قدم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو استقالة حكومته إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان امس الثلاثاء ، بعد ظهور النتائج شبه الرسمية للانتخابات البرلمانية، في حين رفض حزب الشعوب الديمقراطي التركي الموالي للأكراد الدخول في أي ائتلاف مع حزب العدالة وال
قدم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو استقالة حكومته إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان امس الثلاثاء ، بعد ظهور النتائج شبه الرسمية للانتخابات البرلمانية، في حين رفض حزب الشعوب الديمقراطي التركي الموالي للأكراد الدخول في أي ائتلاف مع حزب العدالة والتنمية.
وكانت نتائج الانتخابات قد أظهرت حصول حزب العدالة والتنمية - الذي يقوده أوغلو - على 40 في المئة من مقاعد البرلمان، وفشله في الحصول على أغلبية تمكنه من تشكيل حكومة بمفرده.
ورفض حزب الشعوب الديمقراطي التركي الموالي للأكراد يوم امس الثلاثاء الدخول في أي ائتلاف مع حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي خسر اغلبيته في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم الأحد.وقال صلاح الدين دمرداش زعيم الحزب للصحفيين في أنقرة "قلنا من قبل إننا لن نشارك في أي ائتلاف يضم حزب العدالة والتنمية ولا زلنا عند موقفنا.، كما وجه كلمة إلى كل من الرئيس، رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء، أحمد داود أوغلو، على هامش احتفال حزبه باجتياز العتبة الانتخابية 10% لدخول البرلمان، وقال "نتعهد لكما بأنكما ستحاكمان محاكمة عادلة مهما كانت جرائمكما وأيا كانت ذنوبكما". وأكد أن قادة حزب «العدالة والتنمية» الآن في حالة من الذعر، متسائلا :«ما الداعي للذعر؟ إن لم تكن لديكم جرائم وذنوب، ولا تخافون ولم تسرقوا، ولم تقتلوا الناس في روبوسكي (الأكراد ضحايا القصف الذي استهدف 34 شخصا في عام 2011) وفي حديقة جيزي بارك في ميدان تقسيم بإسطنبول، ولم ترسلوا أسلحة إلى داعش في سوريا، فلماذا إذن كل هذا الخوف؟».
وكانت الأحزاب التركية التي نجحت في الوصول إلى البرلمان بدأت في عقد اجتماعات على مستوى قياداتها ، لبحث نتائج الانتخابات وخيارات الأحزاب في المشاركة في حكومة ائتلافية مع حزب العدالة والتنمية.وذكرت تقارير تركية يوم امس الثلاثاء أن حزب الحركة القومية المعارض ، الذى يراه كثيرون الحزب المرجح أن يكون شريك حزب العدالة والتنمية الحاكم إذا ما حاول تشكيل حكومة ائتلافية ، حدد شروطه بالنسبة لأى ائتلاف محتمل ، دون أن يغلق الباب أمام المشاركة في الحكومة. وذكرت صحيفة "حريت" أنه تردد أن زعيم الحزب دولت بهتشيلي سيرد بالإيجاب إذا طلب منه رئيس الوزراء أحمد داود أغلو موعدا بعد تكليفه من الرئيس رجب طيب أردوغان بتشكيل حكومة. وأضافت أن بهتشيلي سيقوم خلال اللقاء بتوضيح تحفظات حزبه توضيحا تاما. وتردد أن الحركة القومية سيطالب العدالة والتنمية بالتخلي عن طموحاته في نظام رئاسي ، وبعدم التقدم لتعديل الهوية والهيكل المركزي التركي إذا ما استمرت الجهود من أجل دستور جديد وكذلك استبعاد الشخصيات المتورطة في فساد من أي تشكيلات سياسية جديدة من أجل بناء نظام حكم شفاف ونزيه. كما تردد أن الحركة القومية ستبلغ العدالة والتنمية بضرورة التخلي للأبد عن مبادرة السلام الكردية التي ترى أنها سوف توسع نطاق الامتدادات السياسية للإرهاب . ورغم الشروط الصارمة، فإن مسؤولي الحركة القومية أكدوا أنهم سيستأنفون الحوار مع العدالة والتنمية لتجنب حدوث فوضى سياسية وأزمة اقتصادية.
الى ذلك ، هنأت وزارة الخارجية الأمريكية الشعب التركي على إجراء الانتخابات البرلمانية، ورفضت التعليق على تأثير نتائجها على حكم الرئيس رجب طيب أردوغان. في ظل توقعات بتخلي أردوغان عن خططه بشأن تشكيل دستور تركي جديد ورئاسة أقوى.واوضح المتحدث باسم الوزارة جيف راثكي إن المؤشرات الأولية قبل إعلان النتائج الرسمية الأيام المقبلة تعكس إرادة ملايين الأتراك في بلد ديمقراطي، ورفض راثكي التعليق على فشل أردوغان في الاحتفاظ بالغالبية المطلقة التي تمتع بها الحزب الحاكم لمدة 13 عاما، قائلا إن تركيا "بلد صديق وحليف" وإن واشنطن تتطلع إلى "متابعة التعاون الجيد مع البرلمان والحكومة".