اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > أردناها عوناً لكنها ..مستحضرات التجميل تعبث بوجوه النساء

أردناها عوناً لكنها ..مستحضرات التجميل تعبث بوجوه النساء

نشر في: 13 يونيو, 2015: 09:01 م

عرس تحول الى مأساة لفتاة عراقية تبلغ من العمر ستة عشر عاما كانت ترغب ان يكون لون عينيها أزرق ، و كانت فرصتها في ليلة الزفاف بعد ان وافق الخطيب على ذلك. ولكن ماذا حصل، العدسات تسببت لها بالعمى نتيجة الحرارة التي كانت تتعرض لها عند تسريح شعرها، والسبب

عرس تحول الى مأساة لفتاة عراقية تبلغ من العمر ستة عشر عاما كانت ترغب ان يكون لون عينيها أزرق ، و كانت فرصتها في ليلة الزفاف بعد ان وافق الخطيب على ذلك. ولكن ماذا حصل، العدسات تسببت لها بالعمى نتيجة الحرارة التي كانت تتعرض لها عند تسريح شعرها، والسبب ان العدسات مقلّدة وليست اصلية ، حيث بعد الاستفسار عن سعرها تبين انه لايتجاوز الـ (7500) دينار، بينما الجيد منها بعشرين الف دينار، اذن العدسات تسببت بتخريب حفلة الزفاف التي كان من المفروض ان تكتمل يومها، والفتاة فقدت بصرها وعريسها بسبب الغش بالعلامات التجارية لمواد التجميل المنتشرة في الاسواق وبدون اية رقابة او فحص من قبل الاجهزة المعنية بالامر.

 

