TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ذكرى سبايكر.. ويوم آخر..

ذكرى سبايكر.. ويوم آخر..

نشر في: 19 يونيو, 2015: 09:01 م

حين أخرج المخرج العراقي الراحل صاحب حداد فيلم (يوم آخر) كان يقصد أملا آخر..لكن اياما اخرى باتت تحمل اسماءً لمناسبات اغلبها مؤلم..مهين..ورغم ذلك يواصل الساسة تسميتها لنا لتصبح ذكرى تستحق الاحتفال في العام المقبل حتى لو خلفت وراءها دما ودموعا وحسرات...فلم تكد الاحتفالات بيوم سقوط الموصل تنتهي حتى حلت ذكرى مجزرة سبايكر في الثاني عشر من شهر حزيران، وصار على الاهالي ان تبكي بلوعة و(تمسح ايديها بالحايط)، فمرور عام على غياب اولادهم دون حقائق تدلهم على مصيرهم امر يدعو الى اليأس، وصار على الحكومة ان تمتص غضب الاهالي ليسكتوا على (سكوتها)، لذا سارعت الى اقامة حفل تأبيني لاستذكار الحادثة الاليمة تخللته كلمات ومعرض صور وقبل كل شيء اعتبرت فيه امانة مجلس الوزراء حادثة سبايكرجريمة ابادة جماعية ويوم الثاني عشر من حزيران من كل عام يوما وطنيا لإحياء ذكرى المجزرة..
لابد للأهالي إذن ان يحمدوا الله ويشكروه على فضل الحكومة فقد طالبت بتدويل الجريمة والاسراع بمحاكمة المجرمين وإلقاء القبض على المتهمين الفارين ومحاسبة المقصرين واحالتهم الى العدالة، فضلا عن حث وزارة الهجرة واللجنة العليا لإغاثة النازحين على صرف (10) ملايين دينار لعوائل الشهداء..
أمهات الشهداء المغدورين والمفقودين لاتقنعهنّ هذه المطالب والوعود لذا قررت اكثر من50 والدة مغدوران يتوجهن في قافلة حملت عنوان (جكليت عرسك فطوري) الى مكان مجزرة سبايكر لإحياء المناسبة المؤلمة..سيذرفن الدموع وينادين ابناءهنّ بحرقة الامهات عسى ان تنطق دماؤهم بأسماء المجرمين..ولن يكفيهن هذا ايضا..امهات ضحايا سبايكر لايردن ان يعثرن على جثث اولادهن في مقابر جماعية بعد عقود من قتلهم كما حصل بعد سقوط النظام السابق ثم يحاولن التعرف على رفاتهم من الملابس المهترئة او ربما من غريزة الامومة... قلوبهنّ تتمنى ان يكون اولادهن احياء في معتقلات خصصها الجناة السياسيون لدفن سر المجزرة، وتدرك عقولهن ان حتى المعتقلين من اولادهن ربما تم قتلهم لذا يواصلن مطالبتهن بجثثهم قبل ان يصبح التعرف عليها مستحيلا...
لا أظن ان موت الابناء هو مايثير في الامهات الجزع فقد بات امرا عاديا في بلدي، لكن مايؤلمهن ويغضبهن هو تشظي دماء ابنائهن بين جهات عدة فهناك من يتهم اقارب الرئيس السابق وعشائر المنطقة بتسليمهم الى (داعش) وبعض آخر يتهم البعثيين لكن تفاصيل الحدث وماقاله بعض الناجين من المجزرة والضبايبة التي احاطت بالتحقيق في الجريمة جعلت قلوب الامهات تنطق بإحساسهن الحقيقي فأشرن الى المالكي الذي يعتبر المسؤول الاول والاخير عن المجزرة.. لايكفي اذن ان يتم تخصيص يوم للاحتفال بالمناسبة، او ان تسير قافلة الامهات الى موقع الجريمة بل يقنعهن اكتشاف سر مقتل واختفاء اولادهن ثم محاسبة المسؤول عن الجريمة حتى لو كان المالكي ذاته..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram