TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > لقاءات بين ألفريد هيتشكوك وفرانسوا تروفو

لقاءات بين ألفريد هيتشكوك وفرانسوا تروفو

نشر في: 10 يونيو, 2015: 12:01 ص

هناك في فيلم "الدوامّة"، نوع من استحضار الارواح. ففي عام 1962، كشف ألفريد هيتشكوك بعض حيله، ومغزى المعاني المثيرة للخوف، خلف افلامه، سائراً بذلك خلف المخرج الفرنسي فرانسوا تروفو، واليوم تحولت تلك الاحاديث لتكشف عن فيلم هيتشكوك/ تروفو والتفسيرات الم

هناك في فيلم "الدوامّة"، نوع من استحضار الارواح. ففي عام 1962، كشف ألفريد هيتشكوك بعض حيله، ومغزى المعاني المثيرة للخوف، خلف افلامه، سائراً بذلك خلف المخرج الفرنسي فرانسوا تروفو، واليوم تحولت تلك الاحاديث لتكشف عن فيلم هيتشكوك/ تروفو والتفسيرات المثيرة لبعض مشاهد افلامه للمخرج الفرنسي فرانسوا تروفو – وكان ذلك في عام 1962، عبر لقاءات متكررة وطويلة جرت بين المخرجين.
وفيلم الدوامّة كان من بطولة كيم نوفاك، التي مثلت دور المراة المثيرة – ذات الشعر الاصفر واسمها جودي، ويظهر (سكوتي) الشرطي المتقاعد جيمس ستيوارت، الذي يظهر في الفيلم بعد "كيم نوفاك" ويعيش في فندق بسيط. وكانت هي ترتدي ملابس اشبه بما كانت ترتديه المرأة المتوفيّة، والتي كانت تثير هواجسه.

 

وقال هيتشكوك لفرانسو تروفو، في لقاءات عدة طويلة جرت في اسبوع، اجريت في هوليوود عام 1962. 

