بغداد / المدى
لم يكن هدفه السرقة فقط وانما أيضاً القتل مع سبق الاصرار والترصد ... ولم يرتكب جريمته البشعة لحاجته للمال ، وانما لكي يؤجر سيارة يتنزه بها مع صديقته كما وعدها ! خطط للجريمة بعد ثلاث زيارات قام بها الجاني لبيت المجني عليها ... في الزيارة
بغداد / المدى
لم يكن هدفه السرقة فقط وانما أيضاً القتل مع سبق الاصرار والترصد ... ولم يرتكب جريمته البشعة لحاجته للمال ، وانما لكي يؤجر سيارة يتنزه بها مع صديقته كما وعدها ! خطط للجريمة بعد ثلاث زيارات قام بها الجاني لبيت المجني عليها ... في الزيارة الاولى ومع بقية العمال اخذ قياسات عمل الستائر للبيت ... تفحص المكان جيدا وولدت الفكرة في رأسه ... في الزيارة الثانية اكمل وضع الستائر في الصالة وبقية الغرف واخذ حسابه من المرأة ربة البيت ...
في الزيارة الثالثة لم يكن (خ) رب العمل وصاحب محل الخياطة وانما مجرم في رداء رجل صمم على القتل !.. سطور قليلة قصدنا بها تلخيص الجريمة قبل الولوج في تفاصيلها .. البداية إخبار من مواطنين يسكنون عمارة في حي زيونة السكني يبلغون دورية النجدة بتسرب غاز من احدى الشقق التي تسكنها زوجة وزوجها الموظف في احدى الشركات .. النجدة تحركت واخبرت مركز الشرطة القريب والدفاع المدني الذين حضروا معا الى الشقة ... كانت المفاجأة امام الجميع ... لم يكن اخبارا عاديا وانما جريمة قتل لربة البيت التي تسكن الشقة ! المخطط والكشف الابتدائي الذي قام به ضابط التحقيق اكد ان جريمة القتل كانت بهدف السرقة وان القاتل من المترددين على الشقة لعدم وجود آثار عنف على باب الشقة بالاضافة الى نظام الامان الموجود بالعمارة الذي يمنع دخول الغرباء اليه ! بدأ ضابط التحقيق بحصر المترددين على الشقة خصوصا وان عمالا كثيرين دخلوها في الايام الاخيرة بسبب الصبغ واعمال الصيانة للغرف والحمامات .
فالمجني عليها اشترت الشقة منذ اشهر مع زوجها الذي يعمل خبيرا في احدى الشركات الاهلية ... فقاموا باجراء عملية ترميم واصلاحات وصبغ وصيانة لكافة غرف الشقة التي تلزم دخول عمال من مختلف المهن اليها ... سؤال واحد القاه ضابط التحقيق على زوج المجني عليها هل حدث شجار او خلاف بينكما وبين احد العمال بسبب ما ؟ وكانت الاجابة بالنفي واكد انه وزوجته لا يحبون ان يعادوا احدا وكل الجيران اصدقاؤنا ...
