وديع غزواناحتل موضوع العنف الاسري والعنف ضد المرأة حيزاً واسعاً من اهتمامات الجهات المختصة في إقليم كردستان حتى لايكاد يمر شهر دون انعقاد ندوة في هذه المدينة اوتلك تكرس لمناقشة هذه الظاهرة وايجاد الحلول العملية لها .
ويتفق المشاركون في كل الفعاليات على اهمية منظمات المجتمع المدني وما يمكن ان تلعبه من دور مهم في هذا الجانب خاصة في الجانب المتعلق بتوعية المجتمع بمخاطر هذه الظاهرة واهمية ايجاد الحلول للمشاكل التي تعاني منها المرأة وتحسين اوضاعها لانعكاس ذلك على تنشئة الاسرة . آخرهذه الفعاليات , وتعبيراً عن الاهتمام بشؤون المراة رعاية رئيس حكومة إقليم كردستان الدكتور برهم احمد صالح ندوة نظمتها وزارة الثقافة والشباب شارك فيها برلمانيون وناشطات في مجال حقوق المرأة وممثلو منظمات مجتمع مدني فاعلة , خصصت لمناقشة مشروعي قانونين تم تقديمهما الى البرلمان بشأن محاربة العنف الاسري والعنف ضد المرأة . ورغم اهمية الاسراع باصدار هذين القانونين وانصباب جهود اللجنتين البرلمانية والحكومية على ان يريا النور باسرع وقت ,كما اشار الى ذلك وزير ثقافة وشباب الاقليم كاوة محمود , الا ان الأهم في هذا المجال وكما اشرنا في موضوع سابق , التركيز على التوعية باتجاهين: الاول نحو المرأة ومساعدتها في مواجهة ما تتعرض له من عنف وهدر للكرامة، وتسليحها لرفض ممارسات بعض النسوة المشوهة لمكانتها، والثاني نحو الرجال الذين يتعامل بعضهم بازدواجية مع هذه الانسانة المعطاء. فتراهم في الوقت الذي يقبلون ايدي واقدام الامهات لما قدمنه من تضحيات ، لايتورعون عن استخدام كل انواع الاهانة للمرأة الزوجة والبنت والاخت .هي ازدواجية الشخصية التي خلفتها ترسبات نهج تربوي مرفوض وخاطئ اساسه زرع عوامل الشك وعدم الثقة بالمرأة . معادلة غير متوازنة يتحمل مسؤولية تصحيحها المجتمع لوقف هذه الظاهرة المنافية لكل قيم السماء وتعاليمها السمحة . مطلوب حملة واسعة ترافقها قوانين ليس للحد من هذه الظاهرة بل لايقاف كل مظاهرها لما تشكله من مخاطر على مستقبل ونهضة وتطور اي مجتمع . حملة تشارك فيها الاجهزة الحكومية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام وتؤسس لايجاد رادع اجتماعي مؤثر ضد كل مظاهر العنف الاسري ومن ضمنه العنف ضد المرأة.
مع المرأة.. مرة أخرى
نشر في: 30 ديسمبر, 2009: 05:26 م