TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > ديربي الثغر الجريح!

ديربي الثغر الجريح!

نشر في: 30 ديسمبر, 2009: 04:32 م

سلام المناصيرالديربي يعني أن مواجهة رياضية وتحديدا في كرة القدم ستجمع فريقي المدينة الواحدة .. ونجد في مثل هكذا مواجهات الإثارة والمتعة وتجعلنا نعيش الحدث بسعادة رياضية بالغة ، فكلنا يواظب على مشاهدة الديربيات الأوربيبة وأبرزها أرسنال وتشيلسي ومان يوناتيد وسيتي في انكلترا وانتر ميلان وايسي ميلان في إيطاليا والريال واتلتيكو مدريد وبرشلونة وإسبانيول في إسبانيا ،
 ولكن ما حدث في ديربي مدينة البصرة الفيحاء أمر يستدعي الوقفة والإنتباه ! فرحت كثيرا باقامة بطولة ثغر العراق ومشاركة ستة فرق منها ضيفان عزيزان من الجارتين ميسان والناصرية .. لم أخطئ عندما توقعت أن الميناء العريق والشقيق الأصغر سيلتقيان في النهائي نظرا لتوفق إمكاناتهما على الفرق الأخرى .. انتظرت النهائي المنتظر رغم وديته .. توقعت اثارة قبل المواجهة وهو ما حدث .. حديث ساخن ووعيد متواصل وتهديد بلا توقف (ليس تهديدا أمنيا بل كرويّ) كيف وأنت تتحدث عن فريقين : الأول يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر في مدينة البصرة ويعد أعرق الأندية العراقية ومر على تأسيسه أكثر 78 عاما والآخر لم يمر على تأسيسه أكثر من 30 عاما .. ولكن الشقيق الأصغر موارده المادية أفضل بكثير من الأكبر كونه يتمتع بميزانية طيبة من الصادرات النفطية عكس الآخر الذي يصدر النفط واللاعبين وما زال يستجدي الميزانية ! نفط الجنوب هذا الموسم واصل ضمه نجوم الميناء حتى تجاوز عدد الملتحقين اكثر من 14 لاعبا فضلا عن ان مدرب الفريق اسعد عبد الرزاق هو اسم مينائي كلاعب وإداري ومدرب .. والغريب أن بعض جماهير الأزرق تخلت عن ولائها واتجهت لتشجيع الأصفر ( معذورة أنها تريد تأكل خبزة ) وايضا تعيش مفهوم الاحترافية !.. وفق كل هذه المعطيات تصوروا الاجواء التي ستقام فيها المباراة .. تمنيت ان أكون موجوداً وأشاهد أحداث ما يجري لأن آخر ديربي بين الفريقين كنت حاضرا فيه كان قبل خمس سنوات ولكن ظروف العمل هذه المرة لم تسمح لي بذلك .. اللقاء لم ينقل تلفزيونيا وبعد ان عرفت النتيجة بفوز الميناء بهدفين لواحد أصبحت أكثر تشويقا لمعرفة الظروف التي صاحبت المواجهة الأخوية المثيرة .. شقيقي مسلم ( اكثرعشقا مني للميناء) بعدما سرد لي رواية حسب وجهة نظره المينائية ومن ثم وضح لي زميل يميل لنفط الجنوب ما حدث حسب رأيه ..وفي كلا الرأيين توصلت إلى قناعة أن ما حصل هو جنون ومهزلة وعيب ! فهل يعقل أن يصل الأمر في مباراة تحمل طابعا وديا رغم حساسيتها إلى السب والشتم والتهجم .. فلماذا لم تختر اللجنة المنظمة طاقما تحكيمياً على مستوى عال ٍ من الجرأة والكفاءة يكون قادرا على إيصال مباراة تحمل اسم الثغر الباسم إلى بر الأمان بدلا من إفسادها كما يتفق الطرفان الفائز والخاسر على حد سواء .. ورغم ما حدث من أخطاء تحكيمية فهل يجوز للاعبين وبخاصة الذين يعدون أكثر خبرة من الآخرين التهجم على حكم المباراة وان كان دون مستوى الحدث كما نُقل لي ؟ .. وهل يجوز أن يتفرج مسؤولو الناديين على ما يجري وكأنهم يؤيدون ما يرتكبه نجومهم اللاعبون ؟ ألم يتوقع البعض من لاعبي نفط الجنوب ممن سبق لهم أن أرتدوا الفانيلة الزرقاء أنهم قد يتعرضون إلى مضايقات أكبر من جماهير سبق وان شجعتهم وأوصلتهم إلى صورة أفضل ؟ وأين الحيادية عندما يكون الشخص الذي يؤدي واجب نقل اللاعبين المصابين بالنقالة يميل لطرف واحد ويهدد لاعبي الفريق الآخر عند كل دخول له للملعب حتى انفجر في الأخير ونسي أنه في ملعب له قدسية خاصة ؟ ولماذا فقط الغيرة والحمية وليّ الأذرع فيما بينكم وتنزفون دما في الملعب وفي المباريات الأخرى تقولون : إنها كرة قدم فوز وخسارة ؟ أين دور المدرب والإداري في الحد من تصرفات اللاعبين المسيئين بدلا من إثارة الأمور وصب الزيت على النار ..وهل وصل بنا الحال إلى أن نقيم المواجهات المقبلة في أرض محايدة مع تأمين حراسات أمنية مشددة داخل الملعب وبين منازع الفريقين ؟ أقولها لجماهير الميناء بكل صراحة : لماذا تزعلون على رحيل اللاعبين وتصفونهم بالخونة وإدارة ناديكم عاجزة عن تلبية احتياجاتهم ؟ وأقول للرياضيين الكبار : لماذا تزرعون الكراهية والحقد والضغينة بدلا من إشاعة مفهوم الرياضة الداعي إلى نشر روح التسامح والمحبة والوئام ؟ ماذا نقول للاعبين الصغار الذين يقتدون بالنجوم الكبار ان كانوا نجوما بعد هذه التصرفات الصبيانية ؟ لأن النجم بأخلاقه وأدبه وسمعته الطيبة .. أليس كذلك؟! إلى لقاء جديد ونحن بانتظار ديربي البصرة المثير .. عاشوا!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram