TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ميكافيللي: آه، وأواه.

ميكافيللي: آه، وأواه.

نشر في: 10 يونيو, 2015: 09:01 م

ما آن يذكر إسم ميكافيللي ،، حتى تتداعى مقولته ( نظريته ) المشهورة على الذاكرة وتستحث الخاطر : الغاية تبرر الوسيلة !! .
نظرية تعكز عليها اغلب الساسة — إتخذوها عكازا — ليس في العراق فحسب ، بل في معظم دول العالم ، وإن كانت في العراق أوضح واكثر حضورا وكثافة . ليسخروها لمآربهم الخاصة و ليفسروها حسبما تشتهي أنفسهم .
( نيكولو ميكافيللي )، المولود بمدينة فلورنسا بإيطاليا، اشهر من ان يعرف بعدما قاربت مؤلفاته الآربعين ، ما بين رسالة ومجلد ، اهمها : الأمير ، المطارحات ، تأريخ فلورنسا ، وفن الحرب .
كتاب الأمير ، كان وسيظل بوصلة لمعظم الساسة ، من بينهم ( هتلر ) الذي يشاع إن الكتاب وجد على منضدة قرب فراشه ، وجعله ( موسيليني ) كتابه المفضل ، وإستوحى منه الجنرال ديغول بعض ممارساته .
كتب ( ميكافيللي ) عن مساوئ الكنيسة ، وفساد الجهاز الكنسي ، ليجيء رد الفعل البابوي
والمتعصبون للكنيسة الكاثوليكية ، قاسيا وعنيفا ، والقاضي بتحريم كتبه من التداول ، والتوصية بإحراقها حيثما وجدت . فسرت نظرية : (الغاية تبرر الوسيلة ) تفسيرات شتى حسب الأهواء : كأن أستخدم وسائل دنيئة لبلوغ غايات نبيلة !! كأن اقتل عشرة آنفار لأنقاذ مائة إنسان ، او اسرق الملايين لأوزع الآلاف على المحتاجين .
ولئن فسر البعض كتاب الأمير تفسيرا سلبيا ومشوها ، فإن المدافعين عن آراء ميكافيللي يؤكدون ان الكتاب مشروط بالضوابط : : على الأمير ( الحاكم ) ان يتجنب كل ما يعرضه للإحتقار والكراهية ، وهو يتعرض للكراهية ان يصبح سلابا ، نهابا ، وقد يعتبر حقيرا لو لمست الرعية تقلبه وضعفه وجبنه عند إتخاذ القرارات المصيرية .
سعى ميكافيللي لأقامة جهاز للإدارة ، يعهد بشؤونه لأناس قديرين نزيهين ، ذوي خبرة وكفاءة . وعليه ـ الأمير - وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وإختيار جلسائه ومستشاريه بحذق ودراية وعليه الحذر من الأعتماد على المتزلفين والمنافقين ، الذين يعج بهم البلاط ،وعليه تمحيص وعدم تصديق كل ما يسمع ،
لم يغفل ميكافيللي التآكيد على الإهتمام بالجيش الوطني وتحاشي الإعتماد على المرتزقة ، التي لا تحفظ عهدا ولا تلتزم بميثاق .
قُيم وآشاد بمؤلفاته اغلب فلاسفة ومفكري عصر التنوير ، مثل ديكارت وجون لوك وفولتير وديدرو وجان جاك روسو وكارل ماركس وأنجلز وغيرهم ممن نظروا للدولة ككيان مقدس وإستخلصوا روح قوانينها من رحيق العقول الراجحة ، والتجارب الخلاقة ،، لا من تعاليم وتزمت اللاهوت !!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram