ضيّف نادي الشعر في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين الشاعر والناقد مزاحم حسين والشاعرة والمترجمة آمال ابراهيم للحديث في ندوة بعنوان (ترجمة الشعر ـ الواقع وآفاق المستقبل). وذلك ضمن منهاجه الثقافي الاسبوعي السبت الماضي.وبين مقدم الجلسة الدكتور سعد ياسين
ضيّف نادي الشعر في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين الشاعر والناقد مزاحم حسين والشاعرة والمترجمة آمال ابراهيم للحديث في ندوة بعنوان (ترجمة الشعر ـ الواقع وآفاق المستقبل). وذلك ضمن منهاجه الثقافي الاسبوعي السبت الماضي.
وبين مقدم الجلسة الدكتور سعد ياسين يوسف ان الحديث سيجري حول اهم خصائص الترجمة بصفتها عالما واسعا وفضاء لتلاقي الحضارات وثقافات الشعوب وخاصة الشعر. مشيراً الى ان الترجمة هي بحث دؤوب عن اقرب مساو لرسالة اتصالية يراد نقلها من لغة لأخرى. وقال: لا تكفي الاقامة في بلد ما لعدة سنوات ان تجعل من شخص مترجما، فهناك الكثير ممن عملوا في الترجمة وهم لا يملكون حرفياتها، فلا بد من معرفة خصائص اللغة وعادات وتقاليد الشعوب وحضاراتها التي نترجم منها، فالمفردة من خلال انتمائها للحضارة تكون محملة بمدلولات تختلف من بلد لآخر. موضحاً ان جميع مشكلات الترجمة التي نشأت منذ الفي عام يستطيع علم اللغة ايضاحها بطريقة علمية وخاصة ما يتعلق منها بالمعنى لأنها هي اصلاً بيان معنى نص، وليست نقلاً من لغة الى أخرى.
وفي حديثها ، اشارت الشاعرة والناقدة والمترجمة آمال ابراهيم الى كتاب (غبار الترجمة) لعبد الكريم كاصد والذي ينقل تجارب وصلت حد الغباء بحسب وصفها بسبب الاحتكام للغة وحدها من دون الرجوع الى خلفية النص او الكاتب او ما يحيط النص ساعة كتابته. مبينة ان الترجمة هي فن يستند الى علم، والكثير من المترجمين احياناً يقفزون على مسألة العلم والاحتكاك بالشعوب الأخرى لكون الترجمة وسيلة للتوصيل فيجب ان تكون مشذبة وعميقة وصادقة.
فيما لفت الشاعر والناقد والمترجم مزاحم حسين الى وجود جدل متجدد تثيره ترجمة الشعر من لغة الى اخرى واصفاً اياها بعميلة عبور محفوفة بالمخاطر المتلفة للمبنى والمعنى. وقال: هي ليست مهمة تقنية يتحقق من خلالها نقل كلمات واساليب الى قارة انسانية أخرى، فهي اكبر من ذلك بكثير، لكون القصيدة تسكن اصواتا وايقاعات واناشيد باطنية تتعايش في تناغم خلاق بحث يتفق الدارسون على استحالة توليف نسيج مطابق لارض استقبال مغايرة في ظل الاختلاف الطبيعي للغات من اساليبها الثقافية والنفسية وحمولاتها الموسيقية. موضحاً ان الترجمة الادبية والعلمية بمجملها صعبة، لكن الشعر يعد اصعب الفنون حتى قال الجاحظ باستحالة ترجمته لأنه يفقد اركانه الموسيقية : الوزن والقافية.
وفي مداخلته ، اكد الباحث سعد مطر عبود على اهمية الترجمة مشيراً الى اننا نعيش حوار ثقافات وتفاعل حضارات بعد فترات الانغلاق التي عشناها في ظل النظام السابق وعدم اطلاعنا على لغات العالم. وقال: ينبغي ان لا تنحسر الترجمة في جنس ثقافي واحد، فاليوم نحتاج الى التعريف بالهوية الثقافية العراقية من خلال الترجمة في كل الجوانب العلمية والاقتصادية والسياسية والثقافية. منوهاً ان كتّابنا الأن يحصدون جوائز ادبية وفنية عن روايات وقصائد ومسرحيات وقصص لابد من ترجمتها ليطلع عليها العالم.
فيما اكدت الشاعرة والتشكيلية غرام الربيعي على ان ترجمة الشعر تعد الاصعب لانها تتداخل فيها عملية الروح وايصال الصورة. وقالت: بما ان الثيمة العربية والعراقية بالذات كمجتمعات او بيئية او موروثات ليست لها مرادفات في الثقافات الأخرى، لذا فان الكثير من الصور لا تصل للآخر من خلال تعبيراتنا. مشيرة الى ضرورة ترجمة الشاعر للقصيدة حتى يتحقق الاطمئنأن بوصولها كما شعر بها كاتبها.