اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الفتلاوي وتوك شو رياضي!!

الفتلاوي وتوك شو رياضي!!

نشر في: 6 يونيو, 2015: 09:01 م

منذ ايام ونهر الفيسبوك يسبح في بركة من التعصب والطائفية، بسبب لعبة كرة قدم اراد البعض ان يحولها الى معركة شيطانية، تضعنا في قاع من العنصرية والهمجية.
المشهد الآن من صفحات الفيسبوك يردنا إلى حالة عصر الجاهلية والحرب التي اندلعت اربعة عقود بسبب مباراة حاسمة بين الحصان داحس الذي ينتمي الى عشيرة عبس، والحصان الغبراء المنتمي الى عشيرة ذبيان،
مشهد معركة داحس والغبراء، ذاته اراد له البعض ان يتكرر بسبب عصبية وجهل بعض متفرجي كرة القدم في ملعب زاخو ممن تلفظوا بكلمات لاتليق بمباراة بين فريقين عراقيين، وهو الامر الذي دفع ادارة النادي الى اصدار بيان تعتذر فيه عن الاساءة التي تسبب بها بعض الجمهور من المتعصبين لفرقهم المحلية، لكن الامر لم ينته عند هذا الحد فرمي زجاجات المياه والصراخ دفع البعض الى ان يزيد الحرائق اشتعالا بدلا من أن يحاول إطفاءها، سياسيون وجدوا فى كرة القدم ضالتهم للضحك على عقول الناس وصرفهم عن قضاياهم الحقيقية.
فى تفاصيل وجديدة للمباريات وجدنا: قنوات تليفزيونية وصحف تحشد الجموع للقتال، وليس للحديث عن مباراة كرة قدم حدثت فيها مخالفات مرفوضة طبعا، استدعاء محموم لأناشيد وأغان وطنية وكأن اصحابها يريدون تحريرنا من الاستعمار، او الانتقام لسبي النساء الايزيديات
حالة الدروشة تلبست الزعيمة حنان الفتلاوي التي طالبت بموقف موحد تجاه ما جرى في المباراة، وحديث الزعيمة الفتلاوي بالتاكيد لن يذكرنا على الفور بمأساوية الوضع فى الموصل والانبار، وكيف ان بعض نوابنا الافاضل ليس لديهم الاستعداد ولا الرغبة لمساءلة القادة الامنيين، عن ما جرى في هذه المدن.
زعيق وهتافات، وجماهير فيسبوكية تريد الثأر من رماة القناني واصحاب الهتافات، وفي النهاية المسألة كلها لا تتعدى ركلة كرة قدم. وأعتذر، لمحبي الكرة عن هذه التعابير، لكن ما حدث، بعد المباريات، لم يكن مباراة في تحليل اللعبة، بل كان مباراة في الجهل وفي الكشف عن النفوس البدائية والمريضة.
هل تستحق مباراة كرة قدم كل هذا الابتهاج الطائفي؟ هل تستحق المسألة أن يخرج علينا رئيس لجنة الرياضة والشباب البرلمانية ليهدد ويتوعد؟ أليست القضية كلها في نهاية المطاف، مباراة تنتهي باطلاق صافرة الحكم ؟
عوّدنا ساستنا الافاضل على انتشار آفة النسيان، وتبلّد المشاعر والأحاسيس، ويصرون على ان ننسى معهم أرقام الضحايا، مثلما نسِينا أرقام الأموال التي نُهبت خلال الأعوام الماضية، قُتل عشرات الآلاف وهُجّر وشُرّد الملايين، ودُمّرت مدن، إلا أن أرقامنا الرسمية لاتزال تؤكد أن العدو الحقيقي ليس في الموصل والانبار وانما في ملعب زاخو وأتمنى عليكم أن تتخيلوا فقط "50 ألف قتيل وجريح..ومليونان ونصف المليون مهجّر، وأكثر من ألفي طفل مشرّد يموتون خلال عام واحد فقط "، ثم نكتشف ان المسؤول الاول لم يكن القائد العام للقوات المسلحة، ولا الثلاثي كنبر وغيدان والغراوي، وانما جمهور أرعن في ملعب زاخو!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو اثير

    لقد وجدت النائبة المهرجة الفتلاوي في ما حصل في ملعب زاخو الرياضي مادة دسمة وفرصة لا تعوض لبث سمومها وكراهيتها الطائفية نحو شريحة مهمة وفاعلة من الشعب العراقي المكون من باقة يانعة جميلة من ألأقليات والمكونات المذهبية والقومية والعرقية ... أليس هي من صاغت ن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح

الـ (المدى) وملاحقها

رفعة عبد الرزاق محمد لا ريب ان من مظاهر نجاح (المدى) في مسيرتها الصحفية الفائقة، إقبال قرائها على الاحتفاء بملاحقها الاسبوعية، اذ كان كل يوم في الاسبوع مخصصا لملحق معين. و بسبب ازمة الصحافة...
رفعة عبد الرزاق محمد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram