تقوم النساء الغربيات بدور حاسم في نشر الدعاية بينما تتقاطرن على الإقليم ليس فقط لتصبحن "عرائس جهاديات"، وفقاً لتقرير بريطاني عن الموضوع، كما تقول كارلا آدم في مقالها هذا.
فالرأي القائل بأن النساء تذهبن إلى "الدولة الإسلامية" (داعش) لتتزوجن مقاتلين أ

تقوم النساء الغربيات بدور حاسم في نشر الدعاية بينما تتقاطرن على الإقليم ليس فقط لتصبحن "عرائس جهاديات"، وفقاً لتقرير بريطاني عن الموضوع، كما تقول كارلا آدم في مقالها هذا.

فالرأي القائل بأن النساء تذهبن إلى "الدولة الإسلامية" (داعش) لتتزوجن مقاتلين أجانب في المقام الأول هو رأي "ذو بعد واحد"، حسبما يذكر التقرير الذي نشره معهد الحوار الستراتيجي والمركز الدولي لدراسة التطرف في كلية كنغ بلندن. فالنساء يتم اجتذابهن إلى "داعش" بفعل عدد من العوامل، بما في ذلك الإحساس بالعزلة، و الشعور بأن الوسط المسلم العالمي تحت التهديد، و ما تَعدُ به الأخوة النسوية، و هو يشكل مسألة مهمة على نحوٍ خاص بالنسبة للفتيات المراهقات، كما جاء في التقرير.
"و لقد جرى تكوين الكثير من المفاهيم الرومانسية في عملية حث الناس للذهاب، لكننا نعرف أن الواقع مختلف جداً"، كما قالت ميلاني سمث، إحدى مؤلفات التقرير في مؤتمر إخباري بلندن.
و قال الباحثون إن هناك حوالي 550 امرأة غربية تعيش في الإقليم الذي تسيطر عليه "داعش"، حيث تتمثل مسؤوليتهن الرئيسة في أن تكنَّ زوجات و أمهات. و قد أعربت بعض النسوة عن رغبتهن في القتال على خطوط الجبهة، لكن ذلك غير مسموح به وفقاً لتفسير الشريعة الذي تروّج له "داعش". و مع هذا تقوم النساء الغربيات بدور مهم في الدعاية و تجنيد نساء أخريات. "و قد أخذت داعش بنظر الاعتبار، بل و اعتمدت على، شبكة نقل من الرسل لنقل دعايتها و الترويج لها و نشر رؤيتها العالمية"، كما يقول التقرير.
و تسلط الوثيقة الضوء على الحالة المتعلقة بسلمى و زهراء حلاني Halane ــ "توأم الإرهاب" المراهقتين من بريطانيا ــ اللتين تشجعان النساء على الهجرة إلى الإقليم و تجنب الرقابة عن طريق تغيير أسماء مستخدمي الأنترنت و استعمال "تاكتيات المناداة" لاستعادة متابعيهم بعد تغيير اللمسات الاستخدامية. كما أنهما تجيبان على أسئلة الراغبات في الهجرة. و قد أشارت سلمى، مثلاً، على امرأة من هؤلاء بالزواج بأسرع ما يمكن بعد وصولها إلى الإقليم.
و قالت الباحث سمث إن أطول فترة بقيت فيها امرأة من دون زواج في الإقليم شهران. و تعلم النساء هناك أيضاً أن زيجاتهن يمكن ألاّ تستمر طويلاً، كما يقول التقرير، ملقياً الضوء على حالة "شمس"، و هي طبيبة ماليزية كثيرة الحضور في وسائل التواصل الاجتماعي و التي طلب منها زوجها الاقتران بها يوم التقائهما. و قد أرسلت صورة لعرسها، حيث بدت مرتديةً نقاباً أبيض و كتبت على الصورة "زواج في أرض الجهاد".
إن الباحثين، باستخدامهم برامج التواصل الاجتماعي مثل تويتر، و فيسبوك، و تمبلر و غيرها، يراقبون حوالي 100 امرأة من 15 بلداً يعتقدون بأنهن في الإقليم الذي تسيطر عليه داعش. و معظمهن في أواخر مراهقتهن أو في أوائل العشرين، و أصغرهن في الـ 13 من عمرها.
و مع أن الباحثين قالوا إن الزواج لم يكن السبب الوحيد لالتحاق النساء بداعش، فإنه ما يزال عاملاً يعترفون به. "و هناك على الأنترنت صور لأسد و لبوة تتكرر لترمز إلى هذا الاتحاد. و هذا رمز للعثور على زوج قوي و شجاع، لكنه يروّج أيضاً إلى أن المفهوم الذي يدعم الزوج الجهادي و يتبنى إيديولوجيا داعش هو دور يعطي الأناث قوةً أو سلطةً"، وفقاً للتقرير.
كما يلقي التقرير الضوء على التناقضات بين المجتمع "الفاضل" الذي تقدمه دعاية داعش و الواقع. فالنساء تبدين مخاوفهن، و إن بشكل غير مباشر، من قضايا منها الرعاية الصحية غير المناسبة، و النواقص في الكهرباء و الماء النظيف. و بعضهن "يفكر بتسلق أشجار الصنوبر للحصول على استقبال الأنترنت". و قد أبلغت إحداهن عن حصول إجهاض لها في مستشفى بعد أن عجزت عن التفاهم باللغة الشائعة مع الطبيب.
لكن مثل هذه الشكاوى هي الاستثناء. و يقول التقرير إن الهاشتاغ القائل بأن "لا أحد يهتم للأرملة" تغرقه بيانات داعش و الدعاية الناتجة عنها. كما يقترح الباحثون و الباحثات طرقاً لمواجهة تجنيد داعش للنساء، قائلين إن تسليط الضوء على واقع الحياة تحت هيمنة داعش سوف يساعد على ردع الفتيات الصغيرات عن الذهاب للالتحاق بهذه الميليشيات. و يوصون أيضاً برفع عدد المستشارات الناضجات و العاملات و العاملين في التحري الاجتماعي الذين يساعدون الفتيات السريعات التأثر، ملاحظين أن هناك نقصاً في الأصوات الأنثوية التي تصل إلى هؤلاء الفتيات.
عن / Washington post