اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > قضية الشهر : تحرّش الأقارب بالأطفال داخل الأسرة!

قضية الشهر : تحرّش الأقارب بالأطفال داخل الأسرة!

نشر في: 8 يونيو, 2015: 12:01 ص

لا يختلف اثنان على قبح جريمة التحرش الجنسي، لكنها تزداد قبحا عندما تكون بحق الأطفال, خاصة لو جاءت تلك الخيانة من الأقارب المنوط بهم رعاية هؤلاء الصغار والقيام على أمنهم وسلامتهم.ويعد تحرش الأقارب قضية يخجل البعض من طرحها, فنقع في خطئية التهوين والتقل

لا يختلف اثنان على قبح جريمة التحرش الجنسي، لكنها تزداد قبحا عندما تكون بحق الأطفال, خاصة لو جاءت تلك الخيانة من الأقارب المنوط بهم رعاية هؤلاء الصغار والقيام على أمنهم وسلامتهم.
ويعد تحرش الأقارب قضية يخجل البعض من طرحها, فنقع في خطئية التهوين والتقليل التى تمثل العقبة الأولى أمام محاولات مواجهة المشكلة وطرحها.. وفي السطور نطرح القضية ونحاول تقديم الإرشاد اللازم للآباء والأمهات لتجنب الآثار المدمرة لتلك الجريمة.
تقول احدى الامهات التقيت بها والغضب يملأ وجدانها: لن أتركه مهما طال الزمن, فقد تعدى علي ابنتي ذات الستة أعوام.. طفلتي التي ضفرت لها شعرها في الصباح لأجد عمها يغتال طفولتها مساءً, ولن أسكت عن حق ابنتي حتى لو كان فيها خراب بيتي.
حكاية أخرى سمعتها من احد مراكز الشرطة , ربما تكون أكثر مرارة فالمتعدي هذه المرة هو الأب المدمن، فقد ذهبت الأم إلى أحد مراكز الشرطة تشكو زوجها الذي أدمن المخدرات والكحول وأنه يتعدى على بناتهما المراهقات أثناء تواجدها خارج المنزل, ويخبرهن أن من ستبلغ أمها سيقتلها, إلا أن الأم لاحظت بعض الأمور التي جعلتها تكتشف الحقيقة.
أما حكاية هذه الفتاة المتزوجة التي ذهبت الى عيادة احد الاطباء النفسانيين وحكت حكايتها المفجعة التي بدأت منذ الطفولة والتي تبرز كيف يؤثر التحرش الجنسي بالأطفال على حياتهم المستقبلية, تقول: تزوجت لكي أتخلص من عذاب أخي, فقد مات أبي وعمري 10 سنوات وأمي سيدة مسنة, وللأسف كان يجبرني على أشياء لا أستطيع ذكرها وكنت أقاوم لكن مقاومتي كانت تنهار.
أخبرت أمي ولكنها لم تصدقني, ولم يكن عندي شخص آخر أستطيع الاستنجاد به, وفرحت لأوافق على أول عريس تقدم لي ليخلصني من مأساتي, لكن وفي يوم الدخلة وحينما حاول زوجي الاقتراب مني فزعت وظللت أصرخ, لقد دمرني أخي إلى نهاية عمري وأصابني بعقدة نفسية.
• والسؤال الذي نطرحه الآن كيف ترفع الأم وعي طفلها من التحرش خاصة من الأقرباء دون أن تفقد الثقة فيمن حوله؟ وماهي آثار هذه الحوادث على نفسية الأطفال؟
تقول الدكتورة ابتسام السعدون من الجامعة المستنصرية على الأبوين مراقبة أطفالهما أثناء اللعب مع الحيطة والمراقبة، وحماية أطفالهما حتى وإن كانوا يلعبون مع بعض من أفراد العائلة.
والأهم الاقتراب من أولادهما ومعاملتهم بالحب والحنان واللعب معهم حتى يسهل عليهما توجيههم, وعلى الأم تحديدا الاقتراب منهم حتى يحكوا لها أسرارهم.