وألحّ سكوتي على صبغ جودي شعرها باللون الاشقر وترتدي الملابس التي جلبها لها، في خلال لقاءاتهما الحميمة.
ولكن مشكلة برزت، لأن "سكوتي" لا يقدر على الاجتماع بجودي، لأنها كانت تسدل شعرها على كتفيها، في حين أن المرأة المتوفاة – مادلين – كانت ترفعه الى أعلى. 
وفي خلال تلك اللقاءات بين المخرجين، اغرى تروفو هيتشكوك بتسجيل مقابلة بينهما طولها (30 ساعة) وتتضمن آراء عن كيم نوفاك وفيلمهما "الدوامة" عام 1958. 
وكينت جونز الذي كان مشغولاً بالفيلم الوثائقي هيتشكوك تروفو. وكان تروفو (30 سنة) يسأل بطله ان يشرح طريقة عمل افلامه، وكان هيتشكوك (63 سنة) يستطرد في ذكر التفاصيل المتعلقة بافلامه، ومنها "سايكو" و"الطيور" و"المارينز" وهذه اللقاءات تحولت الى ما هو قريب من كتاب اشرف عليها كينت جونز مجاناً، واضاف اليها مشاهد من افلام هيتشكوك التي دارت الاحاديث حولها.
وكان تروفو قد اغرى هيتشكوك على تسجيل 30 ساعة، وكتب له رسالة، جاء فيها، "منذ ان اصبحت مخرجا، بقي اعجابي بك كمخرج، بل انه ازداد مع الايام، وهناك العديد من المخرجين يحبّون السينما، ولكن ما تمتلكه من حب لشريط السيللويد، ورد هيتشكوك عليه، "عزيزي السيد تروفو، رسالتك اجرت الدموع من عيني، وانا ممتن جداً لاستلام مثل هذا التقدير منك".
وكان تروفو آنذاك، قدم ثلاثة افلام، منها فيلم 400 ضربة"، اما هيتشكوك فكان مشغولاً آنذاك بفيلم "مارين" بطولة تيبي هيدرين وشون كونيري وكانت خطوة تروفو في تسجيل لقاءات مع هيتشكوك كبيرة، لأن المخرجين من جيله لا يوافقون غالباً على ذلك. 
كما صرح مدير مهرجان نيويورك للافلام، والذي اشترك مع مارتن – سكورسيكي، في تسجيل فيلم عن السينما الايطالية. علماً ان مخرجين كبارا مثل جون فورد وهوارد هوكس، لا يجيدان الحديث عن افلامهما. 
وكان كل من هيشتكوك وتروفو من نوع آخر من الثقافة السينمائية، وكانا قدما فيلمهما الاول إبان السينما الصامتة. وشكراً لكل من النقاد الذين قدموا خدمة للسينما ومنهم شابرول ، روهمر، ريفيت، غودار وبالتاكيد تروفو، وسيكونون الاسماء البارزة للسينما الجديدة. وكانت مقابلات هيتشكوك وتروفو جزءاً من تلك الثورة. 
وقد بدأ الاثنان في تسجيل المقابلات في 13 آب، وكان ذلك تاريخ ولادة هيتشكوك (63 سنة) وبعد أربعة اعوام من طبع تلك المقابلات التي سجلت على اشرطة سينمائية. ويقول جونز، "جرى تحويلها الى كتاب، حقق نجاحاً كبيراً وكان اثره جيداً على مخرجين مثل كوبولا، دي بالما، لوكاس، سبيلبيرغ، سكور سيزي وفريدكين وشريدر، اما الجيل الجديد من المخرجين، فكان إقبالهم عليه كبيرا وقال احدهم، "قرأته 200 مرة تقريباً.
ومن الأمور المثيرة المتعلقة بهتشكوك هي مخاوفه ومقدرته ايضاً في حماية نفسه من المخاوف واحلامه النهارية عن الجنس. ويقول احد صناع الافلام: "إن هيتشكوك يفعل ما يشاء، وفي الحقيقة، إن نظرنا الى صناع تلك الافلام، الذين يحاولون تقليد الآخرين، او بما يفكر فيه المشاهد، او ما يعتقدون ان المشاهدين يطلبونه". 
ويناقش تروفو بهدوء ثانية، ما يحيط بهيتشكوك من مظاهر، يمكن اعتبارها علامات تجارية معروفة ومنها (المشهد المخيف للمدينة التي تشب فيها النار في فيلم – الطيور)، وآلة التصوير تهبط من ارتفاع أولمبي، لتعثر على المفتاح، في يد انغريد برغمان. 
وعند هذه الجملة، يطلب هيتشكوك من تروفو ايقاف الشريط، ليتحدث بعيداً عن الشاشة ويقول: ومرة اخرى، لا نعرف ما يقول، ولكنه لا يريد التعبير عن دوافعه". 
وتلك اللقطة، أي هبوط الكاميرا من الاعلى، تعني، ان السماء قد ارسلتها (حسب التفكير الكاثوليكي، وهيتشكوك الكاثوليكي يفضل مثل هذه اللقطات، وكذلك سكورسيزي.
وهيتشكوك، كما معروف عنه، ميال للخصام ويقول لتروفو: "الممثلون كالقطيع"، متجاهلاً سمعته لعدم منحهم مجالاً للعمل، بل يعمل من أجل تحقيق رؤيته الفنية.
وهناك من يقول: "إنه لا يعني ذلك اجل انه بدأ العمل في السينما في خلال الافلام الصامتة، اي قبل الحرب العالمية – وكما يقول سكورسيزي، "ان القوة انتقلت الى الممثلين ولكنه لم يكن مزدرياً للاخرين – وكانت له علاقات مزدهرة مع الممثلين". 
أجل كانت علاقاته طيبة مع الجميع، ولكنه كان على الدوام "الرئيس"، وعودة الى فيلم :"اني اعترف" بطولة مونتغمري كليف، وكان على كليف ان يتطلع الى أعلى بناية ما وهو يعبر الشارع، وكان كليف قد تدرب مع لي ستراسبيرغ.. وقال انه في حاجة للتأمل فيما إن كان رجل الدين كاثوليكياً ولم يهتم هيتشكوك بما قاله كليف، وقد اراد منه ان ينظر الى الاعلى في لحظة معينة، وان اي شيء آخر لا يتعلق بتلك النظرة، امر غير مهم.
وعندما يشرح هيتشكوك لتروفو ذلك، نجد ان الاخير يبدو مقتنعا، ويمضي هيتشكوك في حديثه قائلا لو ان كليف رفض ذلك فانه كان سيدمر ذلك المشهد والقصة باكملها، وهكذا ادى كليف المشهد المطلوب، حسب تعليمات المخرج.
ويقول جونز، (الذي نقل الحوار الى كتاب) ان هيتشكوك ظهر عليه القلق: اتراه كان قاسياً مع الممثلين بتعليماته، وكان عليه ان يمنح ممثليه حرية اوسع؟ 
ويقول هيتكشوك، "كم يكون صعباً على موندين ان يرسم مثل سيزان، وكان يعني بذلك، "ان من الصعب ان ينتهج هيتشكوك طريقة تروفو في العمل، او طريقة المخرجين الامريكيين الكبار في السبعينيات من القرن الماضي، الذين يمنحون الممثلين الكبار حرية في التعبير". 
ويتساءل بعض السينمائيين بدهشة، كيف تعامل مع ممثلين بحجم دي نيرو، باشينو وهوفمان ولكنه فعلا، دخل في مشاكل مع ممثلين آخرين، كانوا اقل رغبة لاحترام سلطته، ليس مع كليف في فيلم "اني اعترف" وبول نيومان في "الستارة الممزقة". 
وبعد عقدين من الزمن على تسجيل هيتشكوك وتروفو "أحاديثهما" كان تروفو يتحدث عن هيتشكوك معبراً عن مواهبه في معهد السينما في عام 1979. 
ويقول: "ان هيتشكوك الذي نحترمه لأنه يصور مشاهد الحب وكانه يصور مشاهد الجريمة، ونحترمه ايضا لانه يصور مشاهد الجريمة مثل مشاهد الحب". 
وبعد تسجيل تلك الاحاديث بين المخرجين مات هيتشكوك، وتبعه بعد ذلك تروفو في عام 1989 – وهو في سن الـ 52، وفي قمة عمله.
عن الغارديان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram