أعلن المجلس الروحاني الايزيدي، يوم أمس الثلاثاء، عن تعهد حكومة إقليم كردستان بتشكيل المجلس الأعلى للايزيديين في القريب العاجل، مبيناً أن المجلس سيكون "شبه برلمان" خاص بالطائفة، ويضم أبناء المكون كافة بغض النظر عن انتمائهم السياسي.
وقال مستشار المجلس
أعلن المجلس الروحاني الايزيدي، يوم أمس الثلاثاء، عن تعهد حكومة إقليم كردستان بتشكيل المجلس الأعلى للايزيديين في القريب العاجل، مبيناً أن المجلس سيكون "شبه برلمان" خاص بالطائفة، ويضم أبناء المكون كافة بغض النظر عن انتمائهم السياسي.
وقال مستشار المجلس الروحاني الايزيدي، كريم سليمان، في تصريحات إعلامية تابعتها (المدى برس)، إن "المجلس الأعلى للكرد الايزيديين سيكون أشبه ببرلمان خاص بالطائفة يضم مختلف أطرافها"، مشيراً إلى أن "الفكرة كانت قائمة قبل أحداث سنجار".
وأضاف سليمان أن "الطائفة قدمت طلباً بذلك الخصوص إلى رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، قبل نحو عام"، مبيناً أن "رئيس الإقليم أحال الطلب إلى رئيس حكومة الإقليم، نيجيرفان بارزاني".
وأوضح مستشار المجلس الروحاني الايزيدي، أن "رئيس حكومة إقليم كردستان، أبدى دعمه ومساندته للموضوع خلال اللقاء الذي جمعه بوفد الطائفة مؤخراً"، مؤكداً أن "بارزاني تعهد بإصدار قرار يقضي بتشكيل المجلس الأعلى للايزيديين في القريب العاجل".
وكان رئيس حكومة اقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، استقبل مساء الجمعة الموافق الخامس من حزيران الحالي، وفدا من المجلس الروحاني الايزيدي الأعلى برئاسة وكيل الأمير حازم تحسين سعيد، وهيئته الاستشارية، واستمع إلى طلب الوفد بشأن الموافقة على تشكيل المجلس الايزيدي الأعلى ليقوم بخدمة أبناء الطائفة وإدارة شؤونهم، وقد أكد بارزاني دعمه الكامل لتشكيل المجلس وعقد مؤتمر له، مشدداً على أصالة هوية الكرد الايزيديين وخصوصيتهم الدينية، عاداً أن "كارثة" سنجار مشابهة للأنفال وحلبجة وما حل بالبارزانيين على يد النظام السابق.
وذكر سليمان أن "المجلس المزمع تشكيله لا علاقة له بذلك الذي شكله حزب العمال الكردستاني"، مشدداً على أن "المجلس الجديد سيكون للايزيديين كافة، والشرط الوحيد لعضويته هو أن يكون المنتمي من أبناء المكون بغض النظر عن انتمائه السياسي". وتابع نجل الأمير تحسين بك، أن "المجلس المزمع تشكيله سيكون بمثابة برلمان للايزيديين"، مستطرداً أن "المجلس الجديد سيكون بعيدا عن الصراعات الحزبية وممثلاً للايزيديين كافة في العالم، وسيكون مقره في شيخان أو أربيل".
وكان عدد من قياديي حزب العمال الكردستاني، قد عقدوا مؤتمرا منتصف كانون الثاني من العام 2015 الجاري، على سفوح جبل سنجار، أعلنوا فيه مجلسا مستقلا لـ"الإدارة الذاتية الديمقراطية" في سنجار، كخطوة أولى لتشكيل مقاطعة سنجار.
ويضم ذلك المجلس الذي سمي بـ"مجلس إيزيديي سنجار"، 27 عضوا، يمثلون النازحين الكرد الايزيديين في مخيم نوروز بديرك، ومخيمات جنوبي كردستان وجبل سنجار، ويتولون مهمة التأسيس لإدارة ذاتية في المقاطعة.
وبحسب إحصائيات غير رسمية، يقدر عدد الايزيديين بنحو 600 ألف نسمة في العراق، تقطن غالبيتهم في محافظتي نينوى ودهوك، فضلاً عن وجود عدد غير معروف في سوريا وجورجيا وأرمينيا وألمانيا.
وسيطر تنظيم (داعش) منذ بداية آب 2014 المنصرم، على مساحات واسعة من سهل نينوى بعد معارك ضارية مع قوات البيشمركة اضطرتها للانسحاب منها، وأدت سيطرة التنظيم المتشدد على تلك المناطق التي تسكنها أقليات دينية من المسيحيين والايزيديين والشبك والكاكائية، إلى نزوح مئات الآلاف منهم، وحدوث كارثة إنسانية كبيرة من جراء محاصرة آلاف الايزيديين في جبال سنجار، حيث توفي المئات من النساء والأطفال وكبار السن بسبب الجوع والعطش وحرارة الجو فضلا عن خطف المئات من النساء الايزيديات.