TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > أورسون ويلز.. الأسطورة التي قتلتها هوليوود

أورسون ويلز.. الأسطورة التي قتلتها هوليوود

نشر في: 30 ديسمبر, 2009: 04:55 م

فراس الشاروطيبدأ (بيتر كونراد) كتابه عن المخرج الأمريكي (أورسون ويلز) بقوله ((هذه ليست سيرة أخرى تضاف إلى سير أورسون ويلز الست،فما شرعت فيه ليس رواية قصة حياته بل تفحص القصص التي رواها عن تلك الحياة)) مع ذلك فالكتاب هو بشكل آخر سيرة مختلفة لشخصية فنية أثارت الكثير من الجدل والنقاش على مدى أكثر من نصف قرن ما بين مؤيد ومعارض مديح يصل حد العبادة
 ونقد يصل إلى الهاوية بالرجل وأعماله ((كان أسطورة خلقها هو ذاته ومع ذلك فهو لم يكن قادرا على الاستمتاع بامتلاك نفسه وحده،ظن نفسه ضحية موهبة لم يطلبها ولم يستطع أن يفهمها ولا أن يتحكم فيها)) كان يقول عن (غاتسبي) بطل رواية (سكوت فيتزجرالد) أنه ضحية (أتجار الغرباء بالأساطير) أنه يصف نفسه فهو يشبه (غاتسبي) صنع أسطورته بنفسه ثم حطمها أو أراد أن يثبت أنه لا يستأهلها.كانت هوليوود فرحة بما يحدث له من سقوط فهم لم يتقبلوا منذ البداية فكرة (العبقري الصغير) الذي يحصل على أعلى العقود ويخرج أروع الأفلام، فأين الحقيقة في كل ما يقال ويكتب عن هذا الأسطورة؟؟برزت موهبة ويلز منذ الصغر في الموسيقى والكتابة والتمثيل والرسم، في الخامسة من عمره كان يقدم عروضا بالسحر وألعاب الدمى،ثم تعرف على أعمال شكسبير ووجد نفسه الناطق بأعماله مضيفا على أعمال شكسبير رؤاه الخاصة منشأ سيرة أمريكا بلده التي انطوت على سيرته الذاتية،في السادسة عشرة من عمره أستطاع الحصول على البطولة في مسرح (كيث) في دبلن (هكذا لقد بدأت حياتي من القمة ومنذ ذلك الوقت وأنا أنحدر للهاوية)، حمل ويلز حقيبته بيده وعبقريته في رأسه وطاف لندن ومراكش ثم نيويورك ليعمل في أرقى مسارحها (برودواي) ممثلا وكاتبا ومخرجا.في عام 1939 يرعب مدينة نيويورك بل أمريكا كلها بتقديمه للإذاعة رواية ج.و.ويلز (حرب العوالم) فر الناس مذعورين من خيال الحكاية متصورين حقيقة أن هنالك غزوا فضائيا ((هكذا تعلمت السرد للسينما من الإذاعة)) معبرا،كان طفلا عبقريا لفت أنظار صناع الخيال والتجارة في هوليوود،سارعت شركة R.K.O  للتعاقد معه مانحة إياه كل الصلاحيات ليفعل ما يريد، لم يخيب ويلز ثقة الشركة المانحة فقدم تحفته الخالدة (المواطن كين) عام 1941 مضطلعا الى جانب الإخراج بدور البطولة وبالتأكيد عرف الجميع أن الفيلم يتحدث عن إمبراطور الصحافة (وليم راندولف هرست) المليونير الذي حاول جاهدا منع عرض الفيلم ونجح في إتلاف نسخ كثيرة منه إلا أن الفيلم عرض محققا نجاحا كبيرا مع ثناء الصحافة والنقاد عليه ماعدا صحف هرست الذي منع من كتابة أي شيء عن ويلز حتى ممات هرست سنة 1951،يبقى المواطن كين حتى يومنا هذا تحفة فنية وواحدا من أعظم (100) فيلم في تاريخ الألفية الأولى،أمام هذا الفيلم تقف عاجزا عن تذكر ما يحتويه من روائع (الإضاءة،الإخراج،التمثيل،الحوار،الموسيقى،الماكياج،التكوين الصوري،المونتاج الرائع،تعدد البناء السردي للحكاية) لقد كسر ويلز بفيلمه هذا الكثير من القواعد وأرسى قواعد سينمائية جديدة،كتب النقاد الكثير عن هذا الفيلم، الناقد سيدريك بلفران كتب: (بعد مشاهدة المواطن كين من المستحيل أن تبقى كما كنت أنه تجربة خارقة)، وكتبت سيسيليا أيجر (كأنك لم تشاهد فيلما سينمائيا قبل هذا)، هو رد على أحدهم حين سأله كيف حصل على عقد مع هذه الشركة المهمة قائلا (عندما تكون ذكيا في أمريكا فأنهم يعطونك كل شيء تريده) هكذا بدأ في أخراج فيلمه الثاني (آل أمبرسون العظماء) ولكن مدير الشركة لم يعجبه فشل المواطن كين المادي رغم نجاحه الجماهيري والفني ورغم الذكاء الذي يملكه صانع الفيلم فتدخل في عمل الفيلم ثم استولوا على الـ(النيكاتيف) وعملوا فيه ما عملوا بغرفة المونتاج وقلصوه من (131) دقيقة إلى (88) دقيقة، مع هذا بقي (آل أمبرسون) تحفة ويلزية أخرى جميلة،مقدما فيه كل التغييرات التي حدثت في بداية قرننا الماضي مدركا كما يقول أن الفيلم ((شريط أحلام)) وأن ((الأساطير أشياء متخيلة أو أشياء ملفقة،وهذا هو سبب قيمتها بالنسبة إلينا)) فهو دائما يروي قصة الفردوس الذي فقدناه أو الذي لم يوجد بالفعل،كان يحاول أن يقدم أساطيره الخاصة فهو على رأي جان كوكتو (التاريخ يبدأ بالحقيقة وينتهي بالأكاذيب في حين الأسطورة تبدأ بالأكذوبة ثم تتقدم نحو الحقيقة)، كان حزينا بسبب ما شوهته الشركة من حكاية آلـ(أمبرسون) معلقا (لقد قام بواب الشركة بعمل مونتاج الفيلم) لكن الناقد آرثر نايت كتب قائلا (آل أمبرسون العظماء أجمل بكثير من فيلم المواطن كين).أستهل أورسون ويلز عام 1943 مع شركة R.K.O  بفيلم رحلة داخل الخوف عن قصة أريك ميلر قائما بدور البطولة مع ممثله الأثير جوزيف كوتن ودولوريس دل ريو،في تلك الأثناء طرأت تغييرات أدارية في الشركة ومن حصيلتها إلغاء عقد ويلز وتحويل الفيلم إلى المخرج نورمان فوستر، ويفشل الفيلم فشلا ذريعا ماديا وفنيا... ماذا لو أكمل ويلز الفيلم هل من المحتمل أن يكون تحفة أخرى؟؟ من يدري!!عام 1944 يمثل في فيلم جين أير الجميل ولكنه ظل يردد ((هنالك ثلاثة أجناس لعينة: الرجال والنساء والممثلون)) و((هوليوود مكانا مناسبا للاعبي الغولف والمتوسطي الذكاء والعاهرات ومن يبحثن عن الشهرة)) كان يشعر بالغبن وبطاقته التي تهدر،بعد ذلك بسنتين يخرج فيلما بوليسيا متوسط الجودة (الغريب) من بطولة لوريتا ي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram