة"
ووسط المساعي العلنية لتحقيق طموحه الذي دفعه للانخراط في الحملات الانتخابية الداعمة لحزب العدالة والتنمية في خرق لروح الدستور، كان لأردوغان موعدا مع معارضة متنامية وصحافة لم يرق لها تحويل النظام الأساسي للحكم لمجرد تطلعات سياسي.
وتعامل أردوغان مع الانتقادات بانفعال واضح ظهر جليا عندما وصف الصحفيين والشواذ وما وصفه باللوبي الأرمني، بـ "رسل الفتنة" التي تتحالف مع أعدائه، بحسب خطاب جماهيري له في مدينة بنجوي في الثالث من يونيو. كما شن الرئيس هجوما لاذعا على وسائل الإعلام الأجنبية في وقت سعت فيه السلطات من أجل إغلاق قناتين محليتين معارضتين بتهم تتصل بالإرهاب.
وانتقم الرئيس التركي من الصحفي الأميركي تايمز ستيفن كينزر لأنه انتقده في مقالة صحفية نشرت في الرابع من يناير الماضي في صحيفة نيويورك تايمز، حيث ألغى احتفالا لتكريم الصحفي لجهوده في تنشيط السياحة التركية، وكانت الجائزة هي منحه المواطنة الفخرية.
كما توعد صحيفة جمهورييت المعارضة بدفع ثمن باهظ ورفع ضدها ورئيس تحريرها دعوى قضائية، بسبب نشر صور قذائف هاون مخبأة تحت أدوية في شاحنات مؤجرة رسميا لصالح منظمة إنسانية، اعترضتها قوة درك تركية قرب الحدود السورية في يناير 2014.
وأثارت هذه القضية فضيحة عندما أكدت وثائق سياسية نشرت على الإنترنت الشاحنات تعود إلى الاستخبارات التركية.