وعليها تنبيههم بطريقة جادة بدون حدة، أن هناك أماكن في جسدهم لايمكن لأحد أن يقترب منها سواء من الأقارب أو الغرباء, ويجب أيضا ملاحظة من يعملون بالمنزل وعلاقتهم بالأطفال سواء الخادمة أو السائق لو وجد, والأهم التفرقة بين الأطفال في الفراش كما وينبغي على الوالدين الحذر أثناء لقائهما الزوجي حتى لا يتاح للأطفال التلصص ومعرفة أشياء لا يجب أن يدركوها.
كيف أتصرف؟
وكيف تتصرف الأم وما الذي يمكن أن تفعله إذا وقع تحرش جنسي بأحد أطفالها؟
عليها أولا ظبط الأعصاب والاستماع إلى الضحية، وبكل هدوء حتى يفصح عما حدث له, وفحصه طبيا للتأكد من سلامته من أي إصابات ومعالجته في حالة الإصابة، ومساعدته نفسيا بعرضه على طبيب نفساني مع عدم التهكم على الطفل المعتدى عليه أو تعنيفه والقسوة عليه, وأيضا توفير نشاطات مختلفة لهذا الطفل المعتدى عليه وإشغاله في ممارسة وهوايات يحبها مثل القراءة والرسم والسباحة لحمايته من الإصابة بالخوف والكآبة, وتجنب إسقاط أي صفات عليه مثل الجبن أو الضعف.
أماكن التحرّش
في أغلب حالات التحرش يكون المكان خاليا ومعدا لاقتراف الجريمة, وإذا كانت الأسرة تقطن في بيت مزدحم باكثر من عائلة بجب ألا تغفل الأم عن أولادها وتعرف أين يذهبون وماذا يفعلون, وحتى عند الجيران عليها أن تتابع أولادها وتراقبهم وتعرف جيدا ماذا يلعبون وأين سيذهبون.
وتعتبر المرافق والحمامات في البيوت والغرف الضيقة المظلمة وسطوح المنازل والجيران من أكثر الأماكن خطورة على سلامة الاطفال أثناء تواجدهم لذلك يجب على الأهل مرافقة الأطفال إلى تلك الأماكن للتأكد من خلوها من المخاطر.
وتشير الدكتورة السعدون إلى خطورة التحرش على حياة الضحايا مستقبلا فتقول: إن مرحلة الطفولة مرحلة هامة للنمو النفسي لدى الإنسان وأي خلل فيها يعرض هذا الطفل لشتى أنواع المرض النفسي, فيتحول الطفل إلى طفل منعزل انطوائي, وتقل ثقته بنفسه, وقد يصاب بأمراض جسمية وعقلية أو قد يصاب بالشذوذ الجنسي, وقد يكون عدوانيا وانتقاميا ويعاني من تأنيب الضمير.
الإجراء القانوني
أما عن الإجراء القانوني الذي يجب أن تقوم به الأسرة التي تعرض أحد أطفالها للتحرش فيقول المحامي عباس حسين: إذا كان التحرش في مكان عام, فعليهم الإمساك بالجاني وقت وقوع الحادث مع وجود شهود للواقعة, والذهاب إلى مركز الشرطة التابع لمكان حدوث الواقعة وتسجيل شكوى ضد الجاني.
أما إذا تم اكتشاف الواقعة بعد وقوعها بفترة فيتم التوجه مباشرة إلى المحكمة وتقديم طلب الى القاضي بواقعة التحرش وشرح كافة تفاصيلها وسماع شهادة الطفل.
وتعد جريمة هتك العرض من الجنايات التي حدد لها المشرع ظروفا مشددة, وخصوصا اذا كان الجاني من أصول المجني عليه وهما الجد أو الأب أو من المتولين تربيته مثل الوصي أو القيم أو بحكم الواقع مثل زوج الأم أو العم أو الأخ وزوج الأخت أو الخال أو زوج العمة أو الخالة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram