قالت أحزاب معارضة تركية إنها قامت بتسجيل ونشر ما تقول إنه تجاوزات جرت خلال عملية الاقتراع بالانتخابات البرلمانية، التي بدأت عملية فرز الأصوات بها، بعد إغلاق صناديق الاقتراع. في ظل توقعات تشير إلى فوز جديد لحزب العدالة والتنمية الذي فاز بجميع الانتخاب
قالت أحزاب معارضة تركية إنها قامت بتسجيل ونشر ما تقول إنه تجاوزات جرت خلال عملية الاقتراع بالانتخابات البرلمانية، التي بدأت عملية فرز الأصوات بها، بعد إغلاق صناديق الاقتراع. في ظل توقعات تشير إلى فوز جديد لحزب العدالة والتنمية الذي فاز بجميع الانتخابات المتتالية منذ 2002.
وأرسل الاتحاد الأوروبي نحو 500 مراقب للمناطق، التي تشهد تنافسا قويا بين حزب العدالة والتنمية الحاكم، وحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، خصوصا في إسطنبول وديار بكر، بعد اتهامات للحكومة بالتزوير في الانتخابات الماضية.
وكانت محكمة قد أصدرت حكما قبل يومين على متهم بالسجن 4 سنوات، بدعوى قيامه بتغيير نتائج الانتخابات في إحدى الدوائر الفرعية في إسطنبول، لصالح حزب العدالة والتنمية.
وأدلى الأتراك بأصواتهم لاختيار نوابهم في انتخابات تأمل الحكومة المحافظة الحاكمة منذ 13 عاما، بتحقيق فوز ساحق فيها، مما سيعزز سلطة الرئيس رجب طيب أردوغان في وقت يواجه فيه حكمه جملة من الاحتجاجات.
ودعي حوالى 54 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع، التي فتحت في الساعة 8:00 (5:00 توقيت غرينتش) بعد حملة انتخابية سادها التوتر إثر اعتداء بقنبلة أوقعت قتيلين وحوالى 100 جريح بين أنصار الحزب الكردي الأبرز في معقله ديار بكر (جنوب شرق).
و تشير التوقعات إلى فوز جديد لحزب العدالة والتنمية الذي فاز بجميع الانتخابات المتتالية منذ 2002.وسيكون حجم فوزه حاسما لأردوغان، الذي يعتبر مصيره على المحك في هذه الانتخابات.بعد ان كان على مدى 11 عاما رئيس وزراء حكم بقبضة من حديد، انتخب رئيسا للدولة في آب الماضي فسلم مقاليد السلطة التنفيذية والحزب إلى وزير الخارجية السابق أحمد داود أوغلو.غير أنه ينشط منذ ذلك الحين من أجل تحويل نظام الحكم إلى نظام رئاسي، تصميما منه على الاحتفاظ بالسلطة.وبالرغم من الانتقادات، تولى بنفسه قيادة الحملة الانتخابية مركزا على الترويج لخطته لإصلاح الدستور ولحزبه، مخالفا بذلك روحية الدستور الذي يفرض عليه واجب الحياد التام.
ويسعى أردوغان إلى الفوز بأغلبية كبيرة لحزب العدالة والتنمية لتعزيز صلاحياته. ويقول إن رئاسة تنفيذية على غرار النظام الأمريكي ضرورية لتعزيز النفوذ الإقليمي والنجاحات الاقتصادية لتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي.وقال في مؤتمر انتخابي في إقليم أرداهان شمال شرقي تركيا يوم السبت "يقولون إذا حصل أردوغان على ما يريد يوم الأحد فإنه سيصبح شخصا لا يقف شيء في طريقه."
واهتمت وسائل الإعلام الأميركية بالانتخابات التركية التي جرت امس الاحد ووصفتها بأنها مرحلة مفصلية في تاريخ تركيا الحديث والحد الفاصل بين ترسيخ الديمقراطية أو نظام الحزب الواحد في إشارة للحزب الحاكم.وقالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إن المحللين يرون في هذه الممارسة الديمقراطية إما أنها تسهم بتقوية أساس التجربة الديمقراطية في هذا البلد ذي الثمانين مليون نسمة أو قد تذهب به في الاتجاه الآخر وترسخ سلطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يتمتع بكاريزما مميزة أكسبته شعبية واسعة.وتناولت الصحيفة التوقعات التي أشارت إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي جلس في السلطة بلا منافس منذ عام 2002 قد يحصل على 42% إلى 45% من الأصوات وإن صحت التوقعات فإنها تعتبر نكسة للحزب الذي حصل على حوالي 50% من الأصوات عام 2011.وأرجعت الصحيفة هذا الانخفاض المتوقع إلى تباطؤ الاقتصاد التركي وارتفاع نسبة البطالة التي ساهمت في تغيير قناعات بعض الناخبين. من جهة أخرى، فقد نغصت سير الحملات الانتخابية هذه المرة أعمال عنف وتوتر واستقطاب اجتاحت تركيا في الفترة الأخيرة.
وفي صحيفة وول ستريت جورنال، قال الكاتب أمري بيكر إن الرئيس أردوغان يدفع بقوة باتجاه انتصار كاسح، إلا أن حزب الشعوب الديمقراطي قد يقف حجر عثرة أمامه.وقالت الصحيفة إن تركيا ذات الاقتصاد الذي يقدر حجمه بثمانمئة مليار دولار تواجه عدة تحديات قد تتدخل في نسبة الأصوات التي ستؤيد الحزب الحاكم، ومن بينها التحديات التي تواجه الأمن القومي التركي الناتجة عن بعض التوترات داخل الأرض التركية والبعض الآخر على حدودها في سوريا والعراق.ورأت الصحيفة أنه على الرغم من أن الناخبين سيدلون بأصواتهم لانتخاب ممثليهم في البرلمان التركي، فإن الانتخابات بشكل عام تعتبر مرة أخرى استفتاء على أردوغان نفسه ورؤيته لمستقبل البلاد رغم أنه كرئيس غير مشارك بالانتخابات.