اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الموصل .. الفاعل مجهول .. الى الأبد!

الموصل .. الفاعل مجهول .. الى الأبد!

نشر في: 9 يونيو, 2015: 09:01 م

نعم، بعد سنة كاملة لم تزل القضية مسجّلة ضد مجهول، ولم يزل الفاعل مجهولاً.. وبعد سنة من الآن سنجد ان ملف هذه القضية لم يزل مفتوحاً مرة ومغلقاً مرات، والفاعل ما فتئ مجهولاً، وكذا الحال بعد سنتين وثلاثاً وعشراً.
لا يُراد للفاعل أن يكون معلوماً في جريمة سقوط الموصل التي مهّدت لعدد لا يحصى من الجرائم الكبرى ( إحتلال ثلث مساحة البلاد ومقتل الآلاف ونزوح مئات الآلاف وسبي وإغتصاب الآلاف.. وسوى ذلك).
ولا عجب فكل جرائم القتل بالمفخخات والهاونات والبنادق والمسدسات الكاتمة والمجلجلة التي شهدناها منذ العام 2003 بقيت مجهولة الفاعلين .. سياسيون بارزون بالعشرات وأكاديميون مرموقون بالعشرات ومهنيون محترفون بالعشرات وإعلاميون معروفون بالعشرات وأناس عاديون بالآلاف قُتلوا غيلةً عن عمد وسابق إصرار، وفي غضون ذلك أحترقت أسواق وتهدمت مدارس ومستشفيات وبيوت ومساجد وكنائس، ولم تهتد مؤسسات دولتنا إلى الفاعلين في هذه القضايا، وقد ملّ أهالي الضحايا من المراجعات وتكاليفها المادية والنفسية، فاستسلموا للأمر الواقع، والأمر الواقع هو ان أحداً لا يريد أن يكون الفاعل معلوماً، ذلك ان رفع غطاء المجهولية سيعني ان الأرض ستزلزل زلزالها وانها ستُخرج أثقالها وينقلب عاليها سافلها، ويومها لن ينفع مال حرام أو حلال ولا بنون، والكل حريص على ماله الحرام والحلال وعلى البنين.
لا عجب فكل قضايا التزوير في الانتخابات العامة والمحلية سُجّلت ضد مجهولين، ومثلها قضايا تزوير الشهادات الدراسية والوثائق الرسمية التي مكّنت الآلاف من الفاشلين دراسياً من تبوء مناصب ومراكز قيادية في الدولة بعلم كامل وحماية تامة وصيانة مكينة من أحزاب مؤمنة وأخرى غير مؤمنة وثالثة بين بين اندس في صفوفها قتلة سابقون وصداميون سابقون!
لا عجب، فقد بقيت كل قضايا الفساد المالي والإداري الكبرى التي أبطالها وزراء ونواب ووكلاء وزارات ورؤساء مؤسسات ومدراء عامون ومصرفيون وتجار ومقاولون وقادة في الجيش والشرطة والأمن .. بقيت ملفاتها مغلقة فيما الملفات المفتوحة اقتصرت على صغار الحرامية وعلى مجهولي مكان السكن، وهذه كناية عن الفرار الى خارج البلاد بمساعدة وتسهيلات من الشركاء في جهاز الدولة.
لا عجب أن تبقى قضية سقوط الموصل وتكريت والرمادي مجهولة الفاعلين سنة كاملة .. ولن يكون عجباً ان تبقى كذلك سنتين وثلاثا وعشراً أيضاً.. وعلى الأرجح الى أبد الآبدين، فنحن في بلاد العجب ودولة العجب وبرلمان العجب وحكومة العجب وقضاء العجب!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram