من أجل هذا نعارض فكرة الميليشيات..
من أجل هذا نناهض وجود الميليشات في حياتنا..
ومن أجل هذا نقف ضد أفعال الميليشيات، ونحرّض الدولة على التعامل معها بكل العزم والحزم والحسم.
التهليل للميليشيات يعني الهتاف بسقوط الدولة، وسيادة سلطة الميليشيات تعني تقويض سلطة الدولة، وغياب الدولة وسلطتها يعني الفوضى غير الخلّاقة، وهذي معناها الحرب الأهلية بكل خرابها ودمارها وويلاتها.
الاعتداء الجديد السافر على اتحاد الأدباء في بغداد يدعم موقفنا، فلم يكن هناك أي مبرر أو مسوّغ لهذا العمل الهمجي المنفلت على منظمة ثقافية مرموقة.. ما من أحد مخوّل بتطبيق القانون وحفظ النظام غير الدولة.. أي خروج على هذا هو خروج على القانون وعلى نواميس الدولة والمجتمع.
من مخلفات الحكومة الفاشلة السابقة ان الميليشيات وسواها من الجماعات المسلحة غير الشرعية صار عددها اليوم بالعشرات، وإذا تُرِكتْ هذه كلها لتفرض قوانينها بدلاً من قوانين الدولة فسنكون في عين الفوضى العارمة التي تؤسس لحرب أهلية طاحنة، ليست فقط ذات طابع طائفي ومذهبي أو قومي وإنما أيضاً ذات طابع ميليشياوي فوضوي، فكل ميليشيا تعمل بالضرورة لتقويض سلطة الدولة لتكون هي الدولة، واستمرار هذا يعني قيام دويلات الطوائف والميليشيات المتناحرة.
الهجوم على مقر اتحاد الأدباء عدوان صارخ على النخبة المثقفة في البلاد، بل يتجاوزها إلى الدولة العراقية والمجتمع العراقي برمّته.. إنه عمل لا يختلف في شيء، في جوهره، عما يفعله داعش والقاعدة وفلول صدام.. الجميع يقومون بانتهاك القانون والعصيان على إرادة الدولة والمجتمع.
لا ينبغي للدولة أن تتجاهل هذا العدوان ولا أن تتهاون حتى بأدنى الحدود مع مرتكبيه ممن أمروا به وممن نفّذوه.. التجاهل والتهاون سيقودان الى أن تكون الدولة نفسها الهدف التالي للعصابات التي تبيح لنفسها ارتكاب مثل هذا الخرق، فمن يَهنْ يسهل الهوان عليه.
في لبنان منذ أربعين سنة حضرت المليشيات فكانت الحرب الأهلية التي لم تبرأ البلاد من عواقبها الكارثية بعد. وفي أفغانستان والصومال حدث الشيء نفسه منذ أكثر من عشرين سنة، ولم يزل أهل أفغانستان والصومال يكافحون بشق الأنفس لطي تلك الصفحة واستعادة الدولة والأمن والحياة الطبيعية.
لا ينبغي بأي حال التهاون مع المعتدين على اتحاد الأدباء وسواه.. العواقب ستكون كارثية على المجتمع والدولة والحكومة التي من واجباتها الدستورية التحرك الفوري للجم الفاعلين وسواهم من الميليشيات التي يقوم عناصرها في الوقت نفسه بتهديد المثقفين ليتحولوا إلى قطيع غنم.
إذا لم تتحرك الحكومة فستكون الهدف التالي للمعتدين، وإذا لم تفعل شيئاً الدولة فإنها تمنح الميليشيات والعصابات الرخصة لتحل محلها ولتقضي على ما تبقى من كيان هش اسمه جمهورية العراق. وإذا لم يأتِ المثقفون بشيء رداً على جريمة الأربعاء سيكونون القطيع الذي تريده العصابات المسلحة الخارجة على القوانين والنواميس.
عدوان سافر على المثقفين والدولة والمجتمع
[post-views]
نشر في: 19 يونيو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
ابو اثير
هذا ما حذرنا منه مرارا من أن دور الميليشيات سيكبر ويتعاظم مثل الفيروس القاتل ... والغريب في ألأمر أن بعض الميليشيات المسلحة التي ترفع شعار الدين والدين براء من أفعالها لها أعضاء في مجلس النواب العراقي يمثلونهم ولو بالعدد القليل الذي لا يتجاوز الكف الواحد
عزيز عبد الحسين راضي
احسنت وصدقت بما دونت استاذ عدنان وفعلاً ان الميليشيات ان لم تجد رادع سوف تحل محل (حكومة الخاله خلني)وهذا ما نخشاه على العراق وشعبنا في المستقبل القريب ودمتم