يُعد كتاب ( وليام و التحفة المفقودة ) ــ المكتوب للأطفال في الظاهر ــ أحدث كتاب لهيلين هانكوكس (1)، التي كان كتابها الأول ( البطريق في خطر ) من أفضل الكتب المصورة مبيعاً في المملكة المتحدة في عام 2013. و هي هنا تخبر سكوت سيمون من NPR أن الصور تأتي في
يُعد كتاب ( وليام و التحفة المفقودة ) ــ المكتوب للأطفال في الظاهر ــ أحدث كتاب لهيلين هانكوكس (1)، التي كان كتابها الأول ( البطريق في خطر ) من أفضل الكتب المصورة مبيعاً في المملكة المتحدة في عام 2013. و هي هنا تخبر سكوت سيمون من NPR أن الصور تأتي في الأول أحياناً حين تفكر بمشروع كتاب جديد، و في بعض الأحيان تكون القصة هي الأولى، لكن الحال اختلفت مع ( وليام )، " فقد كانت لدي شخصية وليام ثم بدأتُ بتشكيل القصة حوله و ما ستكون عليه مغامراته. و هو يستند في الواقع على قط ابن عمي واسمه وليام. وكنت أحدّق فيه في كل زيارة وأتساءل عما صار إليه "، كما تقول.
ووليام الحقيقي هذا، برأي المؤلفة، أبرع وأروع قط يقابله المرء على الإطلاق! فشعره ناعم للغاية، وعيناه خضراوان لامعتان. وله على وجه الدقة شخصية واضحة المعالم. إنه لا يبدو قطاً اعتيادياً ــ ولو كان رجلاً، فسيكون كما أعتقد رجلاً بارعاً رائعاً. ولا أدري حقيقة الأمر بالضبط ، فإن هناك غموضاً يحيط به، و أظن أن ذلك هو السبب الذي دفعني لكتابة قصة عنه.
أما فيما يتعلق بالرسم، تقول هانكوكس : " فإن أبي كان معلماً للرسم، و كان جدّاي فنانين أيضاً. وهكذا فأنا أرى أني حصلت عليه بالتحديد من ذلك الجانب من العائلة. أعني أنني كنت على الدوام ألقى التشجيع للجلوس عند منضدة المطبخ بأي شيء نافع في هذا الإطار، كأقلام الشمع الملونة أو أقلام اللبّاد والصبغ، وأُترك وحدي ساعاتٍ لأقوم برسم ما أريد ".
وقد عرفت هانكوكس أموراً عديدة عن الأطفال من خلال عملها هذا وسردها قصصاً لهم، قائلةً " أعتقد من دون شك بأن الأطفال أكثر انتباهاً وذكاءٍ مما كنت أتصور. فهم يفكرون على الدوام بسؤال لا يخطر لك على بال أبداً، ويُدهشني دائماً مقدار ما يستوعبونه من الصور والكلمات، و يضعون لها تفسيراً لا تفكر به أنت على الإطلاق. إنهم فاتنون للغاية ــ وأنا أنسى بعض الشيء أني كنت ذات يوم بهذه السن، وكانت تفتنني أيضاً أشياء كثيرة، و إنه لأمرٌ جميل أن أتذكر ذلك ".
و قد جاء على موقع دار أمازون التي أصدرت الكتاب أن عشاق الفن والجبنة الرشّاحة والقطط لا بد و أنهم سينجذبون إلى هذه المغامرة التي تُبرز وليام، " هراً عالمياً من أدب الغموض ". و ملخصها أن مدير متحف في باريس يستدعي القط على عجل ويُكلّفه بمهمة حل غموضٍ يحيط بتحفة فنية مسروقة. ويتوجب على وليام القيام بالكثير من التحريات في سعيه لاستعادة لوحة " مونا تشيزا " (2)، وهي صورة امرأة غامضة محاطة بدولابَي جبنة. وسرعان ما يركّز وليام على غريبٍ غامض يرتدي سترة طويلة ووشاحاً أحمر، يقوده في رحلة حلزونية عبر معالم باريس و أماكن الفنانين فيها. و يتضح أخيراً أن الفاعل ليس لص فنون من البشر وإنما هو فأر ذكي عابث محب للجبنة!
وسوف يستمتع الصغار بما يتضمنه الكتاب من لوحات متعددة الوسائل والأزياء القديمة، و تفاصيل، وأحوال وليام الواثق من نفسه. أما الكبار، فسوف تمتعهم المعالم الباريسية، و التلاعبات اللفظية المتعلقة بالجبنة ، وقصص الصحف الساخرة، وتقليدات الرسم السنّوري (3) الذكية لتحفٍ فنية من عمل فنانين مشهورين كفان دايك، وسورا، ومانيه، وماتيس، وبيكاسو، و دالي، وغيرهم.
وإذا ما قارنّا كتاب هانكوكس الأول الذي لا ينسى، ( البطريق في خطر )، فإن عملها هذا أيضاً لن يفشل في إفتان قرائه و إشغالهم به على السواء، وفقاً لما جاء في عرض مجلة Kirkus .
الإشارات :
(1) تخرجت هانكوكس حديثاً بدرجة في الرسم الإيضاحي و الرسوم المتحركة. و هي تستخدم خليطاً من أقلام الشمع، و الألوان المائية، و الحبر، و القلم، و توحدها رقمياً. و هي تعيش في إنكلترا.
(2) تشيز cheese تعني جبنة بالانكليزية، و " مونا تشيزا " هنا تلاعب لفظي باللوحة الشهيرة مونا ليزا و الجبنة.
(3) أي المتعلق بالسنانير أو القطط.