TOP

جريدة المدى > سينما > المخرج السويدي روي أندرسون: اختمر أسلوبي بفضل ما صنعته من أفلام الإعلانات التجارية

المخرج السويدي روي أندرسون: اختمر أسلوبي بفضل ما صنعته من أفلام الإعلانات التجارية

نشر في: 11 يونيو, 2015: 12:01 ص

 ختم فيلم "حمامة جلست على غصن تتأمل الوجود" لروي أندرسون، الفائز بالأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي الخريف الماضي، "ثلاثية العيش" للمخرج السويدي، الذي كانت جميع أفلامه مرحة بقدر ما هي سوداوية. إن بورتريهات 
أندرسون الشبيهة بالكولاج

 ختم فيلم "حمامة جلست على غصن تتأمل الوجود" لروي أندرسون، الفائز بالأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي الخريف الماضي، "ثلاثية العيش" للمخرج السويدي، الذي كانت جميع أفلامه مرحة بقدر ما هي سوداوية. إن بورتريهات 

أندرسون الشبيهة بالكولاج التي يرسمها للشخصيات السريالية والسيناريوهات الغريبة، التي تبدأ بفيلم "أغان من الطابق الثاني" وتستمر في "أنت، العيش"، تشير إلى قصص العودة المطولة في السينما الحالية.

