TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > أوراق واشنطن وإن تعددت ألوانها

أوراق واشنطن وإن تعددت ألوانها

نشر في: 30 ديسمبر, 2009: 05:17 م

حازم مبيضينإذا صحت الأنباء عن أن الإدارة الأميركية تنوي تفعيل دورها مجدداً،في البحث عن حل سلمي للمعضلة الفلسطينية،من خلال إعدادها خطابي ضمانات للفلسطينيين والإسرائيليين،تعتقد أنهما يمكن أن يشكلا أساسا لاستئناف المفاوضات، وأن المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل،
سيستأنف نشاطه الذي لم يسفر عن نتيجة إيجابية واحدة حتى الآن،بتسليم الخطابين خلال زيارته المقبلة للمنطقة،وعلى أمل أن يشكلا أساسا لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية،فان ذلك يعني أن إدارة اوباما، وإن كان فيها الكثير من  السياسيين الذين تعاطوا سابقاً،وتحديداً في فترة حكم كلنتون،مع المشكلة الفلسطينية،لم تستوعب بعد أن حكومة نتنياهو ليست في وارد السلام،ما دامت تعتبر الاستيطان أكثر أهمية وحيوية،لضمان استمرارها في الحكم . وإذا كانت الإدارة الديمقراطية تتقدم بورقتيها دون التشاور مع الجانب الفلسطيني،وتجهل جوابه عليها،فاننا نستبق ذلك بالقول إن الفلسطينيين يطالبون بوقف تام للاستيطان،بما في ذلك ما يسمى بالنمو الطبيعي،وخاصة في القدس،التي تواصل عنجهية حكومة نتنياهو الإعلان أنها العاصمة الأبدية للدولة العبرية،وأنه حتى القرار البائس بتجميد الاستيطان لا يشملها،مع أن المطلوب أن يدرك العالم أنه لأحل جذرياً،بدون إعلان القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة،وأن المطلوب من واشنطن لإثبات صدقيتها،أفعالاً على الأرض،وليس مجرد أقوال أو ضمانات  ندرك سلفاً ان اسرائيل غير معنية بتنفيذها.الواضح أن نتنياهو وجد في الورقة الأميركية،ورقة توت، يحاول أن يستر بها موقف حكومته الرافض لأبسط مبادئ العدالة،وهو لذلك يسافر إلى القاهرة لإجراء محادثات يدعي أنها تستهدف استئناف التفاوض متجاهلاً أن الموقف المصري يدعو لوجوب التوصل إلى تسوية عادلة لمشكلتي اللاجئين والقدس والشرقية التي يجب أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية. وأن ذلك ينسحب على الدول العربية كافة وهو ما يبدو شديد الوضوح في مبادرة السلام العربية التي قدمت أقصى التنازلات الممكنة ومع ذلك فانها لا تحظى بموافقة تل أبيب.ولعل من حقنا سؤال إدارة أوباما عن جدوى أوراقها،ما دام نتنياهو يستبقها بإعلان إمكانية تمركز قوات إسرائيلية على طول الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية العتيدة،ويزعم أنه يجب حل مشكلة نزع الأسلحة بصورة فعالة،طبعاً من الفلسطينيين،الذين يتهمهم مسبقاً بأنهم سيساعدون على تهريبها،وبما يعني في واقع الأمر أنه يدعو الفلسطينيين،للاذعان لمخططاته الرامية إلى قيام دولة فلسطينية ذات سيادة محدودة،وغير متواصلة جغرافياً،ويرفض سلفاً أي ترتيب دولي للحفاظ على أمن حدودها،وهو بذلك يحاول إعادة عقارب الساعة إلى الوراء مستعينا برؤى حكومات سابقة أخفقت في تنفيذ مثل هذه الطروحات.وإذا كان رئيس حكومة الدولة العبرية يتبجح بأنه وصل في الوقت المناسب لاستئناف عملية السلام،وأنه قد حان وقت العمل،فان عليه أن يلجم جموح وزير خارجيته ليبرمان،الذي يزاود عليه في التطرف،وهو يستبعد تحقيق السلام  قبل عقدين من الزمن،حتى لو تم الانسحاب إلى حدود 1967 و- التنازل - عن أجزاء من القدس الشرقية،وعليه قبل كل شيء،وقف الاستيطان،كما تنص على ذلك خريطة الطريق التي تتجاهلها واشنطن اليوم بورقتيها،ولن يفيده إنكار موافقته على أن تكون القدس أحد مواضيع المفاوضات واستعداده لبحث قضية اللاجئين في إطار متعدد الأطراف، والالتزام بكافة الاتفاقيات التي تم توقيعها في الماضي،لانه بغير ذلك لن تكون هناك مفاوضات،ولن يكون سلام،حتى لو تعددت أوراق واشنطن وتنوعت ألوانها

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram