حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني السبت، من أن المساومات المستمرة من قبل الدول الغربية يمكن أن تهدد الموعد النهائي للاتفاق نووي، معترفًا أنه لا تزال هناك العديد من الخلافات حول تفاصيل صفقة تاريخية محتملة.
واعترف روحاني، الذي وضع مصداقيته على المحك بوعد
حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني السبت، من أن المساومات المستمرة من قبل الدول الغربية يمكن أن تهدد الموعد النهائي للاتفاق نووي، معترفًا أنه لا تزال هناك العديد من الخلافات حول تفاصيل صفقة تاريخية محتملة.
واعترف روحاني، الذي وضع مصداقيته على المحك بوعده بانهاء أكثر من عقد من الشكوك الدولية حول سعي إيران الى تطوير قنبلة نووية، ان العقوبات لن ترفع عن طهران فورا بموجب الاتفاق، والذي من المقرر ان يبصر النور بحلول 30حزيران.
وأدلى الرئيس الايرانى بهذه التصريحات فى طهران غداة، اعراب مسؤول روسى بارز عن قلقه بشان التباطؤ فى احراز تقدم فى المحادثات النووية المضنية المستمرة منذ 21 شهرا. واتهم روحانى فى مؤتمر صحافى لمناسبة مرور عامين على انتخابه، الطرف الآخر بانه يوافق على نقاط فى اجتماع ما ويسعى الى المساومة عليها فى اجتماع اخر. وقال "فى اجتماع ما نتوصل الى اتفاق اطار مع الطرف الأخر ولكن فى المرة التالية يبدأون فى المساومة ما يتسبب فى تأخير فى المفاوضات"، من دون تحديد اى طرف من الدول الست فى المفاوضات النووية. وأضاف "اذا احترم الطرف الاخر اتفاق الاطار المتفق عليه ولم يضف اليه مزيدا من المطالب، يمكن حل الخلافات، ولكن اذا اختاروا طريق المساومة فيمكن ان تطول هذه المفاوضات". وتوصلت إيران والدول الكبرى (بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة بالإضافة الى المانيا) الى اتفاق اطار على الخطوط العريضة لاتفاق نووى فى 2 نيسان الماضي، بعدما تخطت المحادثات المكثفة المهلة التى كانت مقررة فى 31 اذار.
وكان روحاني قد أكد في وقت سابق ان طهران لن تسمح تحت ذريعة البروتوكول الملحق بتسرب اسرار البلاد الى الخارج نتيجة لشروط في الاتفاق النووي.
نصر المجالي: قال روحاني في مؤتمره الصحفي السنوي بثه التلفزيون الرسمي، السبت، ان البروتوكول الملحق لم يصرح بالقيام بعمليات التفتيش، وشدّد أن إيران "لن تسمح ابدا بسقوط أسرار الدولة في أيدي أجانب عن طريق البروتوكول الإضافي أو أي وسائل أخرى" في إشارة إلى آلية ستسمح بعمليات تفتيش أكثر دقة داخل المواقع الإيرانية.
ولم يستبعد روحاني تطبيق البروتوكول الإضافي، مشيرا إلى أن دولا أخرى موقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي فعلت هذا في الماضي دون أي مشاكل لكنه شدد على أن إيران لن تتعرض لإجراءات خاصة أكثر تدخلا.
التفتيش
ويشار إلى أن مسألة تفتيش المواقع العسكرية تشكل نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات النووية بين إيران والدول الست الكبرى التي تهدف إلى التوصل لاتفاق نهائي بشأن الملف النووي الإيراني بحلول المهلة النهائية المحددة في 30 يونيو/ حزيران.
وكان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وهو صاحب القول الفصل في السياسات الخارجية والعسكرية الإيرانية عددا من المطالب الغربية المماثلة من بينهما إجراء مقابلات مع العلماء النوويين والقبول "بإجراءات رقابة استثنائية."
وإلى ذلك، اكد روحاني ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تسعى للتوصل الى اتفاق حول النووي يؤمن حقوق الشعب الايراني ويحمل العزة له وذلك ضمن الخطوط الحمر التي تم تعيينها من قبل طهران.
واعتبر ان طهران تحمل الجدية في المفاوضات النووية وانها لاتريد اضاعة الوقت مطلقا. كما اعتبر ان الخلافات ماتزال قائمة بين الجانبين حول النووي، الا ان التوصل الى اتفاق خلال الموعد المحدد مايزال ممكن التحقق اذا تخلى الطرف المقابل عن الاطماع ولم يثر مواضيع جديدة. وبين روحاني ان الاتفاق النووي لن يعود بالضرر على احد في المنطقة بل على العكس سيصب لصالح شعوبها.
وقال إن ايران نالت حقها في تخصيب اليورانيوم حيث ان القوى العالمية اقرت بهذا الحق ومنها مجموعة 5+1، مشددا ان منشأتي نطنز وفردو ستبقيان ناشطتين ولن تغلق ابوابهما.
واوضح الرئيس الإيراني ان الاتفاق النهائي سيفضي الى الغاء الحظر الاقتصادي والمالي على ايران، ووصف الحظر بالظالم وغير القانوني واللاإنساني.
وسعى دبلوماسيون غربيون للحصول على حق القيام بعمليات تفتيش بعد إخطار إيران بمدة لا تتجاوز الساعتين، لكن في كلمة بثها التلفزيون الأحد عظم روحاني من شأن مزايا تخفيف عزلة ايران الدولية وتعهد بالتوصل الى اتفاق ينهي المعاناة التي تسببها العقوبات.وقال شتاينتز الذي زار واشنطن الأسبوع الماضي لبحث المسألة إن القوى العالمية وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا تدرس حلا مؤقتا وهو أن تقرر "لجنة" عمليات التفتيش، واضاف "قد يوفر هذا الاتفاق طمأنة على الورق لكنه في الواقع سيتيح لإيران الوقت لإخفاء أنشطة نووية غير مشروعة أو حتى نقلها خارج المواقع."