TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نقد ذاتي لأفق رحب

نقد ذاتي لأفق رحب

نشر في: 23 أكتوبر, 2012: 08:06 م

فوجئت، ربما فوجئ غيري من متصفحي ومدمني قراءة المدى الألكتروني، فوجئنا  بإختفاء ملامح وتضاريس الصفحة القديمة وبزوق ملامح صفحة جديدة بأسلوب مغاير.. هكذا على حين غرة، دون إيضاح سابق، او تبرير، او دعوة للترقب، تتيح للقارئ فسحة من الوقت لإستيعاب مفردات التغيير، وإستقبال الصدمة! بما يليق بها من التأهب!
التجديد –بداهة – في معظم الحقول  الإنسانية  مطلوب ومبارك، وهو سمة من سمات الحياة، ولازمة لديمومة العمل والإرتقاء. والتجديد عموما وغالبا ما يواجه بالنفور، والرفض، والإستهجان، سيما إذا كان التغيير بالتجدد حادا وكاسحا عبر إضافة  متميزة،أو إستبدال منهج  عقيم بآخر شديد الخصوبة.
في المخترعات، ظل جمهرة من الناس يتهيبون من ركوب السيارات والقطر، حد أن وصفها الجهال من العامة بأنها مركب الشيطان، وأقام البعض زمنا يفضلون عليها عربات الدواب، كذلك الشأن بتلقي الناس فضائل المخترعات، كالهواتف والتلفزيون ,,,إلخ.
في الآداب، جوبه المجددون _ سيما في الشعر ودوارات الفكر والفلسفة، بعواصف من الإستنكار والتنديد، وليس زمننا بعيدا عما جرى للذين حملوا مشاعل التغيير، من إتهامات طه حسين بالإلحاد , ووصم سارتر ونيتشة وفولتير ورسو وفرج فودة، إلى آخر القائمة  التي تطول وتتطاول.
في الفنون واجهت مدارس التجديد (السيريالية والتكعيبية وأخواتها)رفضا وتعريضا وإستهجانا قبل أن تستقر  الذائقة ويهدأ جيشان النفور.
رافقت صورة الكاتب مقالاته في معظم الصحف الورقية  وتفاقم أمرها في المواقع الألكترونية،وتبارى الكتاب بإختيار أجمل تسريحة، وآنق رباط عنق وأصفى إبتسامة، وهي مجرد رتوش، فالكاتب المجيد فكرة رائدة، ورأي خلاق، فما نفع كاتب جميل جمال، وليس بكتاباته مسحة حسن؟.
ما يسترعي الإهتمام بالتصميم الجديد تخصيص مساحة للإستبيان، وهي فكرة جديرة بالعناية الفائقة، سيما إذا كان الإستبيان لغرض الإحصاء المحض، فالرقم – يقينا – ذو دلالات أبلغ من جعجعة الكلمة، واصدق من المقولة المدهونة بالبيان والبديع والبهرج... ولكن أكثر ما يسترعي النظر، تحديد مسارات الإجابة  بـ (جيد، عادي، مقبول) وتفادي وضع مؤشر (غير مقبول، ملتبس، مشوش).
الصحيفة بالنسبة للكاتب _ الصحفي على وجه الخصوص –هي بيته، وأريكته، ومتكأه، ووسادته، وقدحه، وفنجان قهوته، والموضوع الملتزم بالأمانة الصحفية البالغ هدفه، حلم يقظته ومنامه.
التغيير لمجرد مجاراة مواقع اخرى، ليس تجديدا، الإبهار والتفرد والتميز، ركائز التجدد،  وما كتبته أعلاه لا يعدو غير إرهاصات  جالت بخاطري وانا أرنو لبوابات الموقع وحقل الإستطلاع، فأهمس  بصوت عال: ليس  ممتازا، وليس جيدا وليس مقبولا،، أرنو  لتصميم  مبهر، امتيازه في بساطته وتفرده، وليس مستنسخا من غيره  كصورة (بالنيجاتيف) طبق الأصل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: بروتوكولات مقهى ريش

العمود الثامن: جيوب نظيفة!!

العمود الثامن: الفشل بامتياز

قناطر: كسل وغباء "رأس المال" العراقي

الديمقراطية..لا تصلح لشعب يحكمه فاسدون

العمود الثامن: القاهرة واستذكار بغداد

 علي حسين تقيم معظم البلدان متاحف لفنونها وحضارتها، ومتاحف اخرى تحتفظ فيها بكنوز الفن العالمي، لكي تذكّر الأجيال القادمة بالذين نثروا ألوانهم وأقاموا النصب المرمرية، لأن الذاكرة البشرية بحاجة إلى تذكّر ان التاريخ...
علي حسين

كلاكيت: عدي رشيد في «أناشيد آدم» سعي للنهوض بوعي المتلقي من أجل إثارة الأسئلة

 علاء المفرجي تأريخ السينما العراقية طويلا قياسا الى مثيلاتها باقي شعوب المنطقة، فالسينما العراقية لم تبدأ بالإنتاج إلا في منتصف الأربعينيات، ولم يكن الإنتاج الأول، إلا انتاجا مشتركا مع مصر، ولم تستطع منذ...
علاء المفرجي

المنظومة السلطوية في العراق والتغيير المطلوب

د. كاظم المقدادي (2-2)التغيير الجذري ضرورة اًنية وملحةمطلب التغيير الجذري والشامل للمنظومة السلطوية في العراق، الهادف لأقامة الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والعدالة الإجتماعية،الضامنة للحياة الحرة الكريمة والمستقبل الأفضل لكافة أبناء وبات شعبنا، دون...
د. كاظم المقدادي

الشُّعوبيَة والشّعبويَّة.. لكلٍّ زمنه

رشيد الخيون يعيد اِصطلاح "الشَّعبوبيَّة" اليوم إلى الأذهان الحركة "الشُّعوبيَّة" في الأمس البعيد، مع أنَّ كلاً له زمنه ودلالته، كلاهما منحوتان مِن "الشَّعب" و"الشُّعوب". نَعتَ البعضُ بالشَّعبويَّة الرئيسَ الأميركيّ دونالد ترامب، في حملته الانتخابيّة...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram