إياد الصالحيدأبت ( المدى الرياضي) على اغتنام فرص اقامة البطولات المهمة سواء أكانت محلية ام خارجية لتعد ملفات خاصة بها تؤرشف تاريخها وابطالها وابرز المواقف التي شكلت علامات مميزة كلما اتى ذكرها في أتون المنافسات على مر السنين لتصبح تلك الملفات مختصرات
وافية بيد القارىء يتمعن في اغوار اسرارها ويقارن بين نتائج المسابقة قديماً وحديثاً ويستل الدروس البليغة لتقييم مستوى الكرة العراقية وما آلت اليه في قاعدتها من تخلف واهمال انعكس على واقع المنتخبات الوطنية التي ما زالت تعتمد على المحترفين في مهامها الصعبة. ما يهمنا في الملف الموسع الذي اعده الزميل د. منذر العذاري في ملحق هذا الاسبوع اهمية استقرار دوري الكرة العراقي على العدد المثالي من الفرق المشاركة لما له من اثر فعال عمّ مفاصل اللعبة كلها ودفع بنجوم كبار ليمسكوا بصولجان المنتخبات سنين طوالاً بسبب تكيفهم مع اجواء الدوري وبروز قدراتهم المهارية من دون ضياعها وسط زحمة الرحلات المكوكية بين جنوب البلاد وشمالها ناهيك عن الخسائر المعنوية والمادية التي تستنزفها فرقهم المثقلة اصلاً بديون متراكمة. ان دوري الكرة للفترة المحصورة (1973-1989) اقتصر على فرق معدودة كان معدل اعدادها اثناء مواسمه تتراوح بين (10-16) فريقاً ، ثم ما لبث ان اصبح المعدل بين (20-26) للفترة من عام 90 الى عام 1999 ، ومن عايش المرحلتين تلك يعرف كيف كان مستوى الاندية مرتفعاً من الناحيتين الفنية والبدنية وحتى على مستوى الافراد فقد برز اكثر من هداف امثال ثامر يوسف وعلي حسين محمود ورحيم حميد وكريم صدام ، هؤلاء نقشوا اسماءهم على كؤوس هدافي الدوري لأكثر من نسخة ، فضلا عن وجود فرز حقيقي لفرق جماهيرية كان لها قصب السبق في انتزاع لقب البطولة مرات عدة ، واضفت قوة نجومها طابعاً حماسياً على المباريات يكاد من النادر ان نشهده اليوم بين الفرق نفسها! ان شجب بعض المدربين قرار الاتحاد المنحل بزيادة عدد الفرق الى 43 ورفضهم ايضاً الحل التوافقي للهيئة المؤقتة بجعلها 36 له ما يبرره حقاً استناداً الى الصورة الارشيفية التي اوجزنا ملامحها في السطور السابقة ، فالماراثون الجديد وفق المجموعتين بذهابها وايابها يكون الدوري الممتاز مغلوباً على امره بعد ان تداخلت في تحديد آليته مصالح انتخابية انهمكت من اجل ضمان مشاركة فرقها وليس حسم أزمة بيتها المتصدع بسبب إبعاد اعضاء الاتحاد الشرعيين بقرار اولمبي وترك ادارة شؤونها على عاتق هيئة مؤقتة اقرّت نظام الدوري ووضعت جداول التباري للدور الاول ولا يعنيها اعتراف فيفا بالمسابقة أم لا وكأنها دورة ربيعية لفرق غير ملزمة باستحقاقات خارجية! المواكِب لحركة الدوري منذ ان دخل شرنقة الحصار الذي اجتاح البلد عام 1990 وحتى الان لن يصعب عليه التحليل والاستنتاج بان الاندية المشاركة فيه تستحق ان يُطلق عليها ( رصاصة الرحمة) لتفشي امراض كثر في كياناتها الهزيلة ، فهي لا تقوى على تمويل انشطتها وتقاعست عن اداء دورها مع الفئات العمرية و"إن وجدت" فهي لاسقاط فرض ليس إلاّ استغلها بعض المدربين لـ(قتل وقت الفراغ) كي لا ينضموا الى قافلة العاطلين عن العمل! كيف نرمي شباك التوقع لاصطياد لمحات كروية جميلة تعيد ذاكرتنا الى زمن المواسم الذهبية اذا كان عدد كبير من مدربي فرق الموسم الجديد من دون شهادة (A) ، هل يجوز ان يصبح الدوري العراقي الممتاز وكالة تسويق مدربين اميين ؟! لماذا نجافي الحقيقة ، ألم تصبح المدارس الكروية لبعض الاندية ورياض الاطفال سيان حيث يبدأ فيها فصل تعلم الكرة من الاساس في وقت تتفاخر كرتنا بمنح خمسة منها لقب افضل اندية القرن في آسيا وهي الزوراء والكرخ والشرطة والطلبة والجوية على التوالي حسب بيان للاتحاد القاري صدر مؤخراَ ، بينما شكا بعض ممن تولى تدريب فرقها صعوبة العمل مع لاعبيها بسبب افتقارهم مقومات الاداء السليم وعدم تناسب ارتدائهم فانيلات هذه الاندية العريقة مع امكاناتهم المتواضعة بدليل تقهقرهم امام لاعبي فرق مغمورة كانوا وما يزالون يعدون اللعب ولو دقائق معدودة امام النوارس والصقور بانها تسبغ عليهم صفة ( لاعب دوري) ! نتمنى ان تكون ورطة الدوري والمغامرين الـ36 اقل ضرراً على المدربين واللاعبين والجماهير اضافة الى الحكام حيث سيكون مسرحهم مفتوحاً لعروض طعون منوعة نتيجة مشاركة اكثر من ضيف هذا الموسم خاو من الخبرة ، يضم لاعبين منتخبين من الفرق الشعبية وثقافتهم الكروية والقانونية غير كاملة الدسم ، فضلا عن (خدمات لوجستية) لاحقاً من فرق يائسة لمصلحة أخرى تشاطرها الرقعة الجغرافية مستفيدة من ( المصير المشترك) حسب القرعة ، كل ذلك لابد ان يؤخذ على محمل الجد والمراقبة والحزم قبل ان يعضّ اعضاء الهيئة المؤقتة اصابع الندم ويستنجدوا بالاولمبية لإصدار قرار حلّ (الدوري) !
مصارحة حرة: موسم (نص دسم) !
نشر في: 30 ديسمبر, 2009: 06:44 م