TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الجعفري وكتاب من البرازيل

الجعفري وكتاب من البرازيل

نشر في: 7 يونيو, 2015: 09:01 م

في واحد من المواقف المؤثرة، شاهد العالمُ شباب واطفال وفتيات وعجائز البرازيل يقيمون احتفالا كرنفاليا لان رئيسهم السابق لولا دا سيلفا تجاوز محنة المرض، امرأة قالت للصحفيين انها كانت تخشى ان يغيب الرجل الذي يشكل وجوده ضمانة وامان لهذه البلاد.
دارسو الحالة البرازيلية يعتبرون ان انتخاب الرئيس "لولا دا سليفا" عام 2002 شكّل انتقالة مهمة في حياة البلاد، وخاصة عندما أطلق في مطلع عام 2003 برنامجه الشهير "الجوع صفر"، أي "القضاء على الجوع" والذي ربط فيه بين تقديم مساعدات مالية للأسر الفقيرة وبين دخول أبنائها إلى المدارس، وكان هذا البرنامج قد طال حوالي أكثر من نصف سكان البرازيل منذ بداية تطبيقه.
ظل لولا في الحكم حتى عام 2010 عندها شعر أهالي البرازيل بنوع من الخيبة لأن الدستور لا يسمح لـ"رئيسهم المحبوب" بالبقاء رئيسا للبرازيل،
من هو لولا دي سيلفا ؟ انه رجل لا يلقي الخطب ، ولا يعقد المؤتمرات الصحافية، ولا يتحدث بلغة التوازن والمصالحات " المعجونية " لكن دي سليفا في الواقع رجل يحب وطنه ، لقد حول البرازيل من دولة تعتمد على مساعدات البنك الدولي وقروضه الى امبراطورية مالية تمنح البنك الدولي قروضا مليارية ، ولم يكن دي سيلفا يحرك النزعات العنصرية والطائفية او يحاول الضحك على الامم المتحدة من خلال سرقة اموال النازحين ، لكنه اعاد بناء البرازيل من ركام الفقر والخراب . وجعل منها قوة ثامن قوة اقتصادية في العالم .
يكتب الصحفي الاميركي ريتشارد بورن مؤلف كتاب " لولا والبرازيل"، الذي قدمه الى العربية احمد الجمال ، في مقدمة هذه السيرة الممتعة : "يبدو الحديث عن "لولا" هذه الأيام أشبه بالحديث عن حلم عاشه صبي عانى من حياة قاسية وصعبة، اجتماعيا، لأنه ولد في عائلة فقيرة كانت تسكن في غرفة واحدة خلف ناد ليلي، تنبعث منه موسيقى صاخبة، وشتائم سكارى ، ويخبرنا مؤلف السيرة ان لولا بدأ دراسته في سن مبكرة، غير أنه توقف عن التحصيل الدراسي ، بسبب الفقر الذي أحاط بأسرته، الأمر الذي اضطره إلى العمل كماسح للأحذية، وبعدها صبيا بمحطة بنزين، ثم ميكانيكيا، وبائع خضار، ثم نقابيا يساريا واخيرا رئيسا للبرازيل التي تسلم السلطة فيها وكانت مديونة ثلاثين مليار دولار وخرج من السلطة واحتياطي النقد فيها تجاوز الـ 350 مليارا .
أتمنى على السيد وزير خارجيتنا وهو يتجول في شوارع البرازيل هذه الايام ان يحصل على نسخة من كتاب "لولا والبرازيل" ليعرف كيف استطاع صباغ الاحذية الصغير، ان يقاتل الفقر، ولم يجعلها معركة شخصية بل جعلها حربا من اجل فقراء البرازيل الذين زرع فيهم شرايين الحياة ، وجعل بلادهم دولة مزدهرة يحبها اهلها ويمشون في شوارعها مرفوعي
الرؤوس.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. رمزي الحيدر

    لا تحرج الرجال ،أنه ليس من هواياته مطالعة الكتب ،أنه حقاً يحب مطالعة (شغلات) أخرى.

  2. ابو اثير

    لاأعتقد أن جيوب بذلة السيد الشقنقيري ألأيطالية الصنع من ماركة أرماني المشهورة ستتسع لكتاب لولا والبرازيل ولا حقيبة السومسونايت التي يحملها في ترحاله وتجواله هنا وهناك في عواصم العالم المتمدن وذلك لأن جميع جيوب سترة بدلته ألأيطالية وحقيبة السومسونايت ممل

  3. محمد توفيق

    هذه فرصة نادرة للجعفري لأن يرى عالماً آخراً من خلال التمشي بحرية في شوارع ريدوجانيرو بدون حماية، فلا تصطاده هناك خلايا الكرادة النائمة، ويمكنه التمتع برؤية الشعب البرازيلي وثقافته القائمة على حب موسيقى السامبا، ويملِّح عينيه برؤية الصبايا البرازيليات ال

  4. ابو سجاد

    اتريد من هذا ان يتاثر بهذا الرئيس الذي جاء من اجل نصرت الفقراء اتريد من صاحب الحكومة الملائكية وصاحب قطار التضحيات ان يتشبه بهذا الرجل الانساني اتريد من هذا الحاقد على هذا الشعب الذي يصفه انه كان تحت المبرد وهو الذي يقود النظال ضد البعث من منتجعات لندن وح

  5. خليلو...

    تريد من الجعفري ان يكون مثل من يقترن اسمه باسم البرازيل انك ،ياصاحبي،لاتجنيً من الشوك العنب ، بلوى والله ابتلى بها العراقيون فهم لا يستأهلون ان يتولى امرهم هذا المتقعر في كلامه واشباهه رحم الله الطغرائي القائل :ما كنت احسبني ان يمتد بي زمني........لن اكم

  6. قيران المزوري

    أكاد اشك حتى لو حصل السيد الجعفري على نسخة من الكتاب وباللغة العربية لن يفهمها لانه كتب عن حياة انسان ،، الجعفري يقرء عن الدايناصورت وعن سور الصين العظيم وعن الفراعنة والاهرامات ،، الكبير يجب ان يقراء كبيرآ والا لن يفهم ولا يستوعب

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram