ها هو مدرب آخر يسقط من حسابات اتحاد كرة القدم الذي لا يعرف كيف يؤمِّن النجاح ويدّخر جهد الكفاءات الوطنية في مشروع المنتخب الوطني الخاسر الأكبر طالما تتلاعب بمقدراته شخصيات ضحكت لها الدنيا بين ليلة وضحاها لتمسك بمصير اللعبة وتتسلى عبثاً برموز تاريخها وبُناة قلاعها العظيمة!
أكرم سلمان صاحب المسيرة الطويلة الحافلة بالمنجزات غير المنظورة احياناً على صعيد صناعة لاعبين كبار صالوا وجالوا في ملاعب العالم وحققوا معه أو مع غيره العديد من الالقاب التي نتفاخر بها جميعاً وبلغوا نواصي التدريب المحلي والخارجي حتى انه يقف على رأس أفضل أعضاء لجنة المنتخبات الوطنية بمختلف اسمائهم ومحطات تميّزهم التي واكبت اعماله المشرّفة للعبة سواء في العراق أم في الدول التي نهلت من افكاره وخبراته الكثير، إذ لم تكن استقالته ضربة موجعة له مثلما يظن كثيرون ممن يطبلون للتسقيط ويتشمتون لعثرات المخلصين، بل ضربة قاصمة لاتحاد كرة القدم المهووس بلعبة التغيير حسب مزاج التصويت تلك البُدعة التي لم نرَ مثيلها في بقية اتحادات المنطقة التي تحترم رجالات الكرة وتخجل حتى من توجيه انتقادات علنية امام الرأي العام ليس خيفة منهم، بل حفاظاً على كرامة مدربيها حيث تختلي بهم في مجالس الاجتماعات الفنية لتحاسبهم وتواجههم بأخطائهم من دون ان تُسرّب ذلك للإعلام بقصد حصول المقربين من الاتحاد على (سبق صحفي) يُهللون للفشل والفضيحة والتآمر والانقسام وصب الزيت على النار!
تعالوا لنحصي اسماء المدربين الذين ضحى بهم اتحاد الكرة قرباناً لكراسي اعضائه وتكميم افواه الجماهير الغاضبة لئلا تحاصر مقرّه كما فعلت في أكثر من مناسبة رضخ لصوتها مُرغماً بلا قناعة أو منصاعاً لأخطائه، منهم الاجانب ستانج وفييرا وبورا وأولسن وسيدكا وبتروفيتش وزيكو وهناك الوطنيون عدنان حمد وأكرم سلمان ويحيى علوان وناظم شاكر وراضي شنيشل وحكيم شاكر، وبعضهم خرجوا من العراق وألسنتهم تلهج سخطاً لسوء إدارة المنتخبات وفوضى التدخلات السلبية في صلاحياتهم حتى نفروا من مهامهم - خاصة الاجانب- نادمين لمجازفتهم العمل مع منتخبنا كل ذلك يحصل أمام مرأى الحكومة وممثلتها وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية التي تمنح المال ولا تراقب الحال!
العديد من المؤشرات المهمة التي حذّر بها د.عبدالقادر زينل ومجبل فرطوس وعدنان درجال ود.حارس محمد وأحمد راضي اتحاد كرة القدم اثناء مشاركتهم في استوديوهات التحليل العربية من تسرعه في القرارات الستراتيجية الخاصة بتسمية المدربين لم يتعظ منها بالرغم من ان المتحدثين نجوم كبار ومؤسسون أفذاذ للكرة العراقية الحديثة وآراؤهم تحظى باهتمام الاعلام الرياضي وأسرة اللعبة، ووجه اغلب اولئك النجوم سهام النقد القاسي لآلية العمل في الاتحاد التي لم تزل تعاني غياب اصحاب الشأن للإشراف على المنتخبات الوطنية، فما علاقة اعضاء الاتحاد بالواجبات الفنية الخاصة بتهيئة المنتخبات للبطولات الخارجية، لماذا يَقحم أحدهم نفسه في مسؤولية تعد أكبر من قدراته التي يعتقد انها تناسبه إذا ما ارتدى البدلة الرسمية ونطق ببضع كلمات لا تعدو عن (سوف نجتمع وسوف نحاسب فلان ونرشح علان.. ولن يتردد بالقول سوف استقيل اذا لم يحصل كذا - وهو يعلم انه لا أحد يقول له قف..دع المهمة لغيرك وارحمنا-)!
صراحة أن رئيس اتحاد كرة القدم عبدالخالق مسعود يعيش أسوأ فترة من أواخر عام رئاسته الذي شارف على الانتهاء بعدما وجد نفسه مكبّلاً بأثقال قرارات نتاج التصويت "الصوري" المتفق عليه قبل الاجتماع، فماذا بقيت من مهابة للرئيس لاسيما ان اغلب الامور تدار بالإنابة عنه حتى لو لم يقتنع بها، وما قضية البحث عن مدرب اجنبي إلا ورطة جديدة يسعى البعض لتحميله وزرها لتوسيع دائرة الاستياء والسخط من دورته الانتخابية واعطاء انطباع سيء عن عجزه في قيادة الاتحاد لأنه يعلم فشل تجارب المدربين الاجانب مع كرتنا لظروفنا الراهنة التي رسّخ خطورتها الاتحاد الدولي لكرة القدم أمس الاربعاء برسالة تأجيله زيارة الوفد المخصص لتفقد ملعب المدينة الرياضية في البصرة - كما متفق سابقاً تمهيداً لرفع الحظر - بسبب الوضع الأمني! ما يعني احتراق ملف المدرب الاجنبي إلا إذا سعى الاتحاد لإبرام صفقة خائبة مع مدرب عاطل على ارصفة صربيا واوكرانيا وبلغاريا لن يصمد طويلاً تحت سياط التطفل على مهمته، وسرعان ما يهرب الى بلاده مطالباً بحقوقه.. ويتوعدنا بـ(شر فضيحة)!
"التسقيط" سبق صحفي!
[post-views]
نشر في: 17 يونيو, 2015: 09:01 م