أكد رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان بارزاني، أمس الأحد، أن شعب كردستان يعيش أوضاعاً "صعبة جداً" ووضعاً نفسياً سيئاً لعدم إرسال الحكومة المركزية للموازنة المالية للإقليم، وفيما أشار إلى أن إقليم كردستان سيكون مكاناً لإيواء جميع الفارين من أبناء الشعب
أكد رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان بارزاني، أمس الأحد، أن شعب كردستان يعيش أوضاعاً "صعبة جداً" ووضعاً نفسياً سيئاً لعدم إرسال الحكومة المركزية للموازنة المالية للإقليم، وفيما أشار إلى أن إقليم كردستان سيكون مكاناً لإيواء جميع الفارين من أبناء الشعب العراقي، بيّن أن حكومة الإقليم تسعى لحل جميع المشاكل مع حكومة العبادي. وقال بارزاني في كلمة له خلال افتتاح مؤتمر (بلاتفورم السليمانية) بمدينة السليمانية وحضرته،(المدى برس)، إن "إقليم كردستان مفتوحة أحضانه للنازحين أكثر من بقية مناطق العراق الأخرى"، مشيراً إلى، أن "الإقليم سيكون مكاناً لإيواء كل أفراد الشعب العراقي من لاجئين ومنكوبين وفارين من مناطقهم".
وأوضح بارزاني، أن "الحكومة العراقية قامت باستقطاع موازنة ورواتب أهل إقليم كردستان"، مبيناً أن "إقليم كردستان ملاذ لأكثر من مليون و800 ألف لاجئ سوري ومن الفارين من المناطق الأخرى من العراق ويكلف تأمين احتياجات كل هؤلاء اللاجئين والنازحين سنوياً ملياراً و500 مليون دولار". وتابع بارزاني، أن "شعب كردستان يعيش أوضاعاً صعبة جداً بسبب عدم إرسال موازنة إقليم كردستان وبسبب خوض البيشمركة حرباً واسعة ضد تنظيم (داعش) الارهابي"، لافتاً إلى أن "شعب كردستان في وضع نفسي سيئ جداً، لأن هناك ألفي امرأة كردية ايزيدية مختطفة من قبل تنظيم (داعش)".
واشار بارزاني، إلى ان "حكومة الإقليم أبرمت اتفاقية مشتركة مع الحكومة المركزية حول تصدير النفط وأصبحت تلك الاتفاقية جزءاً من قانون الموازنة المالية للعراق لعام 2015"، مؤكداً أن "حكومة إقليم كردستان تحاول إيجاد حلول لكل المشاكل مع حكومة حيدر العبادي وتريد دعمها لإعادة التوافق والمساواة والعيش الرغيد للشعب العراقي". وافتتح رئيس حكومة اقليم كردستان نيجرفان بارزاني، امس الاحد، اعمال مؤتمر (بلاتفورم السليمانية) الذي يستمر ليومين لبحث المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في العراق، في اول مؤتمر من نوعه في البلاد يحضره ممثلون عن جميع المحافظات، واعرب بارزاني عن اسفه "لعدم ايفاء الحكومة المركزية بالتزاماتها تجاه قوات البيشمركة"، وفيما أكد أن السياسات "اللا توافقية" عرضت التطور الاقتصادي في العراق إلى "مخاطر كبيرة"، حذر من أن "الشعب العراقي يعيش الآن وضعاً سيئاً جداً بسبب اهمال الدستور" . وقال نيجيرفان بارزاني في كلمة له خلال افتتاح مؤتمر (بلاتفورم السليمانية) على قاعة الاجتماعات الكبرى في فندق كراند ميلينيوم في السليمانية، تحت شعار (بلاتفورم منبر لترسيخ العلاقات بين محافظات العراق وتبادل الخبرات والتجارب الاقتصادية) وحضرته، (المدى برس)، إن "نشوء التبادل والتنسيق في المجال الاقتصادي بين المحافظات سيصبح سبباً رئيساً في تكوين علاقة قوية بين المحافظات ومكونات المناطق المختلفة في العراق"، مبيناً أن "هذا سيكون له دور ملحوظ في تعميق العلاقات السياسية وتهدئة الاضطرابات الداخلية". واشاد بارزاني بـ"محافظ السليمانية آسو فريدون"، مقدماً شكره "لحضور ومشاركة وزارة شؤون المحافظات ومجلس النواب العراقي وجميع داعمي البلاتفورم لإقامة المؤتمر في هذا الوقت الحساس لتقوية العلاقات بين المحافظات والتعاون وتبادل الخبرات الاقتصادية"، معرباً في الوقت ذاته، عن امله بأن "تتمخض عنه فائدة جيدة لمستقبل العلاقات بين المحافظات ليثري جميعكم تجربة بعضكم الآخر".
