TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "وحش الطاوة" للنازحين

"وحش الطاوة" للنازحين

نشر في: 13 يونيو, 2015: 09:01 م

الاوضاع الانسانية لملايين النازحين تفاقمت بشكل عجزت عن معالجته الجهات الرسمية والمنظمات الانسانية الدولية ، اللجنة العليا الحكومية المشكلة لايواء واغاثة الاسر النازحة المعروفة باسم "لجنة صالح المطلك" ،على حد تعبير المشككين بادائها من اعضاء مجلس النواب ومسؤولين محليين في محافظات الابنار وصلاح الدين ونينوى ، اللجنة حمّلت وزارات الصحة والنفط والتجارة مسؤولية عرقلة برنامجها الخاص بتوفير المساعدات الانسانية ، ودعا عضوها خالد الراوي في لقاء متلفز الى تنظيم حملة حشد على غرار الحشد الشعبي لدعم لجنته لتوفير الغذاء والدواء للمقيمين في المخيمات الفارين من مناطق سكناهم الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش.
لجنة المطلك لطالما وجهت اسئلة الى وزارة التجارة مستفسرة عن مصير مفردات البطاقة التموينية المخصصة لمحافظات الانبار وصلاح الدين ونينوى ، اللجنة ايضا عاتبت وزارة النفط ايضا لانها منذ الشتاء الماضي قدمت كميات من الوقود الى مخيمات النازحين في اقليم كردستان ، ثم اسدلت الوزارة الستار على نشاطها الانساني .
لغة الارقام تشير الى وجود اكثر من ثلاثة ملايين نازح عراقي طبقا لبيانات منظمات انسانية محلية ودولية ، دعتهم وزارة الهجرة والمهجرين الى اقتناء البطاقة الذكية لتسهيل عملية حصولهم على منحة المليون دينار والمخصصات المالية الشهرية ، فدخلوا في دهاليز معاناة جديدة تتعلق بتوفير الوثائق الثبوتية ، فيما اغلبهم فقدها ، فاضطر الى الخوض في ماراثون طويل لاصدار وثائق جديدة بدل ضائع مع تحمل امزجة المطالبين بكتب صحة الصدور .
الاتهامات الموجهة الى" لجنة المطلك " تتصاعد طرديا مع معاناة النازحين، وسط توقعات بزيادة اعدادهم حين تتوصل الاطراف العراقية الى اتفاق موحد يسمح بدخول المدربين الاميركيين الى محافظة الانبار لتدريب "المقاتلين السُنة" ليخوضوا حرب تحرير مدنهم بقوة "الغاز ونابض الارجاع" في رشاشة الكلاشينكوف السلاح المفضل لدى العراقيين ، لكنه عجز مؤخرا عن مواجهة اسلحة الدواعش لامتلاكهم معدات واسلحة متطورة تجعل الحرب بين الطرفين غير متكافئة .
بصرف النظر عن تباين المواقف تجاه رفض او تأييد الاستعانة بخبراء اميركيين يجب ان تنظر الاطراف المؤيدة او المعارضة الى القضية بواقعية بعيدا عن المزايدات السياسية الحريصة على السيادة الوطنية من اجل ان يتوصل اصحاب الحل والربط الى قاعدة مشتركة توفر امكانية حل المشاكل المستعصية ، ومنها قضية النازحين ثم بعد ذلك يتفرغ قادة العراق لترتيب الاوضاع باعلان تحقيق يوم سيادة يختلف عن سابقه .
في مواسم الازمات ، في ايام السيادة ، اعتاد العراقيون على تناول "الباذنجان" مادة رئيسية في وجباتهم الغذائية ، حتى اطلقوا على صديقهم الحميم اسم "وحش الطاوة " لدوره الوطني المشرف في انقاذ الفقراء من عباد الله من احتمال التعرض لمجاعة ، الباذنجان حتى الان لم يدخل في برنامج لجنة المطلك لايواء واغاثة النازحين ، الامر يحتاج الى مشاورات وعقد اجتماعات لضمان حصول الاسر النازحة على كيلوغرام واحد من الباذنجان يوميا لتعيد ذكرياتها مع "وحش الطاوة" لحين حلول موعد العودة الى منازلهم مجهولة المصير .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

«الإطار» يطالب بانسحاب السوداني والمالكي.. وخطة قريبة لـ«دمج الحشد»

تراجع معدلات الانتحار في ذي قار بنسبة 27% خلال عام 2025

عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

بغداد تصغي للكريسمس… الفن مساحة مشتركة للفرح

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram