الحصول على لقب فخامة الرئيس في العراق بإمكان اي شخص حمله ، من دون الحاجة الى تشكيل حزب سياسي ، او الانتماء الى الكتلة الاكبر في البرلمان ، الشخص الطموح المتطلع للحصول على المنصب السيادي بامكانه شراء ثلاثة اجهزة اتصال من نوع هوكي توكي " من الباب الشرقي وتوزيعها بين اصدقائه ، يكلفهم بتقمص دور رجال الحماية الشخصية فيما يتولى هو تمثيل شخصية صاحب الفخامة او السيادة ، لعبة الزعاطيط هذه استحوذت على اهتمام الكثيرين الراغبين في تحقيق الوجاهة الاجتماعية وتقليد رموز الطبقة السياسية او المسؤولين ، باستخدام سيارة ذات دفع رباعي مزودة بمنبه "يفزز الخيل" يجعل السيطرات الامنية تفتح الطريق امام موكب فخامة "الهوكي توكي" .
قبل دخول خدمة الهاتف النقال الى العراق ، سمحت الجهات الرسمية بعد الحصول على موافقات امنية باستخدام هاتف يتطلب نصب هوائي بطول خمسة امتار فوق سطح المنزل لتأمين الاتصال داخل العاصمة ، اقتصر امتلاك الجهاز على فئة المسؤولين في الحزب والحكومة وبعض رجال الاعمال ، فكان الجهاز واحدا من عجائب ذلك الزمن ، فمنح لحامله وجاهة لايمتلكها غيره من عباد الله ، العاملون في اللجنة الاولمبية في زمن النظام السابق ، المقربون من رئيسها ، كانوا يحملون نوعا من الاجهزة لاتفارقهم حتى اثناء ساعات نومهم ، الجهاز المعلق بحزام حامله مهمته اطلاق صوت ايعاز بالتوجه الى مقر الاولمبية باقصى سرعة ممكنة ، طواطة الاولمبية تعبير كان يطلق على ذلك الجهاز بنطاق محدود وضيق ، لكنها كانت تثير القلق والمخاوف ، من احتمال نقل الاحاديث الى غرفة السيطرة ، فتكون العواقب وخيمة ، حين يدخل حامل "طواطة الاولمبية" الى مقر جريدة او احد الاندية الرياضية يلتزم الجميع الصمت ، واحيانا يتغير الحديث رأسا على عقب ، فيما يبادر احدهم بترديد اغنية لابعاد الشبهات ، يفضل ان تكون اهزوجة تندد بالحصار الجائر .
في زمن "الوقت الحامض" القول العراقي الشائع للتعبير عن تردي الاوضاع الامنية انتبهت الجهات المختصة لخطورة استخدام جهاز" الهوكي توكي" فاصدرت ضوابط لاقتناء الاجهزة تقضي بالحصول على موافقة جهة امنية واخرى متخصصة بالاتصالات لحفظ رقم تردد الجهاز والجهة المستخدمة ، لكن كل هذه الاجراءات لم تحد من تطلعات الراغبين في حمل لقب صاحب الفخامة ، بامكانه تلبية رغبته مقابل دفع مبلغ من المال يوفر كل شروط اقتناء الجهاز من دون التعرض للمساءلة القانونية .
حائز "الهوكي توكي" تفوق على حامل "طواطة الاولمبية " في الحصول على وجاهة كبيرة فضلا عن امتلاكه صورة الزعيم السياسي و صاحب المعالي ، لاينقصه سوى الحصول على على دعم خارجي لتشكيل حزب جديد تمهيدا للمشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة لعله يحقق امنيته في ان يكون فخامة" الهوكي توكي" على ارض الواقع طبقا للاستحقاق الانتخابي وليس عن طريق الكاميرا الخفية ، مولانا نسألكم الدعاء .
رئيس "الهوكي توكي"
[post-views]
نشر في: 6 يونيو, 2015: 09:01 م