وأضاف بارزاني أن "العراق والمنطقة أصحاب ثروة طبيعية غنية جداً، وأصحاب ثقافة غنية أيضاً"، مستدركاً بالقول "لكن السياسات اللا توافقية عرضت التطور الاقتصادي والتعايش في العراق إلى مخاطر كبيرة"، محذراً من أن "شعب العراق يعيش الآن وضعاً سيئاً جداً، والسبب الرئيس لهذا هو اهمال الدستور".
وتابع بارزاني أن "رئيس اقليم كردستان حذر جميع الجهات العراقية والحكومة الفيدرالية العراقية خلال السنوات الماضية من النتائج السيئة لإهمال الدستور"، معرباً عن اسفه انه "لم ينصت أحد لرئاسة كردستان وحدث الذي لم يكن يجب أن يحدث".
واشار نيجرفان بارزاني إلى انه "عندما نبّه ونوّه بارزاني في رسالة له جميع الجهات والشعب العراقي من نشوء التفرد واهمال الدستور حللت الكثير من الجهات تلك التحذيرات بطريقة سيئة للأسف"، مستدركاً بالقول "لكن الشعب العراقي شاهد الدمار الناجم عن سياسة التفرد التي أصبحت للأسف سبباً في اراقة دماء الآلاف". واكد بارزاني أن "الدستور الجديد للعراق جعل نظام الحكم في العراق فيدرالياً، لكن للأسف وضع الدستور جانباً ولم تحل المشاكل التي وضعت حلول زمنية لها في الدستور في الوقت الذي كان حل تلك المشاكل سيصبح اساساً في تكوين عراق فيدرالي ونشوء التوافق والشراكة الحقيقية في الحكم".
واعرب بارزاني عن اسفه "كونه لم يكن هناك صدى للفيدرالية الفعلية في حكم العراق، كما لم يكن هناك صدى لأية شراكة أو تحالف في الحكومة العراقية بشكل فعلي، لذلك كان هناك استياء دائم لدى غالبية المكونات المشاركة في الحكومة وانسحبت منها في الكثير من الاحيان، واديرت الكثير من المناصب الحكومية بالوكالة وبشكل وقتي وساد جو انقلابي على الحكم في العراق". وشدد بارزاني على أن "القيادة السياسية لإقليم كردستان، وبشهادة جميع الجهات، بذلت جهوداً كبيرة لخلق التوافق بين جميع المكونات، وحل جميع المشاكل بطريقة توافقية، فعلنا كل ما على عاتق رئاسة وشعب كردستان، ليكون هناك توافق وتعايش عادل في العراق بدلاً من اراقة الدماء".
واعرب رئيس حكومة اقليم كردستان عن أسفه لأنه "بالرغم من الحمل الثقيل الواقع على كاهل حكومة الاقليم بسبب مجيء العدد الكبير من النازحين والفارين إلى كردستان، والحرب الواسعة والصعبة التي تواجه كردستان من قبل تنظيم (داعش) الارهابي، إلا أن الحكومة العراقية لم تف بالتزاماتها تجاه قوات البيشمركة كجزء من المنظومة الدفاعية في العراق، بل وضعت العديد من العقبات أمام المساعدات العالمية للبيشمركة".
ولفت بارزاني إلى أن بغداد "لم تلتزم بواجباتها تجاه اقليم كردستان كجزء من العراق، ولم تكلف نفسها حتى بإشراك ممثلين عن حكومة اقليم كردستان لتضعهم في اطار وفود الحكومة الفيدرالية التي تشارك في المؤتمرات المهمة".
وانطلقت في مدينة السليمانية، صباح أمس الاحد،(7 حزيران 2015)، فعاليات (بلاتفورم السليمانية) والذي يضم ممثلي المحافظات العراقية كافة، فيما حضره رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني وعضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني هيرو ابراهيم احمد وعدد من المسؤولين الحكوميين فضلاً عن ممثلين من المحافظات العراقية واعضاء في مجلس النواب العراقي وبرلمان كردستان وممثلين عن رئاسة الجمهورية.
ويهدف المؤتمر الذي يستمر لمدة يومين بحث ومناقشة المشاكل والقضايا المتعلقة بالشأن الاجتماعي والاقتصادي والفني والثقافي والسياحي في العراق عامة، فيما يعد الأول من نوعه على مستوى العراق.