TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "فيزا" اتحاد الادباء

"فيزا" اتحاد الادباء

نشر في: 8 يونيو, 2015: 09:01 م

قبل أيام أحتج اتحاد الأدباء ببيان وقعه الناقد فاضل ثامر على رفض السلطات الأردنية منح ثلاثة من أعضائه تأشيرة لدخول الأردن، ومن ثم العبور منها صوب المغرب للمشاركة في أعمال المكتب الدائم لاتحاد الكتاب العرب. الحق مع اتحاد كتابنا في ان يتألم ويحتج ويحزن أيضا. لكن الذي استوقفني هو استغراب الاتحاد من هذا التصرف الذي لا اعتقد ان عراقيا واحدا نوى أو حاول السفر لم ينشلع قلبه بالحصول على تأشيرة سفر لأي دولة في الكون. وان حصل عليها يظل عرضة للتمحيص والتدقيق وحتى التشكيك خاصة في البلدان العربية. فما الجديد إذن؟
وجدتني محتارا أمام وصف الاتحاد لهذا التصرف بأنه "يتعارض ومبادئ حقوق الإنسان والحرية الفكرية وحق التنقل للمواطنين العرب داخل وطنهم العربي"! أأضحك أم الطم؟ أهناك وطن يتنقل به العربي بحرية ونحن لا نعرفه؟ الذي اعرفه يا اتحادنا الكريم ان ثلاثة ارباع العرب لا يمتلكون حتى حق التنقل بحرية داخل وطنهم "الصغير" وليس "الكبير". أنشيد قومي هذا أم بيان احتجاج؟
الأمر الأهم الذي يعاتب عليه الاتحاد هو الربط بين الإجراءات الأمنية والأدبية. تأشيرات الدخول يا حضرة الادباء يوقعها شرطي أحيانا او ضابط أمن او وكيل مخابرات؟ فما علاقة هؤلاء بالادب والثقافة؟ شروط منح التأشيرات لا تخضع للعمل الإبداعي في أي بلد وليس عند العرب فقط. انها تخضع لاعتبارات سياسية وامنية في مقدمتها طبيعة العلاقة بين دولة حامل الجواز والدولة التي ينوي دخولها.
وان كنتم قد نسيتم اذكركم: المواطن الذي لا تحترمه حكومته لا يتوقع احتراما من الدول الأخرى. العلة بحكوماتنا يا عزيزنا فاضل ثامر. المحاصصة الطائفية التي بنيت عليها الحكومة تجعل كل عراقي "مشبوها" في نظر الآخرين. حتى العراقي الذي يحمل جواز دولة "كبرى" يسألونه عن أصل جنسيته الأم. فان قال انه عراقي تغيرت نظرة السائل. وقد يركن جوازه على جنب لإخضاعه للتفتيش الدقيق.
اما أغرب ما في البيان فهو دعوة "الجهات الرسمية والشعبية العراقية إلى ان تتحمل مسؤوليتها". أولا جهاتنا الرسمية لا تتحرك بالدعوات ولا بالدعاء. ان الاتحاد في هذا كطابخ الفأس الذي يأمل من الحديدة مرقا. ثم لا أدري ما المقصود بالـ "الجهات الشعبية". هل جمعية الشعراء الشعبيين مثلا؟ لقد حدد الاتحاد "الجهات الرسمية" بالأسماء لكنه لم يدلنا على اسم جهة شعبية واحدة يمكنها حل معضلة "الفيزا".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. hazim

    استاذنا الفاضل كلامك يدمي القلب,ولكن هذه هي الحقيقةوالتي يجب أن تقال فنحن الأن ننتمي الى دولة لايحكمها قانون ومواطنها موضع شك مهما حمل من مستمسكات ثبوتية فجواز السفر العراقي أسوأ جواز مقبولية من دول العالم.والطائفية جعلتنا متهمين بإتهامين أحدهما أسوأ من ا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram