أحداث بكل تفاصيلها واحداثها المظلمة القاتمة الغامضة، والتي تحاول (إيما سكاي) تفسيرها، في كتابها الذي صدر مؤخراً، شرحها او فهمها، وما دور الاطراف المشاركة في الحدث: إن كان عراقياً او أميركياً، كل حسب دوره.وكتاب "إيما سكاي" مدرك وواعٍ لما حدث وهي حكاية
أحداث بكل تفاصيلها واحداثها المظلمة القاتمة الغامضة، والتي تحاول (إيما سكاي) تفسيرها، في كتابها الذي صدر مؤخراً، شرحها او فهمها، وما دور الاطراف المشاركة في الحدث: إن كان عراقياً او أميركياً، كل حسب دوره.
وكتاب "إيما سكاي" مدرك وواعٍ لما حدث وهي حكاية كل من الرئيس بوش وجهوده من اجل إرساء الديمقراطية، والرئيس اوباما بانعزاله واستقلال رأيه.. والكاتبة تقوض كل ادعاءات اليسار واليمين، كاشفة عن الانجازات او في الغالب البلادة للادارتين في سياستهما في العراق.
ففي عام 2003، كانت سكاي تعمل في القنصلية البريطانية، عندما شاهدت رسالة عبر الانترنت صادرة عن مكتب الكمنويلث، تطلب تطوع عدد من المدنيين، على الرغم من معارضتهم للحرب. وقعت إيما سكاي على الطلب ووجدت نفسها في غضون ايام تحكم محافظة كركوك، وعندما كان صدام حليفاً للغرب، تم ترحيل نحو ربع مليون من الاكراد والتركمان من كركوك وتم اسكان الالوف من المسلمين الشيعة في المحافظة المذكورة. كما تمت إضافة بعض اليزيديين والاثوريين - المسيحيين. ولم تدرك اية مجموعة ما تعانيه الاخرى.
كما شهدت (سكاي) الانتقال من تغيير النظام في الايام الاولى الى سقوط الدولة في غضون الايام الاولى من الاحتلال.
إن ائتلاف السلطة المحلية المؤقتة – المجلس المحلي الحاكم، قد تبنى الطائفية اضافة الى تأكيده على المشاركة في الحكم بدلا من إقامة جسور بين الاطراف المختلفة. ولم يتم اختيار شخصيات مستعدة للقيام بالمهمة، من السنّة أو جماعة الصدر.
إن الاندفاع الى اسقاط البعث يعود الى احمد الجلبي – المقرب من القادمين الجدد والذي تم الاكتشاف فيما بعد كونه جاسوساً لايران وكانت الغالبية من البعثيين انضمت الى الحزب للحصول على مناصب متقدمة وهذه الخطوة ادت الى افراغ المدارس من المدرسين والمستشفيات من الاطباء، ما ادى الى افقار الاسر السُنية وبعد اغلاق عدد من المشاريع الحكومية وحل بعض المؤسسات العسكرية، تولى الجيش العراقي الجديد مهمة قتال العراقيين ولن يصبح قط مؤسسة وطنية.
وتم استدعاء سكاي لتصبح مستشارة لدى الجنرال الاميركي (رايموند اوديرنو) في عام 2007، واصبحت سكاي ، صديقة حميمة للجنود الذين يحبون البيرة. وللقوات الامريكية، وكان قطاعها في هذه المرحلة مهما وضرورياً في خلال المرحلة الاسوأ من الحرب الاهلية.
وكانت سكاي وصلت بغداد في خلال اسوأ مرحلة من الحرب الاهلية، حيث تنفجر القنابل والجثث مبعثرة في الشوارع المظلمة، وان كان الرأس قد قطع فان القتيل ينتهي الى طائفة معينة، وإن كانت مثقوبة فهو ينتمي الى الطائفة الثانية!
