فوجئت، ربما فوجئ غيري من متصفحي ومدمني قراءة المدى الألكتروني، فوجئنا بإختفاء ملامح وتضاريس الصفحة القديمة وبزوق ملامح صفحة جديدة بأسلوب مغاير.. هكذا على حين غرة، دون إيضاح سابق، او تبرير، او دعوة للترقب، تتيح للقارئ فسحة من الوقت لإستيعاب مفردات التغيير، وإستقبال الصدمة! بما يليق بها من التأهب!
التجديد –بداهة – في معظم الحقول الإنسانية مطلوب ومبارك، وهو سمة من سمات الحياة، ولازمة لديمومة العمل والإرتقاء. والتجديد عموما وغالبا ما يواجه بالنفور، والرفض، والإستهجان، سيما إذا كان التغيير بالتجدد حادا وكاسحا عبر إضافة متميزة،أو إستبدال منهج عقيم بآخر شديد الخصوبة.
في المخترعات، ظل جمهرة من الناس يتهيبون من ركوب السيارات والقطر، حد أن وصفها الجهال من العامة بأنها مركب الشيطان، وأقام البعض زمنا يفضلون عليها عربات الدواب، كذلك الشأن بتلقي الناس فضائل المخترعات، كالهواتف والتلفزيون ,,,إلخ.
في الآداب، جوبه المجددون _ سيما في الشعر ودوارات الفكر والفلسفة، بعواصف من الإستنكار والتنديد، وليس زمننا بعيدا عما جرى للذين حملوا مشاعل التغيير، من إتهامات طه حسين بالإلحاد , ووصم سارتر ونيتشة وفولتير ورسو وفرج فودة، إلى آخر القائمة التي تطول وتتطاول.
في الفنون واجهت مدارس التجديد (السيريالية والتكعيبية وأخواتها)رفضا وتعريضا وإستهجانا قبل أن تستقر الذائقة ويهدأ جيشان النفور.
رافقت صورة الكاتب مقالاته في معظم الصحف الورقية وتفاقم أمرها في المواقع الألكترونية،وتبارى الكتاب بإختيار أجمل تسريحة، وآنق رباط عنق وأصفى إبتسامة، وهي مجرد رتوش، فالكاتب المجيد فكرة رائدة، ورأي خلاق، فما نفع كاتب جميل جمال، وليس بكتاباته مسحة حسن؟.
ما يسترعي الإهتمام بالتصميم الجديد تخصيص مساحة للإستبيان، وهي فكرة جديرة بالعناية الفائقة، سيما إذا كان الإستبيان لغرض الإحصاء المحض، فالرقم – يقينا – ذو دلالات أبلغ من جعجعة الكلمة، واصدق من المقولة المدهونة بالبيان والبديع والبهرج... ولكن أكثر ما يسترعي النظر، تحديد مسارات الإجابة بـ (جيد، عادي، مقبول) وتفادي وضع مؤشر (غير مقبول، ملتبس، مشوش).
الصحيفة بالنسبة للكاتب _ الصحفي على وجه الخصوص –هي بيته، وأريكته، ومتكأه، ووسادته، وقدحه، وفنجان قهوته، والموضوع الملتزم بالأمانة الصحفية البالغ هدفه، حلم يقظته ومنامه.
التغيير لمجرد مجاراة مواقع اخرى، ليس تجديدا، الإبهار والتفرد والتميز، ركائز التجدد، وما كتبته أعلاه لا يعدو غير إرهاصات جالت بخاطري وانا أرنو لبوابات الموقع وحقل الإستطلاع، فأهمس بصوت عال: ليس ممتازا، وليس جيدا وليس مقبولا،، أرنو لتصميم مبهر، امتيازه في بساطته وتفرده، وليس مستنسخا من غيره كصورة (بالنيجاتيف) طبق الأصل.
نقد ذاتي لأفق رحب
[post-views]
نشر في: 23 أكتوبر, 2012: 08:06 م