حتما نحن شعب ناكر للجميل ، بحيث بلغت بنا الوقاحة مبلغا جعلتنا ننكر على السيد نوري المالكي الانجازات العظيمة التي قدمها خلال السنوات القصيرة الماضية، صرفنا جهدنا في تقليب دفاتر "فخامته"، فيما الرجل كان يقدم في كل يوم انجازا يجعل من العراق بلدا بمصاف الدول المتقدمة.
لم يخطئ المالكي حين وصف المشككين بانجازات حكومته بأنهم ينتمون الى داعش ويعانون من انحرافات عقلية تجعلهم لايريدون ان يدركوا ان الحكومة حققت انجازات كبيرة وضربت داعش وبنت العراق.
إذن كنا مع المالكي نحن نعيش ازهى عصور الرفاهية ، فالوقائع تؤكد بالدليل القاطع ان المالكي استطاع بفضل خبراته أن ينقل العراق، الذي كان يعيش على هامش التاريخ، خلال سنوات قصيرة من الزمن ليصبح اليوم واحدا من أفضل البلدان، فقبل أن يتسلم السيد المالكي زمام الأمور كانت البلاد تعيش أسوأ عصورها، بلاد لم تكن فيها سوى الخرائب، تستجدي المعونات من دول الجوار، فاستطاع السيد المالكي بوقت قياسي ان يبني بلدا للناس، لا مكان فيه للانتهازية والطائفية والمحسوبية، والاهم انه استطاع بجهوده الخاصة أن يحول العراق من بلد فقير ومهمل إلى قوة اقتصادية وسياسية كبرى، وان يبني واحدة من معجزات هذا القرن.
كيف تسنى لنا ان "نتفرعن" على انجازات "فخامته" وننسى بلاءه الحسن وهو يشن حروبه على الفساد والمفسدين، وتوفير الخدمات وبث الأمن والأمان في النفوس؟ .
نسينا نحن المتخلفين عقليا أن الرجل تسلم تركة ثقيلة وأن الأوضاع كانت قبله غاية في السوء على نحو تدفع المواطن الى ان تسيل دموعه إشفاقا على هذا المسؤول المسكين، الذي حملوه أمانة تنوء بحملها الجبال.
ما أعلنه السيد المالكي يمكن تصديقه في أي بلد إلا العراق ، فنحن نقدم للعالم كل يوم الدليل ، على أننا نعيش زمن الفرهود العظيم ، وان مصطلحات النزاهة لا تنفع في بلد غيبت فيه إرادة الناس ، لقد ظل المواطن خلال السنوات الماضية يسمع كل اربعاء خطبة المالكي وهو يعده بالرفاهية والازدهار ويصدر له البيانات الرسمية حول ثمار التنمية القادمة ومنافع الزيادات في صادرات النفط التي ستعوضه عن بؤس وفقر العهود الماضية ، لكن الواقع اثبت عكس ذلك، فكلما زادت اموال العراق أطلقت أيدي السراق، لتكون النتيجة في النهاية زيادة في أعداد الفقراء وغيابا تاما للخدمات، وبلدا تحول يوما بعد آخر إلى دويلات تتصارع من اجل المنافع.
عندما يعتقد البعض انه يمكن ان يعود بثوب جديد، فانه حتما يعاني من قصر في النظر، عندما لايرى كيف تحولت البلاد بفضل خططه الامنية التي وضعها إلى غابة من الجثث، وبدلاً من أن يخجلوا ويتواروا عن الأنظار، نجدهم يتسابقون على الفضائيات، واحد يشتم الجميع وآخر يندد بالتحالف الدولي وثالث يقول بسخرية وهو يستعيد لحظة سقوط الموصل: "ان خروجي من السلطة كان الخطيئة الكبرى" .
المالكي في ذكرى سقوط الموصل
[post-views]
نشر في: 8 يونيو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
د عادل على
انا شخصيا لا الوم المالكى بل اعتبر القيادة الشيعيه المسئوله الأولى في كل النكبات التي حصلت في العهد المالكى -تحمل أعباء مسئوليه الدوله التي ولدت بعد عشرات السنين من حكم الجاهليه البعثيه بحروبها ومدابحها----مهمه صعبه جدا وخاصة ادا كان المرشح لرئاسة الوز
قيران المزوري
هناك نقطتان جوهريتان ،، الاول هو ان العراقين. والعالم لو تركوا المالكي للولاية الثالثة لعمل كل ما قاله عن انجازات ،، اما الثانية عندما نسمع فخامة الرئيس معصوم او النائبين علاوي والنجيفي لا نشعر بأنهم جزء من الحكومة ،،، اما عندما يتحدث دولة رئيس الوزراء ال