وإن عكسنا مبدأ رامسفيلد، داعمين تحريك القوات الاميركية بعيداً عن القاعدة والى مقربة من "الناس" نركّب الحواجز ونجمع الاخبار من اجل تحسين الامن والثقة. وشكل السنّة ميليشات الصحوة لابعاد القاعدة عن مدنهم، في الوقت الذي يبحثون عن الحماية من الحكومة الجديدة المدعومة من قبل إيران وفي الوقت نفسه، جمد القائد الشيعي مقتدى الصدر فعاليات تنظيمه المسلح، جيس المهدي ، والذي كان قد فقد دعمه. وفي خلال تلك المرحلة التي يمكن ان يقال عنها الناجحة، عاشت (سكاي) في مخيم فيكتوريا.
ان هذا الكتاب يقرأ مثل رواية مع سرد التفاصيل وباسلوب سوداوي وظريف. فهو يسرد ويشرح كل من كان على صلة بالامر، عراقيون ام اميركيون، كل حسب دوره.
وتجد في الكتاب ايضاً حساً تاريخياً. وقيل ان سكاي، اتهمت من قبل الكرد كونها جيرترود بيل في كركوك، وهي تقرأ مذكرات شخصية بريطانية سبقتها الى العراق. وكانت سكاي في خلال كتابتها تنسج التاريخ العراقي منذ سقوط الخلافة العثمانية، وتبدي تفوقاً دون الاحساس بالتعاطف مع العراقيين، متهربة في الغالب، الابتعاد عن النطاق الامني من اجل الاستمتاع بضيافة السنة او زيارة الشيعة والمراقد اليزيدية وكانت سكاي حاضرة في عام 2008، عند سحب جزء من القوات الامريكية، حيث بدا لها ان عراقا متجانسا يستعد لمستقبل افضل وان اللاجئين السابقين، والاسلاميين الذين كانوا في المنفى، وكلاء ايران قد يغادرون لسلطة في المستقبل.
وفي خلال الانتخابات في عام 2010 مع دعم كل من السنة والشيعة، فازت القائمة الوطنية، بمقعدين اكثر من كتلة المالكي، وطالب المالكي باعادة عد الاصوات ثم ناور من اجل البقاء رئيسا للوزراء، ولأن الرئيس اوباما لا يميل الى العسكريين فقد تجاهل مأزق الشهرين وقام كريس هيل – السفير الاميركي الجديد باعلام اوديرنو ان العراق ليس مؤهلا للديمقراطية ويحتاج الى رئيس وزراء شيعي قوي. ولم يحصل المالكي الا 14% من اصوات العراقيين ولكن اللوبي الايراني عمل بشدة للاحتفاظ به وبذلك تم ابعاد العراق عن بقية العالم العربي وادت خطوة اوباما تلك الى التذمر، وقال احد معارف (سكاي) "إما ان يكون الاميركيون اغبياء، او ان هناك اتفاقا سريا مع ايران وهي وجهة نظر ما تزال سارية حتى اليوم."
وحينما ارسى بوش الديمقراطية كنوع من الطوطم وظن انما تنتقل عبر الاحتلال. وكلا السياستين لم تحقق شيئاً حتى اليوم.
وترى سكاي ان المالكي فتح بابا الى السلطة ونظامه منع (او اعتقل) ميليشيات الصحوة، التي قاتلت القاعدة واعتقل عدة الوف من السنة بدون محاكمة ما، وقتل العشرات من المعارضين المسالمين وعين ضباطا موالين له بدلا من المؤهلين للجيش.
وفي تشرين الاول عام 2013 اشاد الرئيس اوباما "بالعراق الديمقراطي القوي المزدهر"، وفي تموز 2014 اخرجت ما يسمى بالدولة الاسلامية الجيش العراقي من الموصل، ثم بدأت في تطهير الشمال من الاقليات وعادت القوات الاميركية الى المسرح وحتى اليوم لم تحقق شيئاً، ان رد الفعل المشوش والمربك، حتى الان، ادى الى رد فعل من ايران والميليشيات التي تساندها. ان القوة الجوية الاميركية هي الان في خلفية المسرح – وهي في حالة فشل، والامر الذي لايمكن حله هو انه يمكنه الشرح وتفسير خلفيات هذا الفشل.
عن: الغارديان