TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مهماز الذاكرة .

مهماز الذاكرة .

نشر في: 7 يونيو, 2015: 09:01 م

٢—٢
الصحافة…
يا له من عشق مبهم يستعصي على التفسير ، يبتلي به البعض ، دون سابق تصميم . لا ينطفئ أواره ، ولا تخمد شعلته إلا بانطفاء الانفاس ولا ينحسر مده رغم جسام العقبات
اعود أفض بعض تلافيف الذاكرة لأودعها في كتاب يضم ومضات من محطات خيبتي ونوالي ( قد) يرى النور يوما ، وقد يصحبني- بصمت - لمثواي الأخير.
………..
حين أسلم سكرتير التحرير موضوع الغد ، اختلس النظر إليه ، واقرأ قسمات وجهه ككتاب مفتوح .. حين تربد سحنته ويكفهر وجهه ، اتوقع شرا ! وأحسب حسابا للرفض وصوته الأجش يقرع في مسمعي :: ماكو مواضيع إلا النفط ؟؟ او ، :: مالنا ووزارة الخارجية ؟ ؟ حينها ،أتوارى خلف خيبتي و امد يدي - صاغرة - نحو حقيبتي ، وأستل موضوعا بديلا كنت قد كتبته تحسبا للرفض !!! موضوع منمق لا يضر ولا ينفع !
أما إذا انفرجت اساريره ، فذاك يعني الرضا ونوال القبول - ويعني أيضا- ضمان تسلّم المكافأة كاملة — ثلاثة دنانير شهريا — ( احتفظ بوصل لم اًصرفه تعففا واحتجاجا )
أحيانا ،، ينهض السكرتير ، وطي اصابعه الوريقات ، وأدري إنه في طريقه لغرفة رئيس التحرير ، ليستأذنه بنشر حلقة يمكن تفسيرها بوجهين . فلا لوم ولا عتاب .
…….. كنا — جمهرة الصحفيين حد النخاع — نكتب عن تشجير الشوارع بالنخيل ، بدل الكالبتوس ، فتستجيب أمانة بغداد على التو ، وتشفع الاستجابة بكتاب شكر رسمي ، امتنانا . ونكتب عن تقصير ادارة ( إصلاحية الأحداث ) ، او عن الخروق في عملية الإصلاح الزراعي ، او عن الهدر في هذا المرفق اوذاك ،، فلا يكاد يجف حبر الصحيفة ، حتى يواتينا جواب ما ،،،
بحنين خفي ، أستعيد ذكرى تلك الأيام — ولا أدعي خلوها من طعم العسل المر .. ….
اليوم ابعث بالموضوع ( للمدى ) فلا اخشى رفضا ولا حذفا ولا إضافة … إنما غدت الخشية مضاعفة :: ان لا أحد يقرأ ، ولا أحد يستجيب ، ولا أحد يخاف مما ينشر ، مستظلين بمظلة المحاصصة البغيضة…… وكأن الصحفي يحرث في أرض سبخة ، او يرمي شباك الصيد في البرية ،، ويتوقع ان يعلق في الشبكة بعض سمك !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو اثير

    سيدتي الفاضلة ... لايهم من يقرأ أو من ينفذ أو يتواصل من المسؤلين الحكوميين ... المهم أن تبقى سطور كلمات كاتبة عراقية نجيبة ومخلصة لوطنها أولا ولقلمها ثانيا هل تصدقين يا سيدتي الكاتبة أنني ومعي الملايين من الشعب العراقي يشعرون بالزهو والفخر لمواصلتك الكتاب

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram