أيام قليلة تفصلنا عن السابع والعشرين من الشهر الحالي وهو الموعد المفترض لإقامة مباراة العراق وسوريا على ملعب البصرة الدولي في المدينة الرياضية إيذانا برفع الحظر المفروض عن الملاعب العراقية الذي طال انتظاره حيث سيتزامن اللقاء مع زيارة وفدي الاتحادين الدولي والآسيوي لتقييم الاوضاع على الارض قبل البت بأية خطوة من شأنها إنهاء أو إبقاء الحظر جاثماً على صدورنا. والحقيقة إن لغة التفاؤل التي تُطرح من اتحاد الكرة تارة ومن وزارة الشباب والرياضة تارة اخرى وإن كان لها ما يبررها إلا انها لن تكون كفيلة بإقناع الجميع ان الامور تسير على ما يرام حيث يطمح الجميع من جمهور وإعلام رياضي الى اليوم الذي نستطيع فيه تضييف الفرق الزائرة في المنافسات والمباريات الودية على ارضنا وبين جماهيرنا، هذه الأحداث تقع على اهمية كبيرة جداً ،بل تعد مرحلة مهمة تؤرخ للنجاح وهو ما نريده ان سارت الامور على ما يرام والعكس هو النكسة بحد ذاتها فيما لو جاءت الرياح بعكس ما تريده سُفننا الرياضية .
وما يدفعنا الى هذا القول هو أننا نطمح الى رؤية التنسيق بين اتحاد الكرة والحكومة المحلية في البصرة ووزارة الشباب والرياضة والجهات الساندة الاخرى على اكمل وجه من دون أن تغيب عن الأذهان تصورات وفـد (فيفــا) والآسيوي التي تحمل الكثير من الاسئلة والمفاجآت وان كانت لنا خبرة في التعامل مع مَن هو اقل منهم درجة في التشدد ونقصد اتحادات دول الخليج العربي التي أذاقتنا الآمرين في جولاتها المكوكية التي لم تسفر عن رضاهم مع أننا أوقدنا لهم أصابعنا شمعاً نيراً حسب رأي أحد المسؤولين في الأسرة الرياضية وكانت النتيجة قصراً في الرمال والفائدة الوحيدة منها هي الخبرة في التعامل مع اللجان وتوقع أن لا يعجبها العجب، لأننا نعلم أن هناك بعض الأطراف المؤثرة في الساحة الدولية لا يروق لها ان يعود العراق الى مكانته الطبيعية بين دول العالم وعلينا ان نتعامل مع هذه الحقيقة باحتراف ودبلوماسية ثابتة وخير سلاح في ذلك ألا نغفل صغائر الامور قبل كبارها كما حدث في الافتتاح السابق يوم اُجبر الآلاف من الجمهور على قطع كيلومترات طويلة سيراً على الأقدام مع طرق تفتيش بدائية كانت أحد الاسباب التي نقلت صورة مشوَّهة عبر وسائل الإعلام، كذلك لم يكن العمل مع وسائل الإعلام يسير بصورة طبيعية تستوعب العدد الهائل من وسائل الإعلام المختلفة التي تغطي الحدث وهي السلاح الأمثل لكسب المعركة مع الاتحادين الدولي والآسيوي. وأعتقد أن دفاتر ملاحظات العديد من الزملاء حافلة بأسئلة عــدة تخص التنظيم حينها لم تتم الإجابة عليها الى اليوم. وفي جانب على صلة كنت أتمنى ان يتم التركيز على هذه المباراة والملف عموماً من الإعلام وأن يأخذ رجال السلطة الرابعة دورهم مبكراً في التوجيه وتشخيص السلبيات وأن تراقب الجهات المعنية وخصوصاً الحكومة المحلية في البصرة ما ينشر وتتعامل معه من خلال خلية أزمة فعّالة لا تتجاهل أية شاردة وواردة اطلاقاً وهذا أحد المفاصل المهمة إن لم يكن أهمها على الاطلاق في هذه الفترة الحرجة لأن البصرة هي مفتاح الحل والمباراة التي ستجرى على ارضها بموافقة الاتحاد الدولي في (يوم فيفا) ستكون محط انظار واهتمام الجميع فضلاً عن اللجان التفتيشية المكلفة بالمهمة، وهناك أحد المفاصل المهمة التي لم تأخذ بُعدَها حتى الآن وهو الجانب الدعائي التعليمي الذي يتعامل مع الجمهور ليكون أفضل أداة مهمة ومدرَّبة على نقل الصورة الإيجابية عن واقع الرياضة النظيف في عراق اليوم بعيدا عن اية شعارات بطابع سياسي او ديني او قومي ،لأن مثل هذه الأمور تؤخذ بالحسبان وبحسابات دقيقة تؤثر على مسعانا، ولذلك لابد من توخي الحذر والإعلان للجمهور عن الممنوعات التي تعرقل العمل وتؤخر رفع الحظر !
وأخيراً لابد من التذكير بأن شعار الفريق الواحد في العمل سيعود بالنفع على كل الاطراف المشتركة وأولهم اتحاد الكرة ولا يوجد سبب حقيقي يدعو أياً من الأطراف الإدعاء بأن لجانه الخاصة لا علاقة لها باللجان الأخرى، وإن سمعنا من أحدهم مؤخراً فلنا مطلب ان يكون السعي باسم العراق أولاً وأخيراً.
رفع الحظر وميزان (فيفـا)
[post-views]
نشر في: 15 يونيو, 2015: 09:01 م