عجيبة وغريبة أحوال بلاد ما بين النهرين، تَصدر فيديو العبادي وهو يجلس بجانب اوباما الذي بدا منشغلا، معظم صفحات الفيسبوك ، حيث وجد فيه البعض سببا وجيها لكي يشتم الامبريالية العالمية، فيما اخرون وعلى عادتهم سخروا من العبادي، واسترجعوا حكايات السترة المفتوحة وعثرة المنصة، فيما فريق ثالث اعاد الينا نغمة الزعيم الذي لايقهر، فوجدنا من بذل مجهودا "عظيما" لكي يضع صورة لاوباما وهو يسير "ذليلا " خلف المالكي، مع عنوان من الوزن الثقيل "هكذا تكون الزعامة".
وماذا عن لقاءات رئيس الوزراء مع قادة العالم يا سادة؟.. لا أنباء، فنحن الشعب الوحيد الذي يراد له ان لا يعرف الاهتمام بالصغائر والضغائن، لم نعد اكثر من اخبار طريفة في سجلات وسائل الاعلام العربي التي طالما بشرتنا بان داعش على ابواب بغداد، وأن عدد قتلى الشهر الحالي أكثر من الشهر الماضي، فالامر مجرد ارقام يومية في ارتفاع واخرى تنخفض قليلا، وهناك ايام نحصل فيها على الارقام القياسية.. لا تقلقوا!
لا تحتاج الحوادث الكارثية التي حصلت خلال السنوات الماضية، الى ذكاء لكي نكتشف ان العراقيين دفعوا ثمن غياب المسؤولية الوطنية، واعلاء شأن الطائفية والحزبية، وقد بدا ذلك واضحا في الطريقة التي تعامل بها البعض من مسؤولينا مع احداث الموصل ومن بعدها الانبار.
هكذا نستهلك طاقتنا وجهدنا في اخبار وعناوين ثابتة لا يريد لها البعض ان تتغير، يشتبك حولها الفيسبوكيون ومعهم السياسيون، فمرة يشتعل وطيس الاشتباك حول اموال النازحين التي لايعرف مصيرها، ثم فجأة يوضع الملف في أدراج الفيسبوك، ليبدأ استعمال ملف آخر، مثل اقالة وزير الدفاع لانه اغاض النائبة عالية نصيف حتى يخيل الى المواطن المسكين أن اقالته هو قضية العراق المصيرية، ثم تخفت الأصوات شيئا فشيئا حتى تتلاشى ويخرج ملف آخر وليكن هذه المرة تظاهرات
السيد "ابو رحاب"، تتذكرونه طبعا، فقد عمل سكرتيراً شخصياً لرئيس مجلس الوزراء السابق وهو صاحب اللافتات التي انتشرت في ساحات وشوارع كربلاء، والتي خطت فيها وبحروف كبيرة العبارة التالية: "بشرى سارة بجهود ومتابعة من قبل الحاج حسين احمد هادي المالكي" ستصبح كربلاء المدينة الاولى اقتصاديا وخدميا ، السيد ابو رحاب ترك مشروعه لتطوير كربلاء وخرج علينا منذرا محذرا من ان اوباما بحركته "الرعناء" كشف عن مخطط امريكي صهيوني لتقسيم العراق، ويخبرنا الحاج ابو رحاب ان الخروج من النفق يكمن في حل البرلمان واعلان حكومة طوارئ وطنية " .
مع حديث ابو رحاب الثوري تأكد لنا جميعا اننا نعيش ، حالة من اختلاق الكوميديا لكى تستمر هذه الحرب المجنونة لأقصى مدى، فيتم النفخ فى القضايا الصغيرة ، بينما يتم التعتيم على ما يستحق الاهتمام .. لتعيش البلاد داخل سيرك تقوم عليه مجموعة من الحواة والمهرجين، يعتمد على مهارات الإبهار والإيهام .
فيديو العبادي وتظاهرات "أبو رحاب"
[post-views]
نشر في: 9 يونيو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
منقذ بشير
هههههههه اشفيتم غليلي بكلامك الرائع تحية كبيرة لكم لانكم تنتبهون مدى ضعف وتشتت العقل العراقي في هكذا مواضيع وفي كل شيء..حقيقة اني املك قولا خاصا بي قلته قبل سنتين هو فساد المسؤولين هو امتداد لفساد الشعب لكن ربما شخص يقول لي ليس الكل همج او متخلفين او فاسد