ما آن يذكر إسم ميكافيللي ،، حتى تتداعى مقولته ( نظريته ) المشهورة على الذاكرة وتستحث الخاطر : الغاية تبرر الوسيلة !! .
نظرية تعكز عليها اغلب الساسة — إتخذوها عكازا — ليس في العراق فحسب ، بل في معظم دول العالم ، وإن كانت في العراق أوضح واكثر حضورا وكثافة . ليسخروها لمآربهم الخاصة و ليفسروها حسبما تشتهي أنفسهم .
( نيكولو ميكافيللي )، المولود بمدينة فلورنسا بإيطاليا، اشهر من ان يعرف بعدما قاربت مؤلفاته الآربعين ، ما بين رسالة ومجلد ، اهمها : الأمير ، المطارحات ، تأريخ فلورنسا ، وفن الحرب .
كتاب الأمير ، كان وسيظل بوصلة لمعظم الساسة ، من بينهم ( هتلر ) الذي يشاع إن الكتاب وجد على منضدة قرب فراشه ، وجعله ( موسيليني ) كتابه المفضل ، وإستوحى منه الجنرال ديغول بعض ممارساته .
كتب ( ميكافيللي ) عن مساوئ الكنيسة ، وفساد الجهاز الكنسي ، ليجيء رد الفعل البابوي
والمتعصبون للكنيسة الكاثوليكية ، قاسيا وعنيفا ، والقاضي بتحريم كتبه من التداول ، والتوصية بإحراقها حيثما وجدت . فسرت نظرية : (الغاية تبرر الوسيلة ) تفسيرات شتى حسب الأهواء : كأن أستخدم وسائل دنيئة لبلوغ غايات نبيلة !! كأن اقتل عشرة آنفار لأنقاذ مائة إنسان ، او اسرق الملايين لأوزع الآلاف على المحتاجين .
ولئن فسر البعض كتاب الأمير تفسيرا سلبيا ومشوها ، فإن المدافعين عن آراء ميكافيللي يؤكدون ان الكتاب مشروط بالضوابط : : على الأمير ( الحاكم ) ان يتجنب كل ما يعرضه للإحتقار والكراهية ، وهو يتعرض للكراهية ان يصبح سلابا ، نهابا ، وقد يعتبر حقيرا لو لمست الرعية تقلبه وضعفه وجبنه عند إتخاذ القرارات المصيرية .
سعى ميكافيللي لأقامة جهاز للإدارة ، يعهد بشؤونه لأناس قديرين نزيهين ، ذوي خبرة وكفاءة . وعليه ـ الأمير - وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وإختيار جلسائه ومستشاريه بحذق ودراية وعليه الحذر من الأعتماد على المتزلفين والمنافقين ، الذين يعج بهم البلاط ،وعليه تمحيص وعدم تصديق كل ما يسمع ،
لم يغفل ميكافيللي التآكيد على الإهتمام بالجيش الوطني وتحاشي الإعتماد على المرتزقة ، التي لا تحفظ عهدا ولا تلتزم بميثاق .
قُيم وآشاد بمؤلفاته اغلب فلاسفة ومفكري عصر التنوير ، مثل ديكارت وجون لوك وفولتير وديدرو وجان جاك روسو وكارل ماركس وأنجلز وغيرهم ممن نظروا للدولة ككيان مقدس وإستخلصوا روح قوانينها من رحيق العقول الراجحة ، والتجارب الخلاقة ،، لا من تعاليم وتزمت اللاهوت !!.
ميكافيللي: آه، وأواه.
[post-views]
نشر في: 10 يونيو, 2015: 09:01 م