بعد فيلمه الأول المتحرر من القيود "قصة حب سويدية". في عام 1970 فشل فيلمه الثاني "غليباب" مالياً ونقدياً فقرر عدم صناعة الأفلام الطويلة لمدة 25 سنة وانهمك بأفلام الإعلانات التجارية.
الآن يبلغ أندرسون السبعين، وجاء حالياً إلى الولايات المتحدة لافتتاح فيلمه الجديد فكان هذا اللقاء مع "آندي وير" للحديث عن مساره السينمائي والظل الذي ألقاه عليه راعيه أنغمار برغمان وهموم السينما السويدية.
بينما العديد من المشاهد في فيلم "حمامة جلست على غصن تتأمل الوجود" تضم الكوميديا إلا ان الفيلم نفسه يضم العديد من المزاجات. كيف توضح لمسته المميزة؟
- إن فيلمي يدور حول الإذلال الذي أكره أن أراه وبالأخص حين تفهم بأنه أيضاً عرضة للانتقاد. يدور الفيلم أيضاَ عن المصالحة. مثلاً، كانت لديّ هذه الثيمة في أفلامي اذ يمارس الناس القسوة فيما بينهم. في الحرب العالمية الثانية وأثناء فترة النازية كانت أفعالهم شيئا لا يصدق. كيف يمكن للبشر أن يتصرفوا مثل هذا؟ (يتحسر) يا إلهي. هناك فيلسوف كان محترماً جداً هو "مارتن بوبر"، وهو فيلسوف أخلاقي ألماني، قال "إذا ما ارتكبتَ الجرائم مثل النازية ،وحتى لو على نطاق فردي، إذا ما ارتكبتَ جريمة ضد الوجود فسوف تكون مذنباً وستشعر بنفسك مذنباً حتى لو حاولت أن تخفيها أو تكبتها."
كنتُ منشغلاً جداً بهذه القضية، لأني نشأت في أثناء الحرب العالمية الثانية، ورأيت مثل هذه الفظائع ، وشعرت حقاً بأني لم أكن هناك ولم أكن متورطاً بما حدث- لكني شعرت بالذنب لما حدث، كوني محسوبا على العرق الإنساني. ومن التفاؤل أن نقرأ هذا الفيلسوف مارتن بوبر حين قال:" نعم، تستطيع أن تتحرر من ذلك الشعور بالذنب. تستطيع أن تصلح الأمر. لا بالضرورة في ذلك الوقت حين ارتكبت فيه الجريمة- تستطيع أن تفعل الأمر في وقت آخر وفي مكان آخر بأن تمارس الخير". كانت نصيحته من أجلنا: ما حصل مضى، فلا تستطيع أن تصلح الجريمة التي ارتكبت لكنك تستطيع أن تفعل الأمر حتى تستطيع أن تصلحه في زمان ومكان آخرين.
كيف توجه تلك الفلسفة هذا الفيلم؟
- لديك المشهد في النهاية إذ المستعمرون الإنكليز يعذبون ويقتلون الناس السود في هذه الغرفة المعدنية. حدث هذا فعلياً في صقلية في 500 ق. م، إذ كان فيها ملك مستبد. صنع ثوراً من معدن القصدير، وكانت هناك فتحة لكي يستطيع أن يضع الناس فيها ويضع النار تحتها كي تتحول صرخاتهم إلى أصوات جميلة. يا لها من فكرة يا لها من فكرة! إنه يدور حول الاستعمار، ذلك المشهد مع أناس انكليز هناك، وحتى المشهد قبله حين كانوا وحشيين جداً بالنسبة للحيوانات ويمارسون التجارب على القرود دون أي اعتبار ولا شفقة نحوها.
لا يوجد مغزى للتسوية لهذه المشاهد. ومن التناقض أنك قضيت سنوات عديدة في أفلام الإعلانات التجارية.
- نعم لكني صنعت الأفلام التجارية بنفس الطموح والجدية التي صنعت بهما تلك الأفلام الطويلة. صنعت أفلاماً إعلانية تجارية مميزة جداً. لذا اختمر أسلوبي بمساعدة تلك الأفلام. صنعتها لأني لفترة معينة لم يجر قبولي في ذلك الحقل من قبل المنتجين في السويد. لذا كان عليّ البقاء، وقبلت بأن أصنع بعضاً منها. حازت على نجاح ساحق وكان لها زبائن كثيرون.
ما السبب في عدم قبولك؟
- لأنّ فيلمي الثاني "غلياب- 1975" فشل فشلاً ذريعاً- لم تكن غلطتي لكني كنت كبش فداء بسببها. وحتى تلك المراجعات النقدية كانت مريعة. ربما من أردأ المراجعات حتى الآن في السويد. لكن الآن وبعد سنوات غيروا رأيهم.
إذن أفاق السويديون وانتبهوا للمسألة؟
- نعم الآن يقولون:" إوه، روعة!" .حدث ذلك كثيراً. في بعض اللحظات تستطيع أن تقابل ردود فعل سيئة تتغير فيما بعد، وحدث ذلك لي بعد الفيلم الثاني ربما بسبب أنه يحمل يأساً مكتوماً. اعتقد أنه كان قوياً جداً أو مخيفاً لكنه كان أيضاَ طريفاً. مع ذلك،الآن بدأت أخطط لفيلم جديد وهو إعداد من "ألف ليلة وليلة".
الذي هو عكس أفلامك. من هم المخرجون الذين أثروا فيك كثيراً؟
- حين بدأت صنعتي، أثر فيَّ مخرجو الواقعية الجديدة وبالأخص فيتوريو دي سيكا إذ أنّ فيلمه "سارقو الدراجة" مثلاً، تحفة. فيما بعد أثر فيّ لويس بونويل وفدريكو فلليني وجاك تاتي وبالأخص فيلمه " وقت اللعب".
ما هي التحديات التي واجهتها حين كنت تجمع مصادر لصنع تلك الأفلام؟
- اعتقد أن الأفلام الإعلانية التجارية ساعدتني أيضاً مع هذا، لأنّها حين يراها الناس وحين تجمعها تستطيع أن ترى بأنها مادة غنية. في السويد لدينا إعانات مالية من الدولة عن طريق قنصلية. اختير شخصان ليكونا قنصلين ويستطيعان أن يحصلا على الإعانات المالية وأحياناً تكون سيئ الحظ لأن هناك يمكن أن تكون قنصليات لا ترغب بك- إنها عدوة لك. لكن حين بدأت بفيلم "أغنيات من الطابق الثاني" كان لديّ صديق في القنصلية. الأكثر أهمية، أني صنعت ثلاثة أفلام إعلان تجاري لفرنسا بضمنها إعلانات للخطوط الفرنسية وبعض أدوات المطبخ. لأول مرة في حياتي كنتُ مربحاً. حصلتُ على مالٍ كاف منهُ كي أصنع 15 دقيقة من "أغنيات من الطابق الثاني". وبتلك الربع ساعة، ذهبتُ إلى صديقي في القنصلية وقال:" سوف تحصل على أقصى شيء مني وأيضاً من الإعانات المالية. لهذا حصلت على أعانات مالية من "يوروأمج". هناك قناة تلفزيونية مميزة جداً في فرنسا وألمانيا، تعاون ما بين فرنسا وألمانيا وأعطوني أيضاً إعانات مالية. لذا استطعت أن أجمع فعلاَ ميزانية لأصنع ذلك الفيلم، وبعد ذلك كنتُ مقبولاً في الخارج أكثر مما في الداخل.
كان أنغمار برغمان راعيك في فترة مبكرة من حياتك. هل تعتقد بأنه يستحق المكانة التي حصل عليها؟
- نعم اعتقد أنه يستحق هذه المكانة. لكني لم أكن مولعاً جداً بأفلامه. لقد صنع خمسين فيلماً وأحبُّ ثلاثة منها أو أربعة. لكنه لم يكن شخصاً لطيفاً ، كان وضيعاً غيوراً من نجاح الآخرين. وكان عدوانياً جداً ولا يحترم أفراد فريقه. كان من جناح اليسار أيضاً. نشأ في عائلة إذ كان أبوه المطران يرسله كل صيف إلى ألمانيا قبل الحرب. في ذلك الوقت كانت الهتلرية قد نشأت وقد أرسل إلى ألمانيا في ذلك الوقت وجرى قبوله كرجل هتلري يرتدي الزي ..الخ. لكن ذلك جرى قبل حدوث الهولوكوست. كنا نعرف الهولوكوست. أقصد أن أنغمار برغمان لم يتمالك نفسه لكنه بلا شك رجل من جناح اليسار وتسيطر عليه النزعة الأنانية.
أيّ من أفلامه المفضلة لديك؟
- أحب أفلام "برسونا" و"الصمت" و"الختم السابع". كما قلت سابقاً هو يستحق المكانة لأنه عمل الكثير. اعتقد أنه لم يستطع أن يتوقف عن العمل لأنه لو فعل لأصيب بالجنون. لا يوجد العديد من صناع الفيلم من نوعيته. لذا لا أتهمه بأي شيء عدا أنه لم يملك الدعابة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram