تحدثت عن ألكساندر بورودين (1833-1887) قبل أربع سنوات وتناولت قصيدته السيمفونية الرائعة "في سهوب آسيا الوسطى"، وهو عالم في الكيمياء العضوية وله اكتشافات عديدة، لكنه موسيقار في وقت الفراغ، وأي موسيقار! يعدّ بين أهم الموسيقيين الروس في القرن التاسع عشر،
تحدثت عن ألكساندر بورودين (1833-1887) قبل أربع سنوات وتناولت قصيدته السيمفونية الرائعة "في سهوب آسيا الوسطى"، وهو عالم في الكيمياء العضوية وله اكتشافات عديدة، لكنه موسيقار في وقت الفراغ، وأي موسيقار! يعدّ بين أهم الموسيقيين الروس في القرن التاسع عشر، ويذكر معاً مع تشايكوفسكي، وميلي بالاكيريف، ومودست موسورسكي، ونيكولاي ريمسكي- كورساكوف، وسيزار سوي، الذين يعرفون باسم جماعة الخمسة.
ألف بورودين رباعيتين وتريتين، وقد اشتهرت الثانية بسبب حركتها الثالثة الغنائية الجميلة (نوتّورنو، أي مقطوعة ليلية). أنجز تأليف هذه الرباعية في 1881، نفس العام الذي ألف فيه قصيدته السيمفونية "في سهوب آسيا الوسطى". استعمل بورودين الشكل الكلاسيكي للرباعية، وهو شكل السوناتا الذي طوره هايدن قبل قرن من الزمان. شكل السوناتا ثلاثي (ABA أوA1BA2) ويتألف عادة من ثلاثة أقسام هي العرض، والتفاعل، والإعادة. وهناك من يقسمها إلى خمسة أقسام، حسب التعريف، وهي المقدمة أو المدخل، فالعرض، فالتفاعل ثم الإعادة، وأخيرا الختام (كودا). وهذه الرباعية مثال ساطع على الاسلوب الغنائي الجميل الذي كتب به بورودين بعض أعماله، ولا تقتصر هذه الروح الغنائية على الحركة الثالثة الشهيرة، بل نجدها كذلك في حركتها الاولى أيضا. ونلمس فيها كذلك متانة البناء الموسيقي وقدرة بورودين على التأليف المعقد، بالخصوص في حركتها الأخيرة التي أجاد في حياكة نسيجها الموسيقي. استعمل بورودين سلم ره الكبير في الحركة الاولى (بإيقاع سريع)، وفا الكبير في الثانية (سكرتسو، خفيفة راقصة)، لا الكبير في الحركة الثالثة (معتدلة السرعة) وعاد إلى ره الكبيرة في الحركة الأخيرة السريعة بحيوية.