وهذا ما ذكره حارس العمارة أيضاً ... حامت الشبهات كلها حول شخص واحد ... كان آخر واحد خرج من الشقة بعد اكمال نصب الستائر الجديدة لها ... تحركت مفرزة من الثالثة فجرا الى عنوان سكن صاحب ورشة خياطة الستائر المعدنية .. طرق آمر المفرزة باب البيت ... ففتح (خ) الباب وعندما رأى الضابط مع بقية افراد المفرزة امامه عاد الى الخلف وجلس على احد الكراسي وظل يبكي ... دقائق معدودة كان رجال المفرزة يصطحبونه ومعهم المسروقات الى مركز الشرطة .. واعترف المتهم تفصيليا بجريمته وفي الصباح الباكر كان الجاني امام قاضي التحقيق يدلي باقواله واعترافاته مع قاضي التحقيق الذي يأمر بحبسه على ذمة التحقيق ... قرأت اعترافاته من اوراق التحقيق حيث برر جريمته بقوله: انا اسمي (خ) تخرجت من احدى الكليات من اسرة ميسورة الحال بعد تخرجي لم اجد عملا او وظيفة فتعلمت صنعة عمل الستائر من خالي وبعد اشهر فتح لي والدي ورشة خاصة بي ... في البداية كان العمل صعبا في الورشة والمبالغ التي تأتيني قليلة رغم وجود عمال اصرف عليهم .. لكنني لم ايأس من عملي الجديد وانتظرت فرصة اخرى وعدني احد اقربائي بالتعيين في احدى الشركات ... كان العمل في الورشة يرهقني جدا ... فكنت انتظر الزبون طول النهار والليل واحيانا يمر اسبوع دون الحصول على عمل جديد او زبون يحمل يعمل ستائر عندي ... في هذه الاثناء وقعت في الحب ... احببت فتاة وانا في الكلية تعرفت عليها ... تعاهدنا ان نبقى معا ولا يفرقنا الا الموت ... بعدما تخرجت ساءت ظروفي المادية ولم اجد وظيفة ولم استطع مفاتحة اهلي في مشروع الزواج ... لقد كنت قبل ذلك اخرج معها بصفة دائمة ... ولكن بعد ان قلت النقود في جيبي لم استطع الخروج معها والصرف عليها ... ولم اكن احب ان تصرف علي ... كثر الخلاف والشجار ما بيننا بسبب الحالة المادية ولكني وعدتها بان نخرج معا وان اؤجر سيارة اقوم بالتنزه بها معا ... ومن هنا قررت ان ارتكب جريمتي ! ولكن ما الذي حدث ... سؤال وجه الى المتهم (خ) من قبل قاضي التحقيق ... اجاب بعد ان سقطت الدموع من عينيه وعض على شفتيه بعنف لدرجة ان الدماء كانت ستنفجر منها وقال بصوت محشرج ... عندما استلمت مبلغ عمل الستائر من السيدة ربة المنزل وكان العمال ما زالوا يواصلون عملهم ... بصراحة كنت اطمع ان تعطيني السيدة هدية ومبلغا تكريما على اكمال الستائر بفترة قياسية ! وبعد ان انهى العمال عملهم اعطتني حساب عمل ونصب الستائر بالاضافة الى هدية لم اكن اتوقعها ولم آخذها من قبل في حياتي ... وسلمت عليها وشكرتها وخرجت من الشقة بعد ان اقنعتها باني عملت لها ستائر من الصنف الجيد خلافا للاتفاق ... كان الشيطان قريبا مني ... فجأة وجدتني افكر في قتلها وسرقتها معا ... ذهبت بعد ايام الى العمارة التي تسكن فيها ووجدت الحارس يجلس امام باب العمارة ودون ان يراني دخلت وصعدت المصعد ... وصلت الى باب الشقة وطرقت الباب ... فتحت المرأة الباب باغتها بدفعة عنيفة اسقطتها على الارض ... ودخلت الشقة واغلقت بابها ... فوجئت بها تأتيني بزجاجة معدنية لكي تضربني بها ... لكنني اخذتها منها وكسرتها وضربتها في عنقها ... نظرت حولي فوجدت سكينا صغيرا فاخذته وانهلت عليها في رقبتها حتى تأكدت من أنها فارقت الحياة بعد ان سقطت امامي جثة هامدة ! دخلت بعدها غرفة النوم ... لم اجد أي نقود لكني وجدت جهاز لابتوب وموبايلات وساعات ثمينة وحلي ذهبية ... بعد ذلك دخلت المطبخ وكسرت انبوبة الغاز واشعلت الطباخ حتى ينفجر المكان وتضيع معالم جريمتي ! وختم كلامه قائلا : انا نادم جدا ... اتمنى الموت اليوم وليس غدا ... اريد اخلص من حياتي بسرعة ... يا ريت يصدر حكم الاعدام علي بسرعة حتى ارتاح من هذا العذاب !