رمضان العام الحالي جاء في شهر حزيران ، الصائمون يواجهون ارتفاع درجات الحرارة فوق معدلاتها الاعتيادية ، باستخدام وسائل تبريد بدائية ، المهافيف ، وحمل قناني الماء والمرشات اليدوية للاستعانة بها عند الوقوف الطويل لتجاوز السيطرات وعبور الجسور وحمل المظلات لاتقاء أشعة الشمس العمودية في عز الظهيرة.
أسعار المواد الغذائية تأثرت بارتفاع درجات الحرارة فتصاعدت هي الأخرى ، ووجهت أصابع الاتهام للتجار لأنهم في كل وقت السبب الرئيس في معاناة الشعب العراقي أو هكذا تصورهم وسائل الإعلام والفضائيات التابعة لأحزاب الحكومة، فحملتهم مسؤولية ارتفاع صرف الدولار خلال الايام الماضية ، فيما تخلت وزارة التجارة عن تقديم مكرمتها بمنح العراقيين في شهر رمضان كيلو العدس والطحين الصفر وعبوة الزيت بموجب نظام البطاقة التموينية.
في رمضان سيعلّق العراقيون آمالهم على لقاءات المسؤولين والسياسيين على موائد الافطار،
فبعد تناول شربت الزبيب والنومي بصرة والحلويات المستوردة من المغرب ولبنان وتركيا "على حساب الحكومة" ستتوفر افضل الاجواء لإبرام اتفاق نهائي على تمرير القوانين المعطلة ، ويلعن المجتمعون الشيطان ويتناسون الخلافات ويضعونها خلف ظهورهم ، هذا الإنجاز التاريخي الكبير سيكون مبعث تفاؤل لدى العراقيين بأن نخبهم بعد وقت طويل من الشد والجذب ، وتبادل الاتهامات الى حد إطلاق الشتائم ، اتفقت وتلاحمت و تضافرت جهودها لتحقيق المصالح الوطنية والقضاء على داعش بالسماح للمستشارين الاميركيين بتقديم المشورة والاشراف على تنفيذ عملية تحرير محافظة الانبار .
أعضاء مجلس النواب بعد انتهاء عطلتهم التشريعية سيحضرون الجلسات في النصف الثاني من شهر رمضان لمواصلة العمل النضالي التشريعي والرقابي ، أمامهم مهمة قراءة ومناقشة مشروع قانون العفو العام المثير للجدل الخاضع منذ الدورة التشريعية السابقة لتجاذبات سياسية ، فورد في وثيقة الاصلاح السياسي ، لإلزام الاطراف المشاركة في الحكومة بتمريره طبقا لاتفاق تشكيل الحكومة الحالية.
انعقاد جلسات البرلمان في رمضان ستضيف أعباء على ممثلي الشعب لأنهم مطالبون بإنجاز تشريعات معطلة من الدورة التشريعية السابقة ، والصائمون من النواب ستقع عليهم مهمة استيعاب آراء زملائهم المفطرين، ولدى هؤلاء الاستعداد الكامل للنقاش والمناكدة ، أو الوقوف ضد إقرار قانون مهم طال انتظاره ، ولتفادي حصول مشكلة بين الأعضاء الصائمين والمفطرين يجب أن تلتفت رئاسة المجلس لجداول أعمالها اليومية ، وتختار مشاريع قوانين على شاكلة مكافحة الكلاب السائبة ، لكي لا تثير الخلاف السياسي!
رئاسة البرلمان ستقع في حرج في تلبية رغبات النواب المفطرين وليس امامها إلا فتح "كهوة مفاطير" داخل مبنى البرلمان، توفر الشاي والقهوة والماء المثلج للاعضاء غير الصائمين استعداداً لخوض جولة مناقشات حامية الوطيس ، ربما تصل الى مشاحنات او اشتباكات بالايدي بين مؤيدي ومعارضي تشريع قانون العفو العام ، المشادات في المجلس جعلته لا يختلف عن "كهوة المفاطير " في منطقة البتاوين المتخصصة ببث الاغاني السودانية !