محلي ومستورد 
مواد تجميل ومنتجات محلية الصنع واخرى مستوردة تنتشر في كل مكان : بسطية صغيرة او مول تجاري او في المناطق التجارية او الشعبية، اسعارها متفاوتة ومختلفة بشكل كبير حيث يبلغ سعر قلم الشفاه الف دينار في اغلب البسطيات وفي المحال التجارية 3000 الف دينار وبنفس التصميم ونفس الماركة ويحمل اللون ذاته. فما السر وراء ذلك ومن يقف وراء نشرها في الاسواق المحلية؟
أمراض تظهر بعد استخدامها 
امراض جلدية كثيرة ظهرت عند الكثير من النساء بسبب استخدامهن انواعا من مواد التجميل . تقول (آلاء)، وهي تبلغ العقد الثاني من العمر ان انواع المكياج كثيرة ويتم بيعها في البسطيات ومع الحاجات التي اسعارها لاتتجاوز الالف دينار كحد اعلى وتحمل نفس مواصفات المكياج الذي يباع في اغلب المحال الكبيرة والتي تحمل اسماء ماركات عالمية لشركات انتاج مواد التجميل ولايمكن تمييز الاصلي منها عن التقليدي الا في حالة واحدة وحسب تجربتي عند الاصابة بالامراض الجلدية فقد تسببت بالتهاب الشفاه عندي وتورمت شفتاي نتيجة استخدام اقلام اشتريتها من بسطية في سوق بباب المعظم بسعر 1500 والفي دينار في الوقت ذاته استخدمته اكثر من موظفة لكن لم يتاثرن بما تحوية من مواد كيمياوية.
صناعة محلية 
اذن نحن امام قضية مهمة ، ففي اسواقنا الآن مستحضرات وعطور ومساحيق ومنظفات منها المستورد ومنها المحلي وبينها السليم والمغشوش . وما دمنا في وضع غير طبيعي مع غياب الرقابة حيث حذر عدد من الاطباء الاختصاصيين بالأمراض الجلدية من مشاكل الاستخدام المفرط لمساحيق التجميل التي تستخدم في الوقت الحاضر وتباع باسعار زهيدة جداً .
الدكتور الاختصاصي (نوري قيس كاظم) أوضح أن هناك ظاهرة اتسعت بشكل كبير وهي ظهور بعض الامراض الجلدية خصوصاً عند الشباب والنساء التي تترواح اعمارهن مابين 14 – 17 سنة من مشاكل صحية تصيب الجلد وتظهر أعراض واضحة، وبعد الاستفسار من المرضي تبين أنهم يستخدمون المساحيق التجميلية التي تباع في الاسواق والبسطيات .
استخدام الشباب مواد التقشير 
كاظم أشار إلى أن من المشاكل الأخرى هي استخدام الشباب لبعض هذه المساحيق للتخلص من حب الشباب ما يسبب نتائج عكسية على المستخدم وتظهر أعراضه فى الجلد. مبينا ان تأثيرها قد يمتد لسنوات طوال. كما اشار أن بعض الحالات مثل ظهور إحمرار على الجلد لبعض المستحضرات او ما يسمى بالطفح الجلدي البسيط وظهور التهاب جلدي شديد او ما يسمى بالأكزيما نتيجة بعض كريمات التفتيح وحدوث اسمرار للبشرة او الجلد لوجود مواد تسبب الصبغة للجلد اسمراراً نتيجة استخدام كريمات تفتيح البشرة وعدم وقاية الجلد نتيجة التقشير مع ظهور حبوب بالجبهة نتيجة استخدام زيوت الشعر وترك الزيت يتلامس مع بشرة الوجه بالاضافة الى ظهور شعر ابيض نتيجة استخدام بعض انواع المكياج وحدوث حكة بالجلد نتيجة حساسية لبعض المواد.
الفيس بوك جمالياً
(صفاء حازم) موظفة تقول : اشتريت علبة تبييض للوجه من احد محال مواد التجميل في منطقة الجادرية وبسعر يتجاوز 15 دولارا وهي جيدة النوعية ومن انتاج شركة مكياج عالمية لكني وجدتها في عمارة القادسية بسعر 5دولارات وبنفس المواصفات وتحمل ليبل الشركة المنتجة الاصلية. متسائلة عن كيفية حدوث ذلك ومن يقف وراءه. 
فيما عبرت (سيناء علي) ، تعمل في احدى شركات السياحة والسفر الواقعة في منطقة السعدون ، انها قبل فترة قامت بطلب مجموعة من مواد التجميل عن طريق موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك ، وعندما تسلمت الطلبية كانت مقلدة للماركة الاصلية ولكنها تورطت بها ، لهذا اصبحت تفضل شراء مواد التجميل من البسطيات لانها لاتختلف بشيء عن التي تباع في اغلب المحال التجارية المختصة بمواد التجميل ولم تصب بشرتها باذى اذن وحسب تعبيرها لاضير من استخدامها.
الغش في كل مكان 
ويبدو ان الغش في مواد التجميل وحتى في طريقة التوصيل في كل مكان من العالم حيث نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية قصة لسيدة أميركية تبلغ من العمر 28 عاما ولديها هوس الشراء عبر الانترنت. في يوم ما وجدت هذه السيدة، وتدعى روزي فيري، منتجات واحدة من كبرى شركات التجميل العالمية تباع بأسعار زهيدة. وعلى الفور اشترت روزي ما يلزمها من مساحيق تجميل واقلام للعيون (وآي شادو) وبالفعل وصلت اليها المنتجات التي طلبتها، واستخدمتها ولم تكن تعرف ما ينتظرها فبعد يوم واحد فقط من استخدام قلم للعيون، نامت روزي واستيقظت لتكتشف أنها غير قادرة على فتح عينيها وان جفونها ملتصقة ببعضها بعضا تماما وتقول روزي انها منذ استلام طلبها اكتشفت انه لا يمت للشركة العالمية بصلة وانها منتجات صينية رخيصة لكنها قررت ان تستخدمها لانها بدت عادية ولا مشكلة فيها.
النفط والمكياج
ولأن هذه المنتجات المحلية منها والمستوردة تدخل كل بيت فلا بد من التنبيه الى الخطورة التي تشكلها المنتجات التي تصنع في الظلام وكذلك التي تدخل العراق وتغطي الاسواق بطرق غير قانونية، حيث توجد معامل تقوم بصنع بعض مواد التجميل بخلط مواد مغشوشة مع اصباغ صناعية ونفط وعطور زيتية للتثبيت وهذا ما اكده (احمد جاسم) الذي يعمل في احد المعامل في منطقة الكمالية حيث يقومون بتقليد ماركات عالمية تطبع في منطقة البتاوين ومعامل بلاستك تصنع الحافظات لاحمرالشفاة والخدود وتباع باسعار رخيصة لاتتجاوز الـ (750) دينارا لكن المعمل اغلق من قبل القوات الامنية لمخالفته الشروط وعدم حصوله على اجازة رسمية لصنع مواد التجميل.
تصفية محل
عن ذلك تحدثت (مروة كمال) ،موظفة، عن تجربتها مع الماركات المقلدة والمزورة التي تخص مواد التجميل اذ اشترت ذات يوم أحد هذه المستحضرات (كريم أساس) على أنه من إحدى الماركات العالمية المعروفة، في البدء شكّت بالامر بسبب رخص سعره، لكن البائع اقنعها بان صاحب المحل يقوم بتصفية المحل والسفر. وتبين مروة: بعد ان وضعت المستحضر على وجهي لأتوجه إلى عملي شعرت باختلاف رائحته وبعد دقائق ظهرت ندبات على وجهي وتحسس ما اضطرني للذهاب إلى الطبيب للعلاج الذي استمر أكثر من شهر، فكان الضرر كبيراً جداً عدا عن تكاليف العلاج الباهظة التي تحملتها نتيجة استخدامي لهذا المنتج الذي اكتشفت لاحقاً أنه مقلد ومزور. لكن البائع اختفى في اليوم الثاني. موضحة ان الطبيب اكد لها ان هناك اكثر من حالة مشابهة راجعتها في ذات الفترة.
الباعة والبضائع 
الغش الصناعي في هذه المواد ومستحضرات ومساحيق وعطور واصباغ شعر ومنظفات وغيرها قطع شوطاً كبيراً سواء فيما يتعلق بالمنتج المحلي او المستورد الذي يباع في علب انيقة تسر الناظرين وتغري بالشراء والسعر الرخيص الذي لا يكاد يرقى الى اجور نقلها من مدينة المنشأ الى ميناء التصدير ومن ثم الى المنافذ الحدودية والسوق العراقية.
يقول البائع (سرمد عماد) في منطقة الشورجة والذي يبيع مواد تجميل : "بصراحة لا اعرف مصادر مواد التجميل لأنها على علاقة بوسطاء كثيرين.هناك مستحضرات تجميل بعضها مغشوش او مزور" ، وانه يقوم بشرائها وليس من عمله ان يوقف الغش بصنعها او استيرادها . فيما قال (ابو محمد) ،وهو بائع اخر في نفس المكان: ان العطور ايضا تدخل ضمن مواد التجميل والكثير منها في الاسواق مغشوش وتم التحذير من استخدامها لوجود مواد كيماوية مركزة في صناعتها اضافة الى انها رخيصة الثمن جدا ولايتجاوز سعر البعض منها(2000) دينار والناس تشتريها رغم علمهم بالتحذير. معترفا ان المشكلة تشترك في ملابساتها اطراف عديدة وان سببها هو السعي الى